ديبلوماسيون يؤكدون أن قوى كبرى تدرس تقسيم سورية على أساس اتحادي

  • 3/12/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال ديبلوماسيون أن قوى كبرى قريبة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في شأن سورية تبحث إمكان تقسيم الدولة التي مزقتها الحرب تقسيماً اتحادياً يحافظ على وحدتها كدولة واحدة بينما يمنح السلطات الإقليمية حكماً ذاتياً موسعاً. ويتزامن استئناف محادثات السلام في جنيف مع الذكرى الخامسة لصراع بدأ باحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد ثم انزلق إلى حرب متعددة الطرف تدخلت فيها حكومات أجنبية وسمحت بتنامي نفوذ تنظيم «داعش» المتشدد في سورية والعراق. وتراجع القتال في سورية في شكل كبير منذ أن دخل «اتفاق وقف العمليات القتالية» الهش الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا، حيز التنفيذ قبل أسبوعين تقريباً. لكن، ما زال من الصعب التوصل إلى اتفاق سلام فعلي ووقف حقيقي لإطلاق النار. وفي حين يستعد وسيط الأمم المتحدة للسلام ستيفان دي ميستورا للاجتماع مع وفود من الحكومة السورية والمعارضة، فإن فكرة تقسيم سورية على أساس اتحادي تعد من بين الأفكار التي تحظى باهتمام جاد في الوقت الراهن. وقال ديبلوماسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه، أن بعض القوى الغربية الكبرى وليست روسيا فحسب تبحث أيضاً إمكان إقامة نظام اتحادي لسورية وعرضت الفكرة على دي ميستورا. وأردف الديبلوماسي: «مع التشديد على الحفاظ على سلامة أراضي سورية من أجل بقائها كدولة واحدة، يوجد بالطبع جميع أنواع النماذج المختلفة لنظام اتحادي سيكون - كما في بعض هذه النماذج - متحرراً للغاية من المركزية ويعطي الكثير من الحكم الذاتي لمختلف المناطق». ولم يقدم أي تفاصيل عن نماذج تقسيم اتحادي للسلطة يمكن تطبيقه على سورية. وأكد ديبلوماسي آخر في المجلس التصريحات. وتظل العثرة الكبرى أمام محادثات السلام هي مصير الأسد الذي تصر حكومات غربية وخليجية على ضرورة رحيله في إطار فترة انتقالية طرحت بموجب خريطة طريق أعدتها القوى الكبرى في فيينا العام الماضي. وتقول روسيا وإيران الداعمتان الأسد أن السوريين هم الذين يجب أن يقرروا هذه المسألة. وبعد خمسة أعوام من الحرب، فإن الأراضي السورية باتت منقسمة بالفعل بين أطراف مختلفة منها الحكومة وحلفاؤها والأكراد المدعومون من الغرب وجماعات معارضة وتنظيم «داعش». ورفضت المعارضة السورية هذا الأسبوع اقتراحاً قدمته روسيا بأن توافق محادثات السلام على نظام اتحادي للبلاد. وتدعم روسيا شأنها شأن إيران حكومة الأسد وتدخلت عسكرياً للوقوف إلى جانبها. وقال منسق المعارضة السورية رياض حجاب أن أي حديث عن هذه الاتحادية أو شيء قد يمثل توجهاً لتقسيم سورية غير مقبول على الإطلاق. لكن فكرة الاتحادية بالنسبة لسورية ليست مستبعدة. ففي حديث إلى قناة «الجزيرة» يوم الخميس قال دي ميستورا: «السوريون كلهم رفضوا تقسيم (سورية) وتمكن مناقشة مسألة الاتحادية في المفاوضات». ولم يستبعد الأسد في مقابلة أجريت معه في أيلول (سبتمبر) فكرة الاتحادية عندما سئل عنها، لكنه قال أن أي تغيير يجب أن يكون عبر الحوار بين السوريين وإجراء استفتاء لإدخال التغييرات الضرورية على الدستور. وزاد آنذاك أنه عندما يكون السوريون على استعداد للتحرك في اتجاه معين، فإن الحكومة توافق بالطبع على هذا الأمر. وأوضح صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سورية الذي يتمتع بنفوذ واسع على المناطق الكردية أن الحزب منفتح على الفكرة. وقال مسلم لـ «رويترز» يوم الثلثاء: «ما تصفونه ليس مهماً... قلنا مراراً وتكراراً أننا نريد سورية لا مركزية... فلنسمها إدارات أو لنسمها اتحادية... كل شيء ممكن».

مشاركة :