زبدة الهرج: يا أهل العراق الأعزاء

  • 10/13/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في مايو الماضي التقيت في الكويت بصديقي الفنان الكبير العراقي محمد هاشم الذي أتحفنا بكثير من المسلسلات والمسرحيات الرائعة كمسلسل «بنات صالح» الذي عرض على قناة «إم بي سي» العراقية في رمضان الماضي، وقد جسد دور الأب صالح، حيث أطلق مارد الفن المسجون داخله ليقدم إحدى روائعه بطريقة مبهرة، فجلسنا نتحاور عن الإعلام ودوره بالتأثير على الشعوب، وكان حديثنا مطولاً وذا شجون، وذكر لي أنه عرض عليه عمل مشترك مع فنانين كويتيين، لكنه رفضه لشعوره أنه قد يفسر حسب أهواء المتربصين وبعض ضعاف النفوس الذين يبحثون عن أتفه الأمور لتضخيمها وإثارة العداوة والبغضاء بين الشعبين الشقيقين العراقي والكويتي. وأضاف: «نحن كفنانين نسعى دائما لدعم أطر التعاون المشترك، ومد جسور العلاقة الأخوية، وتعزيزها بين الشعبين الشقيقين، وهكذا يجب أن يكون دور الإعلام، ولأن الفن أفضل وسيلة للتقارب بين الشعوب يجب علينا أن نختار بعناية الأدوار التي لا تعكر صفو العلاقة بين الأشقاء». واستطرد قائلا: «أعلم أن الحكومة العراقية وغالبية الشعب العراقي يتمنون الخير والاستقرار لإخوانهم الكويتيين، وأما أصوات النشاز التي تحاول أن تثير الزوابع، فهم قلة قليلة ويجب ألا يمنحوا المساحة الإعلامية حتى لا يصبحوا مؤثرين». في عهد الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، عقد مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق في فبراير 2018، وذلك بعد شهرين من إعلان العراق انتهاء الحرب على «داعش»، وتعهدت الكويت بتقديم ملياري دولار، كما أمر الشيخ صباح، رحمه الله، بتقديم مساعدات كثيرة لتشمل مختلف المجالات، وليس في ذلك فضل أو منّة إنما هذا ما اعتاد عليه منذ القِدَم شعب الكويت وحكامها الذين دائما يمدون يد العون والمساعدة لأشقائهم العرب. بالمقابل نفذت تركيا مشروع جنوب شرق الأناضول لبناء سدود على مجرى نهري دجلة والفرات، وبنت إيران سدوداً على الروافد مما أدى إلى تراجع منسوب المياه بشكل كبير، وهو ما أعلنته قبل فترة وزارة الموارد المائية العراقية بأن العراق فقد 70% من حصصه المائية بسبب سياسة دول الجوار. ثم أما بعد: الإعلام سلاح ذو حدين، فعندما يقع بيد العقلاء يكون في حرز مكين، وعندما يستولي عليه السفهاء يصبح كالقنابل العنقودية التي تحدث أضراراً في أماكن واسعة.

مشاركة :