إصلاح الحوكمة العالمية والتعاون الحتمي «2 من 2»

  • 10/4/2023
  • 00:17
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كما كلفت قمة لندن رئيس وزراء الهند آنذاك مانموهان سينج، بالإشراف على عملية مراجعة البنية الدولية الغالـبة. ثم في إطار قمة بيتسبرج في خريف 2009، وافقت مجموعة العشرين على ميثاق عالمي للنمو، بقيادة صندوق النقد الدولي، الذي سيقوم بنشر تقييمات سنوية لتحديد المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي وفرص العمل المنسق. لكن مع تقهقر الغرب إلى سياسات التقشف، وتبنيه أشكالا جديدة من تدابير وسياسات الحماية، تلاشت هذه المبادرات. في عهد دونالد ترمب، خرجت الولايات المتحدة عن تقليدها المتمثل في العمل "عادة" ضمن أطر متعددة الأطراف، ولاحقت نهجا أحاديا حتى في حين بدأ العالـم متعدد الأقطاب يظهر إلى الوجود. بيد أن أزمات مثل تغير المناخ، وجائحة كوفيد - 19، وأزمات الطاقة والغذاء في 2022، تؤكد أن القضايا التي نواجهها اليوم هي مشكلات عالمية حقا وتحتاج إلى حلول عالمية. ولن يتسنى تحقيق التقدم من خلال التدخلات الثنائية والإقليمية وحدها، بل يتطلب الأمر عملا منسقا على مستوى العالـم. في رفع مستوى مجموعة السبع على حساب مجموعة العشرين، يجب أن نسأل أنفسنا ماذا قد يحدث في المرة المقبلة التي تندلع فيها أزمة مالية عالمية فنعجز عن إيجاد طريقة للجمع بين كل اللاعبين الأساسيين. ما الفرصة التي قد نحظى بها لتحقيق التقدم في الحد من الانبعاثات العالمية ومنع "ركـاب المجان" في عالـم حيث "يعمل كل شخص لنفسه"؟ ما الفرصة المتاحة لنا في التعامل مع فجوة التفاوت العالمية إذا كانت الدول ترى العالـم فقط من منظور "نحن في مواجهة هم"، وحيث تغيب أي منتديات يمكن من خلالها إيجاد أرضية مشتركة؟ صحيح أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، اعترف بالحاجة إلى التعاون العالمي، وأنه الأكثر ميلا إلى النزعة الدولية بين رؤساء الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة. لكن رغم أن أجندته الخاصة في مجموعة العشرين لم تكن في الاتجاه الخاطئ، فإنها كانت فاترة، حيث فضلت التحالفات الثنائية على العمل المنسق عالميا. على نحو مماثل، تقدم الصين نفسها بوصفها نصيرا للنظام العالمي القائم على القواعد، وتـعـد بدعم ميثاق الأمم المتحدة، ومع ذلك لم يحضر زعيمها، شي جين بينج، قمة مجموعة العشرين أو الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر. نحن نعيش لحظات نادرة حيث يلتقي الاستعداد بالفرصة، وحيث يتعين علينا أن نعمل معا. لقد أظهرت معاهدة حظر التجارب النووية التي أقرها الرئيس الأمريكي جون ف. كينيدي، واتفاق خفض التسلح النووي الذي أقره رونالد ريجان، وميخائيل جورباتشوف، واتفاق 1987 التاريخي لمعالجة استنفاد طبقة الأوزون، أن الزعماء الأقوياء قادرون على ضمان إحداث تغيرات جذرية في الاتجاه. ولا يجوز لزعماء العالـم اليوم أن ينتظروا وقوع الكارثة قبل أن يضطروا إلى التحرك. وعلى هامش هذا الحديث وطرح هذا الموضوع سيتم نشر كتاب "الأزمة الدائمة: خطة لإصلاح عالـم ممزق"، من تأليف جوردون براون، ومحمد عبدالله العريان، ومايكل سبنس، كتاب من المقرر نشره في الـ28 من سبتمبر 2023. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.

مشاركة :