(وسائط متعددة) مقالة خاصة: حركة نزوح كثيفة من جنوب لبنان مع تصاعد الغارات الإسرائيلية

  • 9/24/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في الصورة الملتقطة يوم 23 سبتمبر 2024، تصاعد الدخان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية في الخيام، لبنان. (شينخوا) النبطية، جنوب لبنان 23 سبتمبر 2024 (شينخوا) مع تصاعد كثافة الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف المدفعي المستمر على جنوب وشرق لبنان اليوم، فر آلاف اللبنانيين في موجات نزوح كثيفة نحو العاصمة بيروت وجبل لبنان. وتجسدت حركة النزوح المتسارعة في ازدحام مروري غير مسبوق على الطرق الرئيسية بين الجنوب اللبناني وبيروت. وتشن إسرائيل منذ صباح اليوم غارات جوية عنيفة استهدفت مناطق واسعة في جنوب لبنان، قبل أن تمتد لتشمل البقاع الشمالي بعمق شرق البلاد. ودعا الجيش الإسرائيلي عصر اليوم (الاثنين) سكان قرى منطقة البقاع في لبنان إلى إخلاء منازلهم خلال ساعتين لمسافة لا تقل عن 1000 متر. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان عبر منصة ((إكس)) "تحذير عاجل لسكان قرى منطقة البقاع في لبنان، عمليات حزب الله تجبر الجيش الإسرائيلي للعمل ضد البنى التحتية الإرهابية في قراكم". وأضاف البيان أن "الجيش الإسرائيلي غير معني بالمساس بكم، فإذا تواجدتم داخل أو بالقرب من منزل يحتوي على أسلحة لحزب الله عليكم الخروج منه والابتعاد عنه خلال ساعتين لمسافة لا تقل عن 1000 متر خارج القرية، وعدم العودة حتى إشعار آخر". وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط 356 قتيلا و1246 جريحا في الغارات الإسرائيلية على لبنان. في الصورة الملتقطة يوم 23 سبتمبر 2024، مركبات من جنوب لبنان تتجه إلى العاصمة اللبنانية بيروت. (شينخوا) -- موجات نزوح كثيفة وإثر ذلك، تسعى آلاف العائلات اللبنانية للفرار من جنوب لبنان إلى مناطق أكثر أمانًا بسيارات خاصة، وفق مصادر في قوى الأمن الداخلي اللبنانية. وقالت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن الحافلات الصغيرة والسيارات الخاصة المحملة بالأمتعة والأشخاص تنتشر في كل مكان، وتزداد زحمة السير كلما اقتربت من بيروت أو من المناطق الجبلية، التي باتت ملاذًا للكثير من هذه العائلات". وعلى الطرق الرئيسية وخاصة الأوتوستراد الساحلي الذي يربط الجنوب بالعاصمة، اصطفت السيارات في طوابير طويلة وصلت إلى مسافة أكثر من 15 كيلومترا، حيث تتحرك السيارات ببطء شديد، وفق المصادر. وأوضحت "أن موجات النزوح الكثيفة بالسيارات الخاصة من القرى الجنوبية باتجاه بيروت وجبل لبنان خلقت حالة من الفوضى المرورية، بحيث توقفت حركة السيارات وسط الطرقات لساعات طوال". وقال اللبناني سالم نوير، وهو سائق حافلة يعمل على خط حاصبيا بيروت بمعدل ثلاث رحلات يوميا، "إن الرحلة من حاصبيا إلى بيروت، حيث المسافة بحدود 120 كيلومترا تستغرق في الحالات العادية ساعتين تقريبا". وتابع أنه في إطار "ما هو حاصل اليوم من كثافة غير مسبوقة للسيارات فمن المستحيل معرفة كم تستغرق الرحلة، وفي تقديراتنا سيلزمها ما بين 10 إلى 15 ساعة، مما سيزيد حتما من توتر النازحين الخائفين، الذين يتطلعون للوصول بسرعة إلى وجهاتهم". وأكد "أن الأعداد الكبيرة للنازحين تجعل من الصعب السيطرة على الوضع بسهولة" رغم الانتشار الكثيف لرجال الأمن وشرطة السير الذين يحاولون بقدر الإمكان تنظيم الحركة. وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم مهاجمة أكثر من 1100 هدف في لبنان خلال الساعات الماضية، مشيرا إلى أن طائرات حربية ومسيرة نفذت حوالي 650 طلعة هجومية لإزالة "تهديدات". ووسع الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته الجوية لتشمل العديد من القرى في شرق لبنان، وفق مصادر عسكرية لبنانية. في الصورة الملتقطة يوم 23 سبتمبر 2024، رجل يحمل مرتبة للنازحين في العاصمة اللبنانية بيروت. (شينخوا) -- ضيق وقلق وفي ظل هذه التطورات، يشعر اللبنانيون النازحون بالعجز والقلق على مستقبلهم وأبنائهم، خصوصًا في ظل عدم وضوح المدة التي سيستمر فيها النزاع والقصف المتبادل بجنوب لبنان، بحسب النازح المتوجه من مدينة النبطية إلى إحدى قرى جبل لبنان جلال فحص. واضطر رب العائلة سامح عزام إلى النزول من سيارته وأفراد أسرته الخمسة إلى جانب الطريق في منطقة الدامور للراحة قليلا وتنشق الهواء وتلبية حاجيات الأطفال. وقال عزام لـ((شينخوا)) إنه "في ظل حدة التوتر والخوف فالكثير من النازحين يشعرون بالضيق من طول فترة الانتظار والحاجة الماسة لمياه الشفة والطعام". لكنه أثنى على عمل عشرات الشبان المتطوعين الذين يتجولون عبر دراجات نارية وسط الطابور الطويل للسيارات ويعملون على توزيع زجاجات المياه والطعام والفاكهة، مما خفف إلى حد ما من عنائهم. وقال عضو في إحدى الجمعيات الخيرية المحلية فضل عدم ذكر اسمه إن محطات مزودة بالكثير من الطعام السريع والمياه انتشرت على عجل في الكثير من تقاطع الطرقات وعند مداخل بيروت تعمل على مساندة النازحين عبر تقديم بعض الحاجيات الملحة. وعلى الرغم من التحديات، يبقى الأمل حاضرًا في قلوب النازحين، حيث سيسعى العديد منهم حتما إلى التأقلم مع الظروف الجديدة والبحث عن فرص عمل مؤقتة أو حلول بديلة لتأمين احتياجاتهم اليومية، بحسب جلال فحص. ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر الماضي على خلفية الحرب الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة، وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة.■

مشاركة :