العنوان عبارة شعبية واضحة التشاؤميّة. وكل يوم جديد يتفتق ذهن أهل الإدارة والأنظمة ويتبعهم محررو الصحافة ومراسلوها وكذا أهل الحوارات التلفازية عن مصطلحات لم نكن نستعملها فيما مضى، وهي كلمات يُراد منها – في الغالب – تمرير الموضوع إلى ذهن المتلقي بحيث يجلب له الرضا والطمأنينة. صرنا نسمع تعابير حديثة في حواراتنا اليومية. وهي تعابير تتّسم بالتفاؤلية أكثر منها بالعملية. وهو - أى التعبير - عائم، يطفو.. وفي نظري انه لا يوجد له مثيل فى اللغات الأخرى. فالقرار إذا جرى اتخاذه يذهب إلى حيّز العمل والتطبيق. أما عندنا في الشرق فينام.. إلى أن يأتي من يبعثه من مرقده و"يفعّله"، هذا إن وُجد من يتحمّل عبء الملاحقة. التعابير الاصطلاحية (Idioms) ظاهرة معجمية موجودة في كل اللغات الطبيعية، وإن اختلفت درجة الوعي بهذه الظاهرة، وتفاوتت درجات العناية بها: درساً وتحليلاً وتوثيقاً لها في معاجم تلك اللغات. لكن عبارة "تفعيل وآليّة" قلما نراها فى العمل المعجمي. ويمكن تعريف التعبير الاصطلاحي بأنه: تجمع لفظي (أكثر من وحدة معجمية بسيطة)، يقع في الاستعمال اللغوي باطراد، وله دلالة ثابتة لا تنتج من تجميع دلالات مفرداته المكونة له. لذا فإن التعبير الاصطلاحي، باعتباره ذا دلالة لا يمكن استنتاجها من خلال مفرداته، يُعَدّ في العمل المعجمي الحديث وحدة معجمية. ويخصص له في المعجمات العامة مداخل فرعية، كما تفرد له معظم اللغات الحية معاجم مستقلة، يخصص له فيها المداخل الرئيسية. واللغة العربية - التراثية والحديثة - تزخر بالتعابير الاصطلاحية، وكان اهتمام المعجميين العرب بها بوصفها عبارات أو تراكيب تقع فيها الكلمة (المفردة)، وظلت هذه النظرة التي ترى مركزية الوحدة المعجمية المفردة متحكمة في طريقة عرض التعابير الاصطلاحية في المعجم العام جمعاً لمادتها، وإدراجاً في بناء المعجم، وتحريراً وإخراجاً طباعياً. وفي العصر الحديث - ونتيجة للاحتكاك بالفكر اللغوي أظن أننا نُكثر من استعمال التعابير المتفائلة. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :