القدس 12 أكتوبر 2023 (شينخوا) عاشت أديل رايدر في مستوطنة نيريم الإسرائيلية القريبة من الحدود مع قطاع غزة لسنوات عديدة. وكحال جميع سكان مستوطنتها، تعرف رايدر جيدا أنه عندما تُطلَق صفارة الإنذار فإن أمامها 10 ثوانٍ للوصول إلى أقرب ملجأ لتجنب قصف صاروخي وشيك من غزة. وقالت في حديثها إلى وكالة أنباء ((شينخوا)) "جميعنا نقول إن هذا المكان جنة في 95 بالمئة من الوقت، حينها تكون الحياة رائعة. ولكن في 5 بالمئة من الوقت يكون جحيما". يوم السبت، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما مباغتا على إسرائيل، وهُرعت أديل مع سكان مستوطنة نيريم الآخرين إلى ملاجئهم. وكانت تلك هي البداية فقط ليوم مروع. ولم يتم تحديد العدد النهائي لقتلى المستوطنة حتى الآن، ويُعتقد أن حماس اختطفت بعض سكان المستوطنة. منذ تولي حماس زمام السلطة في قطاع غزة في 2007، أطلقت الحركة صواريخ متفرقة وشنت هجمات أخرى على إسرائيل، وهو ما ردت عليه إسرائيل بغارات جوية متكررة، بل وأرسلت قوات برية إلى غزة خلال حربين. وتابعت رايدر قائلة "لن تعتاد على ذلك أبدا، هذا ليس شيئا يمكن لأي شخص الاعتياد عليه، ولكن عليك أن تتعلم كيف تعتمد على نفسك وما تحتاج القيام به". وتقيم رايدر الآن في مدينة إيلات جنوبي إسرائيل، حيث تم إجلاء جميع السكان الأحياء من مستوطنتها خلال تبادل إطلاق النار. وتابعت تقول "أردت فقط الخروج من هناك فورا"، واصفة الذخيرة الحية ومشاهد الجثث المتفحمة والسيارات والدبابات المحترقة التي شاهدها سكان المستوطنة وهم في طريقهم للخروج من مرمى النيران. أما تالي ميدينا، وهي أم لأربعة أطفال في مستوطنة أوريم التي تبعد 20 كم عن الحدود مع غزة، فقدْ اختارت البقاء في مزرعة الألبان الخاصة بها عقب إجلاء عائلتها. وفقدَ زوجها إصبعين اثنتين جراء إطلاق النار عندما حاول الفرار من المسلحين والوصول إلى ملجأ صباح يوم السبت. ولا ترغب تالي في إغلاق مزرعتها. وعثرت على بعض السترات الواقية من الرصاص والخوذات للمزارعين، وواصلوا عملهم بينما يتواصل إطلاق النار. ولا تزال تالي وآخرون يتعافون من المشاهد التي رأوا خلالها مئات من مسلحي حماس وهم يقتحمون مستوطنتهم بالبنادق والقذائف والأسلحة النارية الأخرى. وتابعت "لقد اعتدنا على إطلاق الصواريخ، ونعرف كيف نحتمي منها. ولكن إطلاق نار يمثل خوفا يصيبني بالشلل ولا يمكنني التكيف معه. أنت تسمع إطلاق النار، وتعرف أن هناك من يريدون قتلك، ولكن لا يمكنك رؤيتهم".
مشاركة :