من باريس إلى لندن، من أستراليا إلى الولايات المتحدة،عمت الفرحة بعد أربع سنوات من عمليات اقتتال مرعبة فعلا،حيث وقعت الهدنة بين الحلفاء والإمبراطورية الألمانية في 11 نوفمبر 1918،كانت إيذانا بنهاية الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وانتصار الحلفاء وهزيمة ألمانيا. هنا من شرفة قصر باكنغهام العليا،تم الاحتفال الرسمي بنهاية الاقتتال الذي اندلع في صيف 1914.في العام 2014 أحيت المملكة المتحدة الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى وترحمت على أرواح 888.246 جنديا من الإمبراطورية البريطانية قتلوا على جبهة القتال.حيث كانوا يمثلون معالم التضحيات الجسام في كل دول الكومنولث أيضا. وأصبحت زهرة الخشخاش،رمزا على تضحيات أولئك من قتلوا من الجنود. وقد جرت العادة في المملكة المتحدة، أنه بتاريخ الحادي عشر من نوفمبر من كل عام، يحتفل البريطانيون بما يعرف بمناشدة زهرة الخشخاش، حيث يتم جمع التبرعات للمحاربين القدامى. على جدران بوابة مينين في ابرس، حيث جرت أكبر المعارك شراسة ،الزوار يأتون هنا بحثا عن أسماء أجدادهم، حيث توجد أسماء 54 ألف جندي بريطاني ومن دول الكومنولث، قضوا. ويقول ستيفن فاسي،من أستراليا: هذا عم زوجتي،قتل في معركة بوليغون وود، في 7 أكتوبر 1917 لا تزال ذكرى هؤلاء الجنود الأستراليين القتلى تنتقل إلى الأجيال الصاعدة،موثقة شراسة حرب عالمية دمرت كل شيء وتركت جروحا لا تندمل. لكن هذه الذكرى، و آلامها الكبيرة، لم تؤثر في الأحفاد وحسب،ذلك ما تشرحه المؤرخة البريطانية، مارغريت ماكميلان و الأستاذة بجامعة أوكسفورد: لقد مرت 100 سنة على الحرب العالمية الأولى،لكنها لا تزال آثارها مستمرة في تشكيل الأذهان عبر أنحاء المعمورة،والزمن الذي نعيشه،فدون تلك الحرب،ما كنا لنشهد زوال الإمبراطوريات النمساوية- المجرية والعثمانية. كما أنه لولاها ما كان البلاشفة ليستولوا على السلطة في روسيا العام 1917، وعندما تفكرون في مجريات الأحداث فإن ذلك قد عمل على التأثير في أحداث القرن العشرين.فالحرب العالمية الأولى،عملت أيضا على خلق الظروف التي من شأنها أن وجدت الإرهاصات لتكون الحرب العالمية الثانية،أمرا واقعا أيضا كانت تسمى الحرب العالمية الأولى بالحرب العُظمى تقدر خسائر الحرب العالمية الأولى بأكثر من 9 ملايين مقاتل لقي حتفه.
مشاركة :