سطا بعض اللصوص على منزل أحد جنود سلاح الإشارة البريطانيين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى وسرقوا، من بين أشياء أخرى، الرسالة التي أعلنت انتهاء الحرب قبل قرن من الزمن، تلك اللحظة التي وضع فيها آلاف الجنود أسلحتهم وسارت الأمور بعدها في هدوء على الجبهة الغربية. وكان الجندي جون سميث، من الكتيبة الـ13 من فرقة لندن، يجلس في كوخ الإشارة بالخطوط الأمامية يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1918 عندما جاءت تلك الرسالة عبر آلة التلغراف، مشيرة إلى أن الحرب ستنتهي في الساعة 11 صباحا. ومن يومها وضع سميث الرسالة في جيبه وبقيت في حوزته بعد عودته، وظلت معه بقية حياته. وبعد عقود على وفاته، سرق اللصوص الوثيقة التي ورثتها حفيدته سوزي سميث مع الميداليات التي حصل عليها إبان الحرب. وقالت سميث إن الرسالة مجرد قصاصة ورقية ليست لها قيمة مالية، لكنها كانت بالنسبة لي لا تقدر بثمن وكانت قطعة من التاريخ تحمل أهمية عاطفية من والدي عن جدي ولا يمكن استبدالها، وكنت أشعر أني حارسة على مقتنيات والدي من أجل العائلة وكنت فخورة بهذه الورقة بصفة خاصة، وآمل فقط ممن أخذها أيا كان أن يتكرم بإرجاعها وآمل ألا يكونوا قد سحقوها وألقوها في أي مكان. يُشار إلى أن الرسالة التي كانت إيذانا بـالهدنة كانت قد أُرسلت من قيادة الجيش البريطاني إلى كتيبة الجندي جون الساعة العاشرة صباحا ذاك اليوم، معلنة أن الحرب ستنتهي بعد ساعة بالضبط، وقام زميل له وقتها بتشفيرها وكتابتها بعد ذلك بقلم رصاص على ورق الجيش الرسمي. وكانت فحوى الرسالة تتوقف الأعمال العدائية الساعة 11 صباحا. تظل القوات ثابتة على خط نقطة المركز الأمامية التي أُنشئت بالفعل. تراعى كل الاحتياطات العسكرية ولن يكون هناك اتصال مع العدو. تعليمات أخرى في وقت لاحق. عُلم.
مشاركة :