شكلت عروض مهرجان دبي لمسرح الشباب على امتداد مواسمه، منذ انطلاقه في عام 2006، فضاءات إبداعية في المشهد المسرحي الإماراتي والخليجي، على الصعد كافة. وحرصت تلك العروض على الأخذ بعين الاعتبار المستوى الاحترافي، وطرح مسارات ملفتة في اقترابها مناهج الفن المعاصر وتقنياته، ورؤيته التي تمزج أصالة التراث بالمعاصرة. وبالمحصلة، باتت بعض تلك الأعمال مادة درامية خصبة للقراءة النقدية. مواكبة المتغيرات وتشير فاطمة الجلاف، مدير إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» في حديثها لـ«البيان»: إن تجارب المواهب الشابة الإماراتية تمثل، بلا شك، إضافة واعدة للحراك المسرحي الخليجي، ومن ذلك العروض المسرحية التي تقدم في «مهرجان دبي لمسرح الشباب» منذ دورته الأولى. وقد تميزت تلك التجارب بنزعة تجريب قوية في أساليب التعبير، سعياً إلى طرح أفكار جديدة بأشكال تساير المتغيرات التي تطرأ على المجتمع المحلي، وتعميق النمط التفاعلي ليتجاوز الحدود التقليدية. ومما لا شك فيه أن هذا التطور أدى بشكل مباشر إلى خلق آفاق جديدة أمام المسرحيين الشباب، باكتشاف سبل وأدوات وإمكانيات جديدة في التجسيد الإبداعي والخلق الفني. رافد رئيسي وتضيف الجلاف: يعتبر مهرجان الشباب الشريان والرافد الرئيسي الذي يضخ في القطاع الفني والمسرحي في إمارة دبي والإمارات الأخرى مواهب جديدة شابة، وبالتحديد من الفئة العمرية (15 إلى 35 عاماً). وهو أول مهرجان يقام لهذه الفئة، كما أنه يعتبر المهرجان المتفرد على مستوى الشرق الأوسط. وقد نظم منذ انطلاقته عام 2006 ورشاً مكثفة بالتعاون مع المسارح والمؤسسات المعنية في الإمارة، ومن ثم تحول إلى ملتقى سنوي للمسرحيين الشباب والرواد، ومن بعد ذلك تطور حتى أصبح مهرجاناً سنوياً يحرك القطاع المسرحي في إمارة دبي. حراك ثقافي وحول أهمية استدامة التجارب المسرحية الشابة التي رافقت مسيرة المهرجان، تقول الجلاف: تم في السنوات الماضية طرح العديد من المساهمات المقدرة من قبل المسرحيين الإماراتيين، وإطلاق الكثير من المبادرات التخصيصية، إلى جانب الورش والندوات التطبيقية، وذلك لضمان استمرارية الحراك المسرحي، ولتحقيق الأهداف الاستراتيجية للهيئة في مجال اكتشاف المواهب الشابة واحتضانها في منصات مستدامة، وذلك عبر إنتاج العديد من الأعمال المسرحية التي تعتبر منتجاً فنياً وصناعة إبداعية تحت إشراف هيئة الثقافة والفنون في دبي. جوهر التجريب وبما يتعلق بالسمات الفنية لمهرجان دبي لمسرح الشباب، تقول الجلاف: لا يزال التجريب والتجديد سمة أساسية، حيث شهد مسرح الشباب والمسرح المحلي عموماً نقلات نوعية في ميدان «التجريب»، أسهمت في بلورة هذا المفهوم، نظرياً وتطبيقياً، وتجسيده عبر جملة من النتاجات المسرحية التي قدر لها أن تكون أنموذجاً متفرداً من حيث الصياغة التجريبية. 80 % وحول تطوير المعايير والآليات لهذا المهرجان ليواكب التجارب العالمية، تؤكد الجلاف أن «دبي للثقافة» تعمل على وضع لوائح تنظيمية ومنهجية واضحة، يتم تطويرها بشكل مستمر، وعلى سبيل المثال تنص شروط المشاركة في المهرجان على أن يكون عمر المشاركين 18 ولا يتجاوز سن 35 عاماً، كما يجب أن يكون كل المشاركين في المهرجان من داخل الدولة (مواطنين ومقيمين)، وألا تقل نسبة مشاركة الإماراتيين عن 80 %. شروط مهمة وتضيف الجلاف: ومن الشروط المهمة التي يؤكد عليها المهرجان أن تكون الأعمال المسرحية المشاركة من إنتاج الفرق المسرحية بدولة الإمارات ، وألا يكون النص المسرحي المشارك قد تم تقديمه من قبل في أحد المهرجانات المحلية، وأن يكون مجازاً من قبل لجنة مراقبة النصوص بوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وعلى أن تكون المواضيع معاصرة ومختصة بفئة الشباب وتطرح قضاياهم وحسب الثيمة التي تقدمها اللجنة المنظمة للفرق المسرحية المشاركة. Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :