سكينة فؤاد: جسد كبرياء وقيمة مصر ودائما كان يبشر بالأمل إبراهيم عبد المجيد: رفعت رؤوسنا بالثقة بعد هزيمة 1967 وعرفنا أننا أقوى من كل معتدٍ في وصيته الأخيرة طلب الشاعر عبد الرحمن الأبنودي من الشعب المصري أن يتذكره. وقال: «متنسونيش»، فخرج المئات بعد رحيله من أصدقائة ومحبيه يقولون له الشعراء لا يموتون خصوصا أنت يا «خال»، ستبقي أشعارك في أذاننا نرددها ومعنا أبناؤنا، وفتحوا مخازن الذكريات واستدعوا كل المواقف التي مرت عليهم في صحبته. «الراي» تحدثت مع عدد من المثقفين الذين قدموا شهادتهم عن «الخال». وقالت الكاتبة سكينة فؤاد: «إن الأبنودي كان عاشقا فريدا لمصر وشعبها، وكان دائما يثق في المستقبل الرائع للوطن، فهو أحد عمالقة الإبداع والثقافة، وينتمي لجيل من عشاق الوطن، جسد كبرياء وقيمة مصر، ودائما ما يبشر بالأمل، مشيرة إلى أن قصائده تجسد مواقف وأحداث تاريخية شهدتها مصر، منها بناء السد العالي، وتجسيد الآلام المصرية». وقال الروائي إبراهيم عبد المجيد: «عدّى النهار والمغربية جاية، تتخفى ورا ضهر الشجر، وعشان نتوه في السكة شالت من ليالينا القمر»، كانت أغنيتك يا عبدالرحمن مع لحن العبقري بليغ حمدي غناء حليم الأمة هي التي رفعت رؤوسنا بالثقة بعد الهزيمة عام 1967، وعرفنا أننا أقوى من كل معتدٍ». وأضاف عبدالمجيد:«لقد غادرتنا، لكن ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا سيظل يعزف ويغني وينتصر على كل ظالم من الخارج أو من الداخل، غادرتنا إلى مكان أفضل وجعلتنا نعيش دائما واثقين في قدرتنا على خلق زمن أفضل». وأكمل:«عقلي يصدق الآن رحيلك، لكن قلبي يعرف أنك لم ترحل ولن ترحل، لأنك صانع قلوبنا وباعث دفئها، هل ارتاح السفلة الذين روجوا لوفاتك عشرات المرات الآن، سيموتون غيظا وهم يرون شعرك وإبداعك يمشي فوقنا ومعنا ومع أرواحنا وراء كل الأجيال، فإلي جنة الخلد يا عبدالرحمن، ولا تقلق في مرقدك، لقد قدمت للأمة أعظم الأشياء ومسير الشمس من تاني تنور فوق سنينا». وقال الدكتور عمار علي حسن: «سمعت اسم عبد الرحمن الأبنودي في طفولتي مقترنا بالسيرة الهلالية، فظل يثير في وجداني شدو الربابة، وفروسية أبو زيد، وتغريبة بني هلال، ورحت أتابع دواوينه وأحاديثه ومواقفه وكلمات الأغاني التي أبدعها والحكايات التي رواها، فاختلفت مع بعض مواقفه السياسية، لكني اتفقت مع كل شعره، وراقت لي قدرته الهائلة على الامتلاء بروح الثورة، حين استرد عافيته ليصير شاعرها، وكعادته، تعلم من الشعب، الذي ألهمه الكثير طيلة حياته، الأبنودي لم يكن فردا، بل ظاهرة، وترك علامة لن تُمحي».
مشاركة :