«ثلاثة شعارات لا تصدق واحداً منها: نعتز بخدمتكم! طعمٌ لا يقاوم! طبيعي 100 بالمائة» لست مع هذه الطرفة بنسبة 100 بالمائة، ولكني من أنصارها بنسبة لا تقل عن 70 بالمائة! فليس كل شعار يستحق التصديق خصوصاً في هذا الوقت! والأمر كما قال الشاعر: والدَّعاوى ما لم تُقيمُوا ... عليها بيناتٍ أبناؤها أدعياءُ هناك أشخاص يرفعون شعار التدين، وسيماهم سيما المتدينين، ولكنهم أبعد الناس عن الدين، ومع ذلك تجد من يتبعهم ويسوّق لهم، بل ويخلع عليهم ألقاباً لا يستحقونها! وهناك آخرون يرفعون شعار حب الوطن، ومن خلال هذا الشعار يعبثون بلحمة الوطن، ويخوّنون رجاله، ويدمرون مكتسباته، ويسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية على حسابه، ونحن نعتقد أنهم رموز وطنية رغم أنهم في الحقيقة يختطفون دور الدولة ويعبثون بنسيجها، كما سبق أن نبّه صاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الداخلية. وهناك فاعلو وفاعلات خير! لا يتركون شاردة ولا واردة إلا تدخلوا فيها بزعم الإصلاح، وهم يدمرون ولا يبنون، ويفرّقون ولا يجمعون، ومع ذلك نجد من يبني حياته على توصياتهم ورسائلهم المختومة بفاعل خير، فيقاطع أقاربه ويتنكر لزوجته بدون تبين! لدينا قابلية للتصديق عجيبة ومخيفة، بل واعتقاد أننا ومن صدقناه على الحق المبين، وغيرنا يعيش في دركات الغباء والشقاوة! فكل من انتشر له مقطع يقدم فيه علاجاً لمرض طبقناه، وكل من ذرف الدموع من خلال مقطع ناصرناه! قبل فترة أرسل لي أحد الأفاضل مقطعاً لشخص يبكي ويشتكي من ظلم وقع عليه، وطالبني بالكتابة عن هذا المسكين احتساباً للثواب! قلت: هل تعرفه؟! قال: لا ولكن وصلني المقطع فأرسلته إليك!! بدأت مقال اليوم بطرفة واقعية وأختمه بطرفة تاريخية، فقد روي عن مالك بن دينار أنه جلس يُذكّر الناس، وكان بجانبه مصحف، وتأثر الناس بوعظه فوجلت القلوب وذرفت العيون، ولكنه التفت مرة ذات اليمين فلما استقر بصره مكانه فوجئ أن المصحف الذي كان بين يديه اختفى! تأمل مالك في وجوه المتباكين وأنصت لضجيج أصواتهم، ولما لم يجد المصحف قال لهم: كلكم يبكي فمن سرق المصحف؟! وكلنا يحب الدين والوطن ولكن لماذا لا ينتصر الدين ويرقى الوطن؟!
مشاركة :