في الوقت الذي تباينت فيه آراء خبراء حول مستقبل أسعار النفط ورحلة الخروج من عنق الزجاجة، جاءت توقعات البيت الاستشاري "بيرا" للعام 2016 أكثر تفاؤلاً عبر توقعاته التي تشير إلى أن الطلب العالمي من النفط سيبلغ خلال العام الحالي 97.1 مليون برميل يومياً، وهو الأمر الذي يدفع بالأسواق العالمية نحو التوازن إلى حدٍ ما. وقال الدكتور أنس الحجي – خبير نفطي – إن الارتفاع القادم للأسعار ليس في صالح دول الخليج لأنه سيكون كبيرا، كما أنه سيقوم بتشجيع المنتجين الأميركيين والكنديين على زيادة الإنتاج مرة أخرى. ونفى أن تكون الأسواق النفطية في مرحلة الخروج من عنق الزجاجة، مبيناً أن الإنتاج الحالي أكبر من الطلب على النفط، وهو الأمر الذي يعني استمرار المخزونات التجارية في الدول المستهلكة بالارتفاع. من جهته قال الدكتور محمد الشطي – خبير نفطي – نستطيع أن نرى بعض المؤشرات التي تدعم الأجواء الإيجابية بالأسواق كاستمرار التواصل ما بين المنتجين من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة ينتج عنها توافقا لتثبيت إنتاج النفط، كما أن التوقعات تشير إلى أن إنتاج أوبك يدور حول 32.2 مليون يومياً وأن مجال الزيادة محدود، وحالة السحوبات بالأسواق حيث من المتوقع أن يكون مقدار السحوبات من المخزون النفطي عند 1.6 مليون برميل يومياً خلال الربع الثالث و 800 ألف برميل يومياً خلال الربع الرابع. وتابع يرتفع معدل الزيادة في الطلب على النفط بمقدار 1.9 مليون برميل يومياً، والأرقام تشير إلى استمرار تعافي الاستهلاك العالمي خصوصاً المنتجات البترولية الخفيفة والمتوسطة على الرغم من تباطؤ أداء الاقتصاد الصيني والشكوك حول أداء الاقتصاد العالمي، كما تتناقل الأنباء عن اضطرار لإغلاق ما يقارب من 300 ألف برميل يومياً مع نهاية العام الحالي، وهو ما يؤكد صعوبة التعامل مع تدني مستويات أسعار النفط الحالية من قبل كافة المنتجين وإن كانت بدرجات متفاوتة، وفي هذا الإطار وانطلاقاً من التعايش مع أسعار أقل وتحسين الأداء تعتزم الشركات النفطية العالمية البحث عن فرص للتخلص وبيع اصول بمقدار 60 مليار دولار، وذلك من أجل المحافظة على تصنيف أفضل لها والاستمرار في ضمان حقوق المساهمين.