تكلمنا عن انواع كثيرة من الحب، وانهي سلسلة مقالي المعنون بـ (الشفاء بالحب)، بحب الله لأبين انه هو الاصل والركيزة لكافة انواع الحب واشكاله وفروعه فمنه اصل الحب، ومنه يستمد الحب، ومنه منبع الحب، ومنه يسقى الحب، ومنه يبقى ويستمر ويثمر، واليه ينتهي الحب. استشعار محبة الخالق وقربه منك وتلذذك بالقرب منه كما يتلذذ المحب بالقرب ممن يحب ويأنس، ويحزن اذا فارقه ويشقى، كذلك من يحب خالقه بصدق وإخلاص مشاعر، فتلقاه يراقب خالقه في كل صغيرة وكبيرة ويطلب رضاه، ويبتعد عن كل ما يغضب خالقه مخافة ان يبتعد عنه خالقه كما يطلب الحبيب ود ورضا محبوبه. كما نبني العلاقات الدنيوية ليتنا نبني العلاقة الإلهية بيننا وبين خالقنا سبحانه جل في علاه، فإذا كانت علاقات الحب البشري تعطيك حالة من السكينة والسعادة والنشوة، فان علاقتك مع الله تعطيك الطمأنينة والسلام مع نفسك والآخرين، وتشعرك بان قوة ما تحيط بك مهما تداعت عليك قوى البشر، وان هناك من يدافع عنك ويشملك برعايته وعطفه في الخفاء فتسكن الروح ويرتاح الجسد. ويخطأ كثير من الناس من يظن ان حب الخالق يعني الابتعاد عن حب البشر او تجاهل مشاعر الود والحب للجنس الآخر، وانما يعمقها ويثبت جذورها في الارض ويبني ركائزها ويصقل مفاهيمها، ويحفز فيها السلوكيات الصحيحة والراقية بما يحفظ للطرفين حياة رومانسية وعشق لا ينطفىء لهيبه حتى الممات. ولنا في رسولنا قدوة وهو رسول الله وحبيبه كيف كان يحب زوجته عائشة حتى انه كان يشرب من نفس مكان الكأس الذي تشرب منه الماء ليبين لنا مدى حبه وتعلقه بها، بل انه حتى في لحظات احتضاره عند وفاته طلب ان يأخذوه الى بيت عائشة اكثر زوجاته حبا ليموت في حضنها وتكون هي آخر ما تنظر اليه عيناه وترتاح اليه نفسه، ذلك الحب اسمى من ان تصفه الكلمات او تجيش به مشاعر كاتب. بسمة عبدالله البي
مشاركة :