كتبت - هبة البيه: أكّد عددٌ من المهتمين بشؤون ذوي الإعاقة ضرورة توفير أنشطة رياضية بالمراكز الشبابية تتناسب مع كافة الإعاقات، والعمل على تعميم هذه الأنشطة تنفيذاً لرؤية القيادة الرشيدة بتشجيع جميع فئات المجتمع على ممارسة الرياضة، والحرص على إتاحة الفرصة للمعاقين كذلك بممارسة الرياضة، باعتبارهم شريحة هامة في المجتمع ولهم نصيب مثل غيرهم في ممارسة الرياضة ويجب تهيئة الأماكن الرياضية المختلفة لاستقبالهم. وقالوا لـالراية إنّ مُمارسة الرياضة مُهمة للمعاق، حيث تنقله من العزلة ومن عدم القدرة على الاندماج إلى التواصل والاندماج مع المجتمع وتعزّز لديه الثّقة بالنّفس والقدرات المُختلفة. وشدّدوا على الحاجة لوجود خبرات وكوادر مُتخصصة في رياضات ذوي الإعاقة، مُطالبين كذلك بضرورة الاهتمام من جانب اللاعبين أنفسهم بمُمارسة الرياضة بشكل أكثر والاجتهاد للمُواظبة على مُمارسة الرياضة. ودعوا إلى توفير الحافز للنشء لتشجيعهم على مُمارسة الرياضة وغرس حبّ التّدريب في داخلهم عن طريق تخصيص مكافآت ماديّة بسيطة وحوافز تشجيعيّة، بهدف تأسيس أجيال جديدة تُمارس رياضات ذوي الإعاقة، وتنشئتهم تنشئة سليمة لمُمارسة الرياضة، لافتين إلى ضرورة البدء منذ الصّغر، خاصّة مع المكفوفين في تعليمهم فنون الحركة والتّوجّه وتدريبهم عليها جيداً قبل تعليمهم الألعاب، وكذلك كيفيّة استخدام الأشياء المُختلفة، وبعد إجادة فنّ التوجه والحركة منذ الصغر تسهل باقي مناحي الحياة ويستطيعون التكيّف مع المجتمع. كما دعوا إلى تعزيز الوعي لدى أولياء الأمور بضرورة تشجيع أبنائهم على مُمارسة الرياضة وأن يغرسوا فيهم منذ الصّغر أنهم قادرون على مُمارسة الرياضة ليس من أجل المُنافسة الاحترافيّة بقدر ما هو للحفاظ على صحّتهم وتنمية قدراتهم. وأكّد المُختصّون على ضرورة إشراف الاتحاد القطري لذوي الاحتياجات الخاصة على مُختلف الأنشطة التي يتمّ تنظيمها لهذه الفئة، باعتبارهم أهل الاختصاص في هذا المجال، بحيث لا يتمّ تنظيم نشاط ينعكس بطريقة سلبية على إحدى الإعاقات أو يكون خطأ أو يتسبب في مشكلة. محمد الفضالة: اهتمام من الدولة برياضات ذوي الإعاقة أكّد محمد الفضالة مدير إدارة العلاقات العامة باللجنة الأولمبية حرص القيادة الرشيدة على الاهتمام بكافة فئات المجتمع وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية، مشيراً إلى أنه تمّ فتح الكثير من المراكز والمؤسسات التي تركز على هذه الأنشطة لذوي الإعاقة، كما تمّ تنظيم العديد من الفعاليات والمسابقات، ومنها الأولمبية. وأضاف: شاركنا في عدد من المشروعات الإستراتيجية والبرامج سواء في المدارس بالإضافة لحملة قطر النشيطة وغيرها من الأنشطة التي شارك فيها ذوو الإعاقة بمختلف الإعاقات، إضافة إلى وجود الاتحاد القطري لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يعكس حرص الدولة وخططها المستقبلية لذوي الإعاقة. وقال: لا بدّ من إشراف الاتحاد القطري لذوي الاحتياجات الخاصة على مختلف الأنشطة التي يتم تنظيمها لهذه الفئة، خاصة أنهم هم أصحاب التخصص في هذا المجال ولابد أن يتمّ أي نشاط بموافقتهم لأنهم هم أدرى وعلى علم ومعرفة بالأنشطة التي تتناسب مع الإعاقات المختلفة بحيث لا يتم تنظيم نشاط ينعكس بطريقة سلبية على إحدى الإعاقات أو يكون خطأ أو يتسبب في مشكلة، فلابد أن يوكل الأمر لأصحاب الاختصاص، فدورنا هو داعم ومكمل لدور الاتحاد. وتابع: هناك بعض الأنشطة التي تتم في بعض المراكز الشبابية لهذه الفئة، لكن نطالب بزيادتها لتحويلهم إلى عناصر فاعلة في المجتمع، لذا لا بد من زيادة الأنشطة والتوعية والتثقيف بكيفية التعامل معهم وإبراز مواهبهم وتنميتها، فهناك الكثير منهم لديه مواهب رياضية رائعة، وهو ما اتضح خلال البطولات الأولمبية التي أظهرت قدراتهم التي تألقوا بها، محققين مراكز متقدمة. كما أن تنظيم اللجنة الأولميبة بطولة عالمية يعكس حرص الدولة على ممارسة هذه الفئة الغالية للأنشطة الرياضية. علي حاجي: رياضة الـ شو داون عشق المكفوفين قال علي حاجي مدير جمعية الصداقة للمكفوفين ومؤسس النشاط الرياضي للمكفوفين بالبحرين: ساهمت في التخطيط لعدة أنشطة رياضية للمكفوفين وتمّ تعميمها على دول الخليج أهمها ألعاب "كرة الهدف - شو داون" وكذلك من الأنشطة المحببة للمكفوفين الشطرنج. وتابع: بدأت الرياضة الخاصة بالمكفوفين في الثمانينيات وتمّ تطويرها في دول الخليج، وارتقت لتنظيم بطولات في دول الخليج ونحن نواصل تقديم المزيد بهدف تطوير الألعاب، فمثلاً نجد أنه أصبح هناك ألعاب قوى لذوي الإعاقة، خاصة المكفوفين، ولكن بطرق تتناسب معهم، كما أن من أكثر الألعاب المحببة إلى قلوبهم هي لعبة "الشو داون" شبيهة تنس طاولة، ولكن بطريقة المكفوفين، وهذه اللعبة صارت عشقاً للكفيف. وأضاف: قمنا بعمل طاولات لهذه اللعبة وأرسلناها لجميع دول الخليج، والآن نعمل على تطويرها.. نبدأ مع المكفوفين منذ صغرهم في تعليمهم فنون الحركة والتوجّه، أولاً يتم تدريبهم عليها جيداً قبل تعليمهم الألعاب، وكذلك كيفية استخدام الأشياء المختلفة، وبعد إجادتهم فن التوجه والحركة منذ الصغر تسهل باقي مناحي حياتهم ويستطيعون التكيف مع المجتمع. إكرامي أحمد: أمارس كرة الهدف .. وعلى الأهل تحفيز الأبناء أكّد إكرامي أحمد اختصاصي التكنولوجيا المساعدة بمركز قطر للمكفوفين أن الفرصة متاحة ومهيأة للمكفوفين ولذوي الإعاقات لممارسة الرياضات التي يحبونها تحت مظلة الاتحاد القطري لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث توجد لديهم أنشطة تناسب مختلف الإعاقات حركية أو ذهنية أو سمعية أو بصرية. وقال: نظراً لأن الرقعة الجغرافية في الدولة صغيرة وأعداد ذوي الإعاقة قليلة فنجد عدد المهتمين منهم بممارسة الرياضة أقلّ، لكن المراكز لا توجد بها أنشطة حقيقية لهم، ولا شك أن هناك احتياجاً لضرورة البدء في عمل أنشطة رياضية لذوي الإعاقة ودعمهم في هذا المجال، حيث يتحدث الكثيرون ويطالبون بضرورة الدمج على أن يكون هناك عدد من المراكز الشبابية موزّعة بمختلف أنحاء البلاد تكون لديها أنشطة يتم فيها دمج ذوي الإعاقة، لكن هذا يتطلب كذلك وجود كوادر متخصصة في رياضات ذوي الإعاقة وهم قلة قليلة للأسف. وأكّد أن المطلوب هو تطوير هذا المجال والاهتمام من جانب اللاعبين أنفسهم بمُمارسة الرياضة بشكل أكثر والاجتهاد لمُمارسة الرياضة والاستمرار فيها، مطالباً كذلك بضرورة توفير عامل التحفيز للنشء والصغار بضرورة ممارسة الرياضة وزرع حب التدريب لديهم عن طريق تخصيص مكافآت مادية بسيطة وحوافز لهم. وأشار إلى أهمية إيجاد أجيال جديدة تمارس رياضات ذوي الإعاقة، وتنشئتهم تنشئة سليمة لممارسة الرياضة، مطالباً بوجود المزيد من الكوادر التدريبية ومزيد من الخبرات القادرة على صناعة هذا الجيل لكي يكونوا نجوماً وينافسوا على مستوى أعلى. كما طالب بتوعية الأهالي بضرورة تشجيع أبنائهم على ممارسة الرياضة وتعريفهم أن أبناءهم ذوي الإعاقة قادرون على ممارسة الرياضة ويحببونهم في هذا الأمر، ليس من أجل المنافسة الاحترافية بقدر ما هو للحفاظ على صحتهم وتنمية قدراتهم. وعن الأنشطة التي يمارسها هو شخصياً، قال إنه يمارس رياضة "جول بول" وهي كرة الهدف وهي رياضة جماعية للمكفوفين يمارسونها باستخدام كرة مصنوعة من جلد مقوى داخلها أجراس تمكن المكفوفين من تحديد مكان الكرة عندما تتدحرج على الأرض، وأثناء اللعب يرتدي الجميع أغطية على العين، لأن بعض المكفوفين قد يوجد لديهم بقايا بصر، بحيث لا يعتمدون إلا على حاسة السمع فقط، كما توجد في مركز قطر للمكفوفين بعض الألعاب غير البرلمبية مثل لعبة تنس الطاولة. طالب عفيفة: للمعاق الحق كغيره في أماكن لممارسة الرياضة أعرب طالب عفيفة عضو مجلس إدارة الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة عن أمله في وجود أنشطة رياضية وأجهزة لدى جميع المراكز الشبابية تتناسب مع مختلف الإعاقات، لأنه لا يوجد سوى الاتحاد القطري لذوي الاحتياجات الخاصة الوحيد المتخصص والذي لديه أنشطة خاصة بهذه الفئات. وأكّد ضرورة العمل على تعميم هذه الأنشطة تنفيذاً لرؤية القيادة الرشيدة بضرورة ممارسة الرياضة لجميع فئات المجتمع، باعتبار أن المعاق له الحقّ كغيره في ممارسة الرياضة ويحتاج لتهيئة الأماكن الرياضية المختلفة لاستقباله. وأكّد أهمية ممارسة الرياضة لذوي الإعاقة، حيث تنقلهم من العزلة ومن عدم القدرة على الاندماج إلى التواصل والاندماج مع المجتمع وتعزز لديهم الثقة بالنفس والقدرات المختلفة، لافتاً إلى أن كل شخص مهما كانت إعاقته قادر على ممارسة الرياضة. وأضاف: نأمل من وزارة الشباب تطبيق وتعميم الأنشطة الرياضية لذوي الإعاقة وتهيئتها لاستقبالهم في جميع المراكز الشبابية دون تقييد بأي اتحاد أو مركز، وذلك حتى يتم دمجهم في المجتمع بشكل صحيح، على أن يتم تنظيم أنشطة اجتماعية وثقافية لهم بشكل منتظم، ونحن نضع آمالاً عريضة على وزارة الثقافة والرياضة في تطبيق هذا الأمر، وأن يتمّ وضعه بعين الاعتبار، وهو ليس بحلم بعيد المنال ونستطيع تطبيقه.
مشاركة :