عندما يعلن وزير التعليم عن استحداث صندوق اجتماعي لمنسوبي الوزارة، لتطوير الكوادر التعليمية واستدامة العمل المؤسسي في القطاع التعليمي، مما يعزز بشكل غير مسبوق دور المعلمين والمعلمات من حيث التطوير المهني والدورات المتخصصة وجودة البيئة التعليمية الحاضنة والخدمات المقدمة لهم، هذا يعني بشكل واضح البدء فعلياً في الخطوات العملية لتنفيذ توجيهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بشأن تطوير التعليم، وتطبيق خطة تحولية شاملة ونوعية القطاع، في سبيل تميزه وتنافسيته عالمياً ليتناغم مع الحراك الكبير الذي تعيشه مختلف الوزارات لبناء واجهة حضارية تمثل الحلم السعودي في مختلف الميادين، والجميل أن هذا الإعلان جاء متزامناً مع يوم المعلم الذي يصادف 5 أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، لتؤكد الوزارة أن المعلمين والمعلمات هم ركيزة التعليم وبناة الإنسان السعودي الذي هو بحق حجر الزاوية في عملية البناء والتطوير التي تمر بها المملكة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030. و هنا لابد من سماع صوت «الميدان التربوي» بشكل علمي لأن منسوبي الوزارة هم خير من يستشار في آلية عمل هذا الصندوق، لتصل الوزارة إلى تحقيق طموحات منسوبيها على كافة مستوياتهم من خلاله فمن المهم جداً أن يظل المعلمون والمعلمات بل كافة شرائح المجتمع التعليمي رقماً مهماً وصوتاً مسموعاً في الخطة التنفيذية لهذا الصندوق. السؤال الحلم متى تنجح إدارة هذا الصندوق في تحقيق مستهدفات الرؤية؟ في نظري تنجح فقط بل وتبدع إذا منحت منسوبي الوزارة من مشرفين ومشرفات ومعلمين ومعلمات وإداريين وإداريات في مختلف إدارات التعليم فرصة حقيقية لإيصال «أحلامهم» في «صناعة التغيير» لمستقبل الأجيال القادمة من خلال هذا الصندوق الاجتماعي الذي سيعزز جودة البيئة التعليمية لكافة منسوبي الوزارة وأسرهم مما يضمن لأبنائنا وبناتنا تعليماً نوعياً منافساً، نراهن من خلاله على «نواتج التعلم» للمنافسة عالمياً في القريب العاجل، ولا شك أن طموح الوسط التعليمي أن يتحول هذا الصندوق الاجتماعي غير الربحي إلى كيان تكافل مجتمعي وحاضن لبرامج تطويرية شاملة لمفاصل العملية التعليمة بل وأداة فعلية للتكامل في مجتمع منسوبي الوزارة على امتداد خارطة الوطن، مما يوفر للمعلمين والمعلمات ولأسرهم حياة أفضل وعطاءً أفضل لشباب الوطن.
مشاركة :