سيطرت «جبهة النصرة» وحلفاؤها على مواقع فصيل في «الجيش الحر» مدعوم من أميركا ودول غربية في شمال غربي سورية، في وقت شن الطيران الروسي والسوري غارات على مناطق في البلاد بينها الغوطة الشرقية لدمشق. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «سيطر مقاتلو جند الأقصى صباح اليوم على المقرات التي أخلاها مقاتلو الفرقة 13 ليل (أول من) أمس في مدينة خان شيخون بالريف الجنوبي لإدلب، وشوهد عناصر تنظيم جند الأقصى وهم ينتشرون في المقرات. كما سيطر عناصر جبهة النصرة على مقر للفرقة 13 في بلدة الغدفة بريف معرة النعمان الشرقي واعتقل عناصر تنظيم جند الأقصى وجبهة النصرة ما لا يقل عن 40 عنصراً من الفرقة 13، ولا يزال مصير العشرات الآخرين من الفرقة 13 مجهولاً». وكانت «جبهة النصرة» سيطرت بعد منتصف ليل أول من أمس على جميع مقرات الفرقة 13 في مدينة معرة النعمان وصادرت جميع الأسلحة الموجود في المقرات، بما فيها صواريخ «تاو» أميركية وقواعدها ودبابة وعربات مدرعة وأسلحة متوسطة وخفيفة وذخيرة. وكتب فصيل «الفرقة 13» على حسابه في «تويتر» أمس: «داهمت جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) جميع مقراتنا وسلبت السلاح والعتاد نتمنى أن لا يستخدم هذا السلاح في البغي على فصيل آخر»، وأضاف بسخرية «نبارك للجولاني هذا الفتح»، في إشارة إلى زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني. وبحسب «المرصد السوري»، أسفرت الاشتباكات في معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي عن مقتل ستة مقاتلين بينهم أربعة من «الفرقة 13». وأضاف: «خطفت جبهة النصرة 40 عنصراً على الأقل من الفرقة 13». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «جبهة النصرة» صادرت الأسلحة من مستودعات الفرقة 13 في معرة النعمان وثلاث بلدات أخرى، وبين الأسلحة صواريخ تاو الأميركية. ويسيطر «جيش الفتح»، وهو عبارة عن تحالف فصائل إسلامية أهمها «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتين محاصرتين. وليست المرة الأولى التي تهاجم فيها النصرة فصائل أخرى مدعومة أميركياً، إذ خطفت في صيف 2015 عدداً من عناصر «الفرقة 30» التي تلقت تدريبات على يد مستشارين أميركيين. كما أنها كانت سيطرت على مواقع «حركة حزم» في ريف حلب و «جبهة ثوار سورية» في ريف إدلب قبل أكثر من سنة. وخلال الأيام الماضية تصاعد التوتر بين «جبهة النصرة» وفصائل معارضة وناشطون في إدلب، وفي السابع من آذار (مارس) هددت «جبهة النصرة» بإطلاق النار على متظاهرين خرجوا للتنديد بنظام الرئيس بشار الأسد في مدينة إدلب، واعتقلت عدداً من الأشخاص. من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة إن هجوم «النصرة» جاء «بعد أيام قليلة من مشادات بين عناصر الفصيلين، على خلفية اقتحام عناصر محسوبة على النصرة لتظاهرات الأهالي في مدينة معرة النعمان بريف إدلب، وهي المعقل الرئيسي للفرقة، حيث اتهمت الجبهة مقاتلين تابعين للفرقة بالاعتداء على مقرات وبيوت عناصر تابعين لها، في حين وصف رئيس المحكمة الشرعية والقاضي في جيش الفتح «أحمد علوان» ما ورد في بيان النصرة بـ»الكذب والتزوير». وفي أعقاب ذلك، انطلقت حملة شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي، ألقت اللوم على «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «فيلق الشام» بسبب عدم التدخل ومنع الاقتتال، باعتبار أنهما الفصيلان الأكبر في الشمال السوري، حيث رصدت «الدرر الشامية» أبرز التعليقات وردود الأفعال. وقال الدكتور حذيفة عبد الله عزام: «يا قادة أحرار الشام وقادة فيلق الشام ﻻ تحسبوا اﻷمر هيناً فالخطب جلل، ومعظم النار من مستصغر الشرر وأحداث اليوم سيدفع الجميع ثمنها في قادم اﻷيام». وكتب الداعية المعروف في ريف دمشق أبو أنس كناكري ومفتي «جيش الإسلام» في الشمال السوري على حسابه في «تويتر»: «جبهة النصرة هنا تكفرنا وتستبيح دماءنا والإخوة في حركة أحرار الشام في الغوطة الشرقية يندمجون معها في ما يسمى بجيش الفسطاط! خطوة موفقة». وقال المحلل مجاهد ديرانية: «إن سقطت الفرقة 13 بيد الخوارج البغاة ستسقط بعدها الفصائل وصولاً لأحرار الشام. إن سقطت الفرقة 13 سقطت معها أحرار الشام». قال «المرصد» إن «طائرات حربية قصفت مناطق في أطراف بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في البلدة، من دون أنباء عن خسائر بشرية، كما قصفت قوات النظام مناطق في ريف جسر الشغور الغربي. في الجنوب، قصفت قوات النظام مناطق في مدينة دوما ومناطق أخرى في الطريق الواصل بين المدينة وبلدة مسرابا بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى سقوط جرحى، بينما دارت بعد منتصف ليل أمس اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في محيط منطقة المرج بالغوطة الشرقية، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباكات، بحسب «المرصد». وقال: «نفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 7 غارات على أماكن في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، كما تدور اشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محيط منطقة عين منين بالقلمون الغربي».
مشاركة :