رجّحت تركيا تورط «حزب العمال الكردستاني» بتنفيذ التفجير الانتحاري الذي هزّ أنقرة الأحد، موقعاً 37 قتيلاً. وشنّت حملة اعتقالات طاولت عشرات من ناشطي الحزب، بينهم 11 اعتبرت انهم منخرطون بالتفجير، كما أغار سلاح الجوّ التركي على مواقع لـ «الكردستاني» في شمال العراق. وبدت تركيا وكأنها تقف على برميل بارود يهدد بحرب أهلية غير معلنة، قبل احتفالات رأس السنة الكردية (النوروز)، وسط تهكنات بفشل استخباراتي في إحباط التفجير، فيما طالبت المعارضة بإقالة وزير الداخلية إفكان آلاء. وقُتل أكثر من 200 شخص بخمسة تفجيرات انتحارية في تركيا منذ تموز (يوليو) الماضي، نسبتها السلطات الى «الكردستاني» أو تنظيم «داعش». وهجوم الأحد هو التفجير الانتحاري الثاني في العاصمة، بعدما أعلنت منظمة «صقور حرية كردستان» الـ «منشقة» عن «الكردستاني»، مسؤوليتها عن تفجير أوقع 29 قتيلاً في 17 شباط (فبراير) الماضي، مستهدفاً باصات لنقل عسكريين، في منطقة قريبة من مكان تفجير الأحد. وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو «التوصّل الى خلاصات شبه مؤكدة»، تشير إلى تورط «الكردستاني» بالتفجير. وأشار إلى توقيف 11 شخصاً يُشتبه في انخراطهم بالعملية، لافتاً إلى أن سلاح الجوّ شنّ غارات في شمال العراق، بعد تحديد مرتكبي الهجوم. أما نعمان كورطولموش، نائب داود أوغلو، فجزم بأن أحد الانتحاريَّين امرأة. وأشار إلى أن السلطات تبحث عن 10 آخرين. وأعلن اتخاذ تدابير أمنية إضافية في أنقرة، مشيراً إلى أن السلطات ضبطت نحو 20 سيارة مفخخة منذ مطلع السنة. وذكرت أجهزة الأمن التركية أن المتفجرات المُستخدمة الأحد هي من النوع ذاته المُستخدم في تفجير 17 شباط. ورجّحت أن يكون منفذا التفجير رجل وامرأة «مرتبطين بالكردستاني». أتى ذلك بعدما أفادت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية بأن الشرطة التركية اعتقلت أربعة في شانلي أورفة قرب الحدود السورية، للاشتباه بتورطهم بالتفجير، وذلك إثر معلومات عن شراء سيارة استخدمت في الهجوم من المنطقة. كما شنّت الشرطة حملة دهم طاولت ناشطين من «الكردستاني»، إذ أوقفت 38 في أضنة جنوب البلاد، و15 في إسطنبول. ورأى محافظ أنقرة محمد كليجلار، أن «التنظيم الإرهابي تجاوز كل الخطوط الحمر، بشنّه هجوماً مباشراً على مدنيين يقفون في محطة للباصات». وطالب السكان بالحذر في حياتهم اليومية. وأجّج التفجير نقاشاً بين مؤيدي الحكومة الذين يطالبون بالصبر وتحمّل العيش «في ظل إرهاب الكردستاني» إلى حين القضاء عليه، ومناهضيها الذين يعتبرون أن ما وصلت إليه تركيا هو نتيجة سياسات الحكومة في سورية والجوار ومع الأكراد، مطالبين بمعاودة الحوار مع «الكردستاني». ودان رئيس «حزب الشعوب الديموقراطي» صلاح الدين دميرطاش التفجير، معتبراً انه «هجوم إرهابي استهدف مدنيين». وبعد الكشف عن أن السفارة الأميركية في أنقرة حذرت رعاياها الجمعة الماضي من «هجوم إرهابي محتمل» في العاصمة يستهدف «مباني للحكومة التركية»، اندلع سجال حول سبب عدم تحذير السلطات مواطنيها، أو عجز أجهزة الأمن عن منع وقوع التفجير، علماً أن السفارة الأميركية أكدت أنها أطلعت الحكومة على معلومات استخباراتية.
مشاركة :