انت الان تتابع خبر علماء يتوصلون إلى سر تحفيز بكاء الرضيع لخروج حليب الأم والان مع التفاصيل كما أظهرت الدراسة أنه بمجرد تحفيز الهرمونات، استمرت الزيادة لمدة 5 دقائق تقريباً قبل أن تتراجع، مما مكن أمهات الفئران من إرضاع صغارها حتى يشبعوا أو يبدأوا في البكاء مرة أخرى. ليست ملاحظة أن ثدي الأم يمكن أن يتسرب منه الحليب عندما تسمع بكاء الرضيع جديدة. لكن الدراسة الأخيرة هي الأولى من نوعها التي تحدد الآليات الدماغية الكامنة وراء ما وصفه العلماء بـ"خط أنابيب البكاء إلى الحليب"، تلك الآليات التي يمكن أن تمهّد الطريق لفهمٍ أفضل لتحديات الرضاعة الطبيعية بالنسبة للعديد من النساء. كما أظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة Nature، أنه عندما يبدأ الفأر الرضيع بالبكاء، تنتقل المعلومات الصوتية إلى منطقة في دماغ أمه تسمى النواة داخل الصفائح الخلفية للمهاد. ويرسل هذا المحور الحسي بعد ذلك إشاراتٍ إلى خلايا الدماغ، التي تطلق بدورها الأوكسيتوسين في منطقة أخرى تسمى منطقة ما تحت المهاد. في معظم الأحيان تُغلَق هذه الخلايا في منطقة ما تحت المهاد لمنع الإنذارات الكاذبة وإهدار حليب الثدي. ومع ذلك، بعد 30 ثانية من البكاء المستمر، تراكمت إشارات من النواة داخل الصفائح الخلفية، وتغلبت على الآلية المثبِّطة، مما أدى إلى إطلاق الأوكسيتوسين. إذ قال البروفيسور روبرت فرومكي، من مركز لانغون هيلث الأكاديمي والمؤلف المشارك للدراسة: "يبدو الأمر كما لو أن الدماغ يريد التأكد من أن الرضيع موجود بالفعل، وأن هناك حاجة بالفعل للتغذية، وأن تلك ليست مجرد صرخة عشوائية. هناك دوائر دماغية محددة تعمل على كبح هذه العملية. وبمجرد التأكد من وجود طفل بالفعل، تُحرَّر المكابح". كما قال فرومكي إن النتائج تمنح العلماء خريطة طريق لآلية هذه العملية عند البشر. وأضاف: "تختلف أم الفأر عن أم الإنسان، ولكن بصورةٍ عامة نتوقع تماثلاً بينهما". وتابع قائلاً: "إنه أمر محير أننا يمكننا أن نضع روبوتاً على المريخ، لكننا لا نفهم بعد أساسيات كيفية إرضاع أطفالنا طبيعياً".
مشاركة :