تقرير إخباري: تحركات إقليمية لمنع كارثة إنسانية في غزة وسط تصاعد القتال بين حماس وإسرائيل لليوم الخامس

  • 10/12/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تتحرك أطراف إقليمية في مسعى لمنع كارثة إنسانية في قطاع غزة الذي يشهد تصاعدا في القتال بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل لليوم الخامس على التوالي. وارتفعت حصيلة القتلى في صفوف الفلسطينيين والإسرائيليين مع استمرار تبادل القصف الصاروخي بين الجانبين دون وجود أفق لإنهاء أعنف جولة قتال بينهما منذ سنوات. يأتي ذلك فيما شهدت إسرائيل اتفاقا على تشكيل حكومة طوارئ لإدارة الحرب مع استمرار الجيش الإسرائيلي في إرسال تعزيزات عسكرية في البلدات المحاذية لقطاع غزة. وأطلقت حركة حماس هجوما غير مسبوق ضد في إسرائيل تحت اسم "طوفان الأقصى" يوم السبت الماضي، وهو ما رد عليه الجيش الإسرائيلي بإطلاق عملية تحت اسم "السيوف الحديدية" ضد الحركة. وارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين جراء غارات إسرائيل المتواصلة على قطاع غزة إلى 1100 شخص، وإصابة 5339 شخصا بجراح مختلفة أكثر من نصفهم من النساء والأطفال. في المقابل، وصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى أكثر من 1200 شخص، إضافة إلى أن عدد الاصابات تجاوز 2700 شخص، بحسب متحدث عسكري باسم الجيش الإسرائيلي. وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس قصف مدينة حيفا الساحلية شمال إسرائيل بصاروخ لأول مرة منذ جولة القتال الحالية، كما أطلقت رشقات صاروخية باتجاه مدن بئر السبع واسدود وعسقلان. فيما واصل سلاح الجو الإسرائيلي شن غارات مكثفة على مختلف أنحاء قطاع غزة مستهدفا مواقع لحماس وأحياء سكنية ومقرات حكومية وعامة فضلا عن منشآت بني تحتية. ــ كارثة إنسانية تهدد غزة انقطعت الكهرباء عن قطاع غزة بشكل كامل بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل بسبب نفاد الوقود ومنع إسرائيل إدخال أي كميات منه إلى القطاع المحاصر بشكل كلي. وفي هذا الصدد، كشف مصدر فلسطيني عن وساطة إقليمية متقدمة تستهدف توفير ممر آمن عاجل لإجلاء الأجانب وإدخال مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة عبر مصر. وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الوساطة تقودها كل من مصر وقطر وتركيا وتحظى بدعم من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. وذكر المصدر أن التحرك الإقليمي يستهدف توفير ممر آمن مع إمكانية إعلان هدنة إنسانية في قطاع غزة ومحيطها من أجل إجلاء الأجانب المتواجدين فيه عبر معبر رفح مع مصر. وأوضح أن القاهرة والسلطة الفلسطينية ودولا إقليمية أخرى تضغط من أجل إدخال مساعدات إنسانية، بما في ذلك كميات من الوقود إلى قطاع غزة لتجنب كارثة إنسانية حادة تهدد سكانه. وبحسب المصدر فإن حماس والفصائل الفلسطينية وافقت على الوساطات فيما تضغط الإدارة الأمريكية وأطراف عربية على إسرائيل للقبول بذلك للمضي في تنفيذها في أسرع وقت. وينتظر أن يبحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لدى زيارته إسرائيل غدا (الخميس) آليات تنفيذ المبادرة المذكورة مع كبار المسئولين الإسرائيليين. وأعلنت إسرائيل في اليوم الثاني من عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة المستمرة منذ يوم السبت، فرض إغلاق شامل ومنع إمدادات الكهرباء والوقود والاحتياجات الأساسية. ــ غزة منطقة "منكوبة" وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس في غزة اعتبار القطاع منطقة منكوبة في ظل ما يواجهه من كارثة إنسانية محققة. وأطلق اتحاد بلديات قطاع غزة مناشدة عاجلة بفتح المعابر وإمداد القطاع بالوقود الكافي وإعادة تشغيل محطة الكهرباء واستئناف إمدادات الكهرباء والمياه وتشغيل محطات التحلية. وقال رئيس الاتحاد يحيى السراج خلال مؤتمر صحفي بغزة إن القطاع يواجه أزمة عطش بعد أن وصلت نسبة العجز في توصيل المياه لمنازل السكان إلى 80 % بتوقف معظم الآبار البالغ عددها 200 بئر. وذكر السراج أن البلديات أمام أزمة بيئية حقيقية بسبب تراكم وتكدس النفايات المنزلية الصلبة التي تقدر يومياً بـ2000 طن في شوارع وأحياء المدن وفي محطات التجميع المؤقتة. وحذر من كوارث بيئية وصحية وانتشار للأمراض مع توقف محطات ضخ مياه الصرف الصحي وتسربها إلى شاطئ البحر، ما ينذر بطفح المياه العادمة في المناطق السكنية قريباً. وفرضت إسرائيل إغلاقا شاملا على قطاع غزة في اليوم الثاني من إطلاقها العملية العسكرية "السيوف الحديدية" ردا على بدء حركة حماس هجوم "طوفان الأقصى" الذي أدى إلى مقتل أكثر من ألف إسرائيلي. وبموجب ذلك تم منع كافة إمدادات الكهرباء والوقود والماء والمواد الأساسية إلى غزة. ــ نفاد الأسرة في المستشفيات وأعلن وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه تم استنفاد جميع أسرة المستشفيات في القطاع فيما الأدوية والمستهلكات الطبية في طريقها للنفاد. وحذر أبو ريش من أن النقص الشديد في الإمكانات يؤدي إلى ارتفاع نسبة الضحايا والقتلى في ظل أن المستلزمات الطبية غير متوفرة بكميات كافية وفي طريقها للنفاد. وتابع قائلا إن "وزارة الصحة تواجه أزمة نقص شاملة في الأدوية والمستهلكات الطبية كما تواجه المستشفيات أزمة كهرباء ومياه ونقص الأكسجين، نحن في خضم أزمة شاملة". وقال مسئولون فلسطينيون إن المنظومة الصحية منهكة قبيل جول القتال الحالية بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي وما نجم عنه من نقص حاد في 44 % من الأدوية و32 % من المستهلكات الطبية و60 % من لوازم المختبرات وبنوك الدم. وحذر المتحدث باسم الصليب الأحمر في غزة هشام مهنا من أن الوضع في القطاع "كارثي بشكل كبير ويتجه إلى الانهيار الكامل". وأبلغ مهنا الصحفيين في غزة بأن الصليب الأحمر قدم طلبات رسمية إلى السلطات الإسرائيلية بتوفير ممرات إنسانية إلى القطاع لكنها لم تتلق أي ردود حتى الآن. وفي ضوء تفاقم الأوضاع أعلنت وزارة الصحة بدء العمل بإجراءات تقنين الخدمات الصحية والمساندة وتوجيه طاقة المولدات الكهربائية المحدود لاستمرار الخدمات الطارئة والحساسة المنقذة للجرحى والمرضى. ــ نزوح مستمر داخل غزة أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أكثر من 363 ألف شخص نزحوا من منازلهم جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي. وقال المكتب في بيان صحفي إن قرابة 175 ألف من النازحين لجأوا إلى 88 مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وأكثر من 14 ألف آخرين إلى 12 مدرسة حكومية. من جهتها أعلنت الأونروا أنها لم تتمكن من إدخال أي مساعدات إلى قطاع غزة منذ بدء جولة القتال الحالية، معربة عن قلقها من نفاذ الإمدادات الأساسية. وذكرت الوكالة أنها تستضيف حاليا 170 ألف شخص في أكثر من 80 مدرسة ومرافق أخرى في قطاع غزة، مشيرة إلى أن وصول المدارس إلى طاقتها الاستيعابية قد أجبر السكان على البدء بالتوجه إلى مرافق الرعاية الصحية بحثا عن المأوى. بدوره، دعا برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى إنشاء ممرات إنسانية لتسهيل دخول المعونات والمساعدات الإنسانية إلى غزة وتوفير ممر آمن ودون عوائق لموظفيه والسلع الأساسية. وأكد البرنامج في بيان حاجته إلى 17.3 مليون دولار في الأسابيع الأربعة المقبلة لتقديم المساعدات الغذائية العاجلة لأكثر من 800 ألف شخص في غزة والضفة الذين يواجهون ظروفا قاسية وغير قادرين على الوصول إلى الغذاء والماء والإمدادات الأساسية. ــ حكومة حرب في إسرائيل اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس المعارضة بيني غانتس على تشكيل حكومة طوارئ لإدارة الحرب. وجاء في بيان مشترك أصدره الطرفان أنهما اتفقا على تشكيل "حكومة لإدارة الحرب" على أن تضم ثلاثة أعضاء هم نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت إضافة إلى غانتس. واتفق الجانبان على ضم عضوي الكنيست غادي آيزنكوت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر كمراقبين في حكومة إدارة الحرب. وبحسب البيان سيتم ضم خمسة وزراء بدون حقيبة إلى مجلس الوزراء السياسي الأمني عن المعسكر المعارض، بحيث يشغل أحدهم منصب المراقب طوال مدة الحرب. وأضاف البيان أن الجانبين اتفقا على إبقاء مقعد شاغر في حكومة إدارة الحرب ليائير لابيد رئيس حزب ((يوجد مستقبل)) المعارض في حال انضمامه.

مشاركة :