عودة نائب الرئيس اليمني، رئيس الحكومة، المهندس خالد محفوظ بحاح، إلى العاصمة المؤقتة عدن مؤخرا، ومزاولته لنشاطه منها، فاتحة أمل وتفاؤل لسكان المدينة الذين أرقتهم معاناة الأشهر الماضية، وكذا بالنسبة للمقاومة والجيش الوطني اللذين ما زالا يخوضان حربا ضارية مع ميليشيات الانقلاب وفي أكثر من جبهة ومكان. وأعرب أهالي عدن لـ«الشرق الأوسط» عن سرورهم بإيلاء نائب الرئيس اهتمامه بمعاناة سكان المدينة، والعمل على معالجة ملف الجرحى الذي ظل أشهرا رهن الشكوى والتعثر، وكذا الحالة الأمنية، مشيرين إلى أن جهود بحاح بلا شك مدعاة للأمل، لافتين إلى القضايا المؤرقة التي بدأ بمعالجتها ومنها الانفلات الأمني ومشكلة الكهرباء ووضعية الخدمات الأساسية التي شرع بحلحلتها واحدة تلو الأخرى. وقال مدير عام الصحة والسكان رئيس لجنة الإغاثة بمحافظات عدن ولحج وأبين والضالع، الدكتور الخضر لصور، إن اللقاء بنائب الرئيس كان إيجابيا ومثمرا، إذ وقف إزاء سبل دعم مستشفيات العاصمة المؤقتة عدن ببعثات أجنبية، والعمل على نقل المكاتب الدولية العاملة في اليمن مثل منظمة اليونيسيف والصليب الأحمر الدولي وأطباء بلا حدود، وكذا نقل إدارة البعثات في وزارة الصحة في صنعاء إلى مدينة عدن، لتفعيل دورها في إرسال المنح العلاجية إلى الخارج. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن مديونية الحكومة لمستشفيات المملكة الأردنية الهاشمية بلغت نحو 13 مليون دولار، منوها لأن هذا المبلغ هو كلفة العلاج وديون سابقة وكذا السكن للجرحى ومرافقيهم، لافتا إلى أن الوزارة ممثلة بوزيرها الدكتور ناصر باعوم تسعى للحصول على المال المستحق للمستشفيات والفنادق الأردنية. وأضاف أن لقاء القيادات الصحية بنائب الرئيس، وقف أمام قضايا عدة، منها ما يتعلق بما تم تنفيذه من صيانة لمستشفيات المحافظة، إلى جانب ملف الجرحى والمشاريع المتعثرة ودور المراكز الطبية في رفع مستوى إنتاجية العمل في مختلف النواحي الصحية والطبية، علاوة لدعم أكبر للمستشفيات العسكرية في مدينة عدن. وأوضح أن هناك 3047 جريحا من المقاومة والجيش الوطني ممن تم علاجهم في مستشفيات خارج البلاد، منهم 2974 جريحا تلقوا علاجهم في كل من السعودية والسودان والإمارات وسلطنة عمان والأردن وعلى نفقة مركز الملك سلمان للإغاثة والخدمات الإنسانية، مشيرا إلى أن هناك 73 حالة ما زالت تتلقى العلاج وتكفل مركز الملك سلمان بدفع استحقاقات المستشفيات والإقامة. وكشف مدير عام الصحة والسكان، رئيس لجنة الإغاثة في عدن ولحج وأبين والضالع جنوبي البلاد، عن أن إجمالي الجرحى في المحافظات الأربع بلغ 16728 جريحا، تم علاج 1367 جريحا في الخارج فيما البقية تم علاجهم في مستشفيات هذه المحافظات وبالتعاون مع منظمات طبية دولية وخليجية وأهلية. وأشار إلى أنه تم إعادة تأهيل مستشفى عدن العام، بسعة استيعابية بلغت 200 سرير، بتمويل من صندوق التنمية السعودي، بعد أن كان متعثرا منذ عام 2009م. كما تم تأهيل مركز الطوارئ بمكرمة عمانية وتم عبر الصندوق العربي الكويتي دراسة إنشاء مستشفى عدن الجامعي، بكلفة 60 مليون دولار. ونوه إلى إعادة تأهيل مستشفى الجمهورية من قبل الهلال الأحمر الإماراتي، وبدعم من مركز الملك سلمان، لإيصال السعة السريرية إلى 500 سرير، لافتا إلى أن الكويت تقوم حاليا بإعادة تأهيل مستشفى الصداقة البالغ سعته 420 سريرا، بينما الهلال الأحمر الإماراتي يقوم بتأهيل مستشفى 22 مايو والبالغ طاقته الاستيعابية 110 أسرة. وتطرق إلى وضعية عدد من المرافق الصحية التي يستوجب تأهيلها وترفيعها لتقوم بدورها في خدمة السكان، منها ترفيع مستشفى الأمراض النفسية، البالغ طاقته الاستيعابية 140 سريرا، إلى مستشفى تخصصي، كما أنه يحتاج لعملية تأهيل كاملة، إلى جانب معالجة وضعية مستشفى المصافي البالغ طاقته 120 سريرا مع الشركة المنفذة. وقال: إن مستشفى باصهيب العسكري بمدينة التواهي جنوب غربي عدن، تابع للخدمات الطبية بوزارة الدفاع، وسعته 320 سريرا، فيما جاهزيته حاليا لا تتعدى 100 سرير، مبينا أن الهيئة الكويتية تعمل في إعادة تأهيله جزئيا، وما زالت الحاجة لدعم أكبر، نظرا للأضرار الكبيرة التي لحقت به. وكان نائب الرئيس رئيس الحكومة، أكد أن ابتعاث الجرحى خلال الفترة القادمة سيكون إلى السودان، وذلك بالتنفيذ مع مركز الملك سلمان. وكان نائب الرئيس قد التقى قيادات الإدارات الصحية بمحافظة عدن الأربعاء، وخلال لقائه أشاد بالجهود التي بذلت خلال فترة الحرب في مواجهة الأمراض والأوبئة التي أصابت المدينة والدور الكبير الذي قدموه في علاج الجرحى. وثمن بحاح جهود مركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي والسوداني والقطري وصندوق دعم المرضى الكويتي، الذين كان لهم دور كبير وفعال في إنعاش القطاع الصحي في عدن والمحافظات المجاورة. ووجه بحاح بضرورة الإسراع في استكمال ملف الجرحى ووضع الحلول العاجلة لهم، والبت في التعاقد بشكل عاجل مع بعثة طبية لمستشفى الجمهورية، مشددا على أن ملف الجرحى يعد أهم أولويات الحكومة ووزارة الصحة، معتبرا جبهة الصحة بأنها جبهة ثانية خلال الصراعات، لا تقل أهمية عن الجبهات العسكرية. وناقش بحاح مع القيادات الصحية الكثير من القضايا المؤرقة للسكان وللمقاومة والجيش الوطني، ووجه نحوها جملة من الإجراءات والقرارات. وأكد اللقاء بضرورة تفعيل دور معهد الدكتور أمين ناشر للعلوم الصحية بالمحافظة ودوره في جودة المخرجات، وأهمية العلاقة مع المنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، وأطباء بلا حدود، والصليب الأحمر الدولي، والدعوة بأن تكون مكاتب المنظمات فاعلة ورئيسية في عدن، وأن يخول لها اتخاذ القرارات وتنفيذها. واطلع بحاح على حجم الحالات التي تقرر علاجها بالخارج من قبل اللجان الطبية في جبهات عدن وتعز ومأرب، إذ بلغ إجمالي الجرحى 631 جريحا منهم 224 جريحا في جبهة تعز و200 جريح في عدن و159 جريحا في مأرب، علاوة لجرحى متواجدين جنوبي المملكة.
مشاركة :