كشف حادث احتجاز فلسطينيين داخل أحد الأنفاق بين قطاع غزة ومصر، عن أن عملية حفر الأنفاق الحدودية مستمرة، رغم الحرب الكبيرة التي تشنها مصر عليها منذ سنوات. وتسبب انهيار نفق في قطاع غزة قرب الحدود مع مصر، أمس، في احتجاز 7 فلسطينيين، جرى - حتى بعد ظهر أمس - انتشال 3 منهم مصابين بجروح، فيما تواصلت أعمال الإنقاذ. وقال مسؤول في الدفاع المدني في غزة، إن ثمة تواصلا مع الجميع باستثناء واحد مفقود. وأرجع الدفاع المدني سبب انهيار النفق، إلى ضخ الجيش المصري مياه البحر في داخله، وهي وسيلة لجأت إليها مصر منذ انتخاب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. وترى مصر في الأنفاق خطرا يهدد الأمن القومي، وتعتقد أنها استخدمت في تهريب مطلوبين إلى غزة، أو خروج مشاركين في عمليات من غزة إلى سيناء، وهو أمر نفته حماس على الدوام. ولسنوات طويلة، كانت الأنفاق تستخدم في التهريب، معظم الوقت، لغايات اقتصادية وتهريب أسلحة من سيناء إلى غزة. وأثناء حكم حماس، في فترتي الرئيسين حسني مبارك وعبد الفتاح السيسي، اتخذت الأنفاق، ﺻﻔﺔ اﻟﻤﻌﺎﺑﺮ اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ، ﺗحت اﻷرض، وﺗﺤﻮلت إﻟﻰ ﻣﺼدر ﻛﺒﯿﺮ ﻟﻠﺮزق واﻟﺜﺮاء، وﺷﺮاﯾﯿﻦ ﺣﯿﺎة ﻟﻠﻐﺰﯾﯿﻦ، ﻛﻤﺎ كان ﯾﺤلو ﻟلبعض ﺗﺴﻤﯿتها، ودﺧﻼ مهما ﻟﺨﺰﯾﻨﺔ اﻟﺤكوﻣﺔ اﻟﺤﻤﺴﺎوﯾﺔ هناك. وﺷﻜﻠﺖ ﺣﻤﺎس ﻓﻲ ذلك الوقت، ﻟﺠﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻸﻧﻔﺎق، مهمتها اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﯿها وﺗحديد اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺑﻀﺎﻋﺔ مهرﺑﺔ، وجنيها ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻷﻧﻔﺎق. وأعطت هذه اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻟﻸﻧﻔﺎق ﺻﻔﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ. وكانت حماس تدخل يوميا عبر هذه الأنفاق آﻻف اﻷطنان ﻣﻦ الوقود واﻟﺴﻠﻊ واﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، واﻷدوﯾﺔ، وﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء ﻣﺜﻞ اﻷسمنت والحديد، عدا عن تهريب اﻟﺴﯿﺎرات واﻟﺴﺠﺎﺋﺮ. وظل ذلك قائما حتى بدأت مصر، أواخر عام 2014، في إنشاء منطقة عازلة، خشية انتقال مسلحين أو أسلحة بين قطاع غزة وسيناء، وشرعت في تدمير مئات الأنفاق الحدودية. وﻻ ﯾﻌﺮف الآن، العدد الدﻗﯿﻖ ﻟﻸﻧﻔﺎق، ﻟكن ﻣﺼﺎدر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، قدرتها لـ«الشرق الأوسط» في ذروة عملها، بنحو 400 ﻧﻔﻖ رﺋﯿﺴي، وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ألف نفق ﻓﺮﻋﻲ. وإضافة إلى الأنفاق التجارية على الجانب المصري، توجد أﻧﻔﺎق خاصة بحركة ﺣﻤﺎس، وكانت تستخدم لتهريب ﻣﺎ ﯾﺨص ﺣﻤﺎس، من ﺳﯿﺎرات، وﺳﻼح، وﻣﺎ ﺷﺎبه، وعبرها ﯾﺘﺤﺮك رﺟﺎل ﺣﻤﺎس فقط. وجميع هذه الانفاق مستهدف من مصر. وتدعم السلطة الفلسطينية تدمير الأنفاق، وتقول إنها كانت مصدر ثراء كبير لرجال حماس، كما أنها تضر بالأمن الفلسطيني والمصري. لكن ثمة أنفاق أخرى لا تطالها مصر، وهي هجومية على الحدود الأخرى مع إسرائيل، بعيدا عن الحدود المصرية. وقضى في هذه الأنفاق، منذ مطلع العام الحالي، 12 شخصا على الأقل، بينهم عشرة من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس. وتتهم إسرائيل حركة حماس، بمواصلة بناء الأنفاق الهجومية، وتحذر من أنها قد تضطر إلى شن حرب جديدة وواسعة على غزة بسببها، وأن تدميرها، كان أحد الأهداف المعلنة لحرب إسرائيل على غزة صيف 2014، حيث دمرت 32 نفقا رئيسيا قبل أن تنتهي الحرب.
مشاركة :