مثقفون: ظاهرة «الورّاقين».. وحفلة تسطيح للثقافة‎

  • 3/16/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

هاجم مثقفون كتّابا يحرصون على الحضور في كل دورة لمعرض الكتاب من خلال نشر كل ما يقبل النشر من مقالات وتغريدات ووجهات نظر لا تمثل أية إضافة فكرية أو ثقافية أو نوعية، ما دعا بعض المثقفين إلى التهكم في مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفهم بـ «الوراقين» في إلماحة إلى الجمع دون أن يرفد القارئ بالثقافة الرصينة والمنشودة، وعلاوة على ذلك أن هؤلاء الكتاب يتسابقون إلى منصات التوقيع، ومزاحمة الكتَّاب المعتبرين لوضع أسمائهم في مصاف المثقفين ذوي العمق، والمثيرين للإشكالات الثقافية المتعددة. واستخف الشاعر زياد السالم بمنهج مؤلفين يعنيهم الحضور؛ لمجرد الحضور، ما يوقعهم في دائرة العوم على سطح المعنى والتيه في المسافة الفاصلة بين الكاتب وبين القارئ، مشيرا إلى أنهم «كتاب يتمسكون بالضوء ويتعلقون به في سبيل احتفاظهم بوهج الحضور السنوي في معرض الكتاب، دون غوص عميق في معنى الكتابة ودلالات اللغة وتعب الحفر الخاص؛ لصنع بصمة لا يشبهها أي بصمة». وأكد السالم لـ «عكاظ» أن «أكثر من عشرين مؤلفا صدرت هذا العام فقط؛ لهدف الصدور دون عناية بغايات وأهداف وأساليب». داعيا لجان التحكيم للكتب أن «تضع ضمن شروط النشر الغاية والهدف من النشر والإضافة النوعية لتحقيقها». فيما قال الشاعر جاسم الصحيح إن «الوضع مختلف بالنسبة للشاعر كون النص يقتحمه دون اختيار منه». لافتا إلى أن «الشاعر يدخل بعد كل مرحلة مخاض تجاوز نفسه في تجربة سابقة»، ووصف كتابته لهوامش أدبية في بعض الصحف بالروافد الخادمة للنص الإبداعي، مؤكدا أنه «لا يمكن أن يتحول من شاعر إلى قاص أو روائي أو ناقد كون فضائه الخاص تشكل قبل البدء في الكتابة والنشر». بينما يرى القاص ظافر الجبيري أن «عجز بعض المثقفين عن الاستمرار في مشروع ما وتعوده الظهور في كل دورة لمعرض الكتاب يدفعهم إلى إصدار مقالاتهم وحواراتهم في كتاب ونشرها ليكونوا في دائرة الضوء»، وعد ذلك من «العيب والخلل المعرفي؛ كون الكاتب يحتاج لوقت طويل من التأمل والمراجعة والبحث واكتشاف المدهش ليرفد تجربته الكتابية»، واصفا بعض الكتاب بـ «حاطب ليل».

مشاركة :