ضمن إطار برنامج «الملاذ المسرحي الخامس»، الذي تنفذه أكاديمية لوياك للفنون (لابا)، بالتعاون مع نخبة من أهم المدربين والمسرحيين والأكاديميين في الكويت والوطن العربي والعالم، اختتمت الأكاديمية ورشة تدريبية حصرية بعنوان «تصميم السينوغرافيا». وهي الورشة الثالثة من نوعها، مع السينوغراف والفنان التشكيلي د. خليفة الهاجري، حيث استهدفت مجموعة متميزة من مُحبي فن السينوغرافيا من الهواة والمحترفين. وثابر د. الهاجري، عضو المنظمة الدولية للسينوغرافيين وعضو هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، على تدريب المشاركين بشكل مهني احترافي. فكان أن أُتيحت لهم فرصة الاطلاع على كيفية تصميم المشاهد المسرحية المكتوبة، وتحويلها إلى مناظر مسرحية مجسَّمة وملموسة. كما تمكنوا من الإلمام بفنون تصميم المشهد المسرحي بكل عناصره، بدءاً من الديكور والإضاءة والمؤثرات الخاصة ومجمل العناصر التي تشكل الصورة المشهدية النهائية للعرض المسرحي. وتأتي الورشة ضمن فعاليات «مختبر السينوغرافيا»، على أن تتبعها خلال الشهر الجاري ورشة «فن الأزياء المسرحية» مع مصمم الأزياء الإيطالي العالمي جانلوكا سابيكا، الذي شارك في تصميم أزياء مسرحيات عالمية عديدة. علم وفن وفي تعقيبه على الورشة، أشاد د. الهاجري بالجهود التي تبذلها «لابا» في مجال إعلاء شأن المسرح والموسيقى والفنون، متحدثاً عن «أهمية فن السينوغرافيا في تصميم الفضاء المسرحي، وضرورة إتقانه، والتعرف على مفهومه عن كثب. ففي هذا الفن قدرات وطاقات تساعد الهواة والمحترفين على ترجمة النصوص المسرحية المكتوبة إلى أعمال إبداعية، تعكس روحية المضمون وعمقه، من خلال اختيار المكان المسرحي، والابتكار في التصميم، وتناغم عناصر السينوغرافيا، بتنوعها وفرادتها». وخلال الورشة، ركَّز د. الهاجري على أن «السينوغرافيا هي علم وفن، حيث تستوجب خبرة تقنية وفنية وإلماماً بالمقاسات الرياضية والحرف المهنية، كالنجارة والخياطة والماكياج والهندسة والإضاءة والتحكم بالمؤثرات الصوتية، وتحتاج إلى دراية كبيرة بعلوم التشكيل والهندسة المعمارية والنحت والغرافيك والحفر، وهي فن، بمعنى أن السينوغرافي لابد أن يكون له ذوق جمالي وفني في تأثيث الخشبة المسرحية، وأن ينطلق من روح إبداعية في فهم النص الدرامي وتفسيره وخلقه من جديد». تجربة استثنائية من جهتها، أعربت المشاركة منيرة العميري عن إعجابها الشديد بورشة «تصميم السينوغرافيا»، التي تشارك فيها للمرة الثانية، قائلة: «كل الشكر والتقدير للدكتور خليفة الهاجري على هذه الورشة القيّمة، التي ساهمت في إغناء معرفتي وإلمامي بالمجال المسرحي، بشكل متكامل. كانت فرصة لاكتساب الخبرة في مجال الإضاءة المسرحية والمنظور المسرحي والمقاسات المطلوبة لتنفيذ الديكور، وكذلك التعمق في نظرة المُشاهد والمتفرج لمخرجات التصميم النهائي». وكشفت المشاركة لميا السلاحي عن استمتاعها وتعلقها بالورشة، حيث قالت: «تعرفت على أشخاص جدد، وتعلمت أصول فن السينوغرافيا وطرق إتقان أي عمل فني، بغض النظر عن إعجابنا به. كانت تجربة استثنائية مليئة بالتحديات، سواء من ناحية قدرتنا على تصميم وتجهيز مساحة مكانية تعبِّر عن فكرتنا وعن أنفسنا، أو من ناحية إنجاز العمل في وقت قياسي. اختار لنا د. خليفة مشهداً من مسرحية (Harry Potter and the Cursed Child)، وهو مشهد صعب يظهر الصورة تحت الماء، ولا يحمل أي ديكور واضح، ما وضعنا أمام تحديات كبيرة». وفي السياق، تطرقت غدير العبكل إلى المشهد المسرحي ذاته، موضحة أنهم حظوا «بفرصة تطبيق مشهد مسرحي على أرض الواقع، فكان أن اكتسبنا الخبرة في كيفية الاندماج مع المشهد، واختيار اللقطات المناسبة، وإعادة عرضها على المسرح بطريقة مختلفة». تكريم طلاب الورشة تكريم طلاب الورشة بدورها، اختصرت المشاركة ريم عايض مخرجات الورشة، بالقول: «كانت الجلسات التدريبية ممتعة ومفيدة جداً، حيث اطّلعنا على معلومات متنوعة بشأن السينوغرافيا المسرحية، تاريخها، نشأتها واستخداماتها المتشعبة في عالم المسرح وغيره الكثير. اختبرنا أمثلة عديدة أظهرت كيفية رسم المنظور المسرحي ومعرفة القياسات الصحيحة على أرض الواقع، إلى جانب رسم نموذج التصميم بشكل احترافي وتحديد المواد اللازمة لإتمام مرحلة التنفيذ بشكل سليم». وعبَّرت عايض عن امتنانها الكبير للدكتور الهاجري، «الذي يتميز بشخصية ودودة ومشجعة، حيث حرص على تقديم الورشة وطرح أفكاره الخلاقة وخبرته الغنية بطريقة شيقة وبسيطة. استفدنا من إرشاداته ودعمه الدائم لنا، ومن تحفيزه لجميع المشاركين على العمل كفريق متكامل، والتعاون فيما بينهم لتحقيق النجاح المنشود». وكان برنامج «الملاذ المسرحي» انطلق بنسخته الخامسة خلال مايو الماضي، وسيستمر حتى نوفمبر المقبل. ويتضمن البرنامج العديد من ورش العمل النظرية والعملية، والمختبرات التدريبية التي تُعنى بثلاثة عناصر أساسية من عناصر المسرح، هي: مختبر الكتابة المسرحية، والسينوغرافيا، ومختبر التمثيل. ويأتي البرنامج ضمن جهود «لابا» لإثراء المشهد الثقافي بالكويت، وتفعيل دور المسرح في البناء الحضاري، وتأكيد الدور الفاعل للفنون في الارتقاء بالمجتمع، وبالتالي توفير فرص تدريبية احترافية واستثنائية لتمكين المواهب الشابة في الكويت والوطن العربي. جدير بالذكر، أن أكاديمية «لابا» ستقدم مع كل ملاذ مسرحي منحة تدريبية مسرحية للشباب الموهوبين تمتد لـ 18 شهراً، بحيث يحظى المتدرب بالاهتمام والتدريب الكافي في مختلف عناصر الفن المسرحي على يد كبار الأكاديميين والفنانين المسرحيين. كما تتيح للمتدرب فرصة المشاركة في أعمال فنية أو فرص تدريب احترافية داخل الكويت وخارجها.
مشاركة :