التحكيم يشوه وجه «جميل»

  • 3/18/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هجوم كاسح يعانيه الحكام السعوديون من كل حدب وصوب عند خطئهم أو الشك في خطئهم، تهدر به الكرامات، ويدخل من خلاله في الذمم، وسط غياب أي جهة قوية تكون قادرة على سن القوانين واللوائح الصارمة والقادرة على حمايتهم ورد اعتبارهم ووضع حصانة لهم، لصد تلك الاتهامات والسب والشتم في عدد من وسائل الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى ميادين لاستعراض عضلات، كل مهتم بلون ناديه، وكل بوق لرئيس ذلك النادي أو ذاك. ضيوف «عكاظ» حاولوا وضع حلول قد تسهم في تخفيف حدة تلك الهجمات المنوعة بما يحفظ كرامة أبناء الوطن وقضاة الملاعب، حيث شنوا هجوما لاذعا على لجنة الحكام التي عجزت في أن تحفظ كرامتها حتى تتم مطالبتها بحماية حكامها، مطالبين بوجود رجل قوي قادر على وضع الأمور في نصابها. بداية، يرى مقيم الحكام والمحاضر بالاتحاد السعودي لكرة القدم عبدالرحمن الجروان أن القضية متشعبة ولن يكون الحل السحري لها بين عشية وضحاها، ويضيف: «كل ما برز على السطح لم يكن وليد اللحظة بل نتائج تراكمات سابقة وضعت الحكام تحت مجهر التجريح والشتم والسب والدخول في النوايا من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي برزت فيها تهم لا تطاق في ظل عدم الحماية الحقيقية والجادة من الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا في لجنة الحكام ما سمح بتوزيع تلك الاتهامات، ومع الأسف الشديد من إعلاميين يفترض منهم البحث عن المصلحة العامة، ولكن هناك منهم من باع ضميره ليكون بوقا لذلك النادي وتحت مظلة رئيسه، فتراهم مرة يمدحون لأن الخطأ جاء في صالح أنديتهم وبعد أيام يسبون ويشتمون ويتهمون إذا ما كان الخطأ ضدهم، فما كان بالأمس جزءا من اللعبة أصبح في عرفهم اليوم نية مبيتة من هذا الحكم أو ذاك، والذين عملوا من أجل إسقاط ناديهم، فتغيرت أبواقهم بتغير مصلحة ناديهم من ذلك الخطأ؛ لذا نرى الحكام يتعرضون لأشياء لا تطاق إلى درجة أن بعضهم قد يبتعد عن دياره تجنبا للمشكلات، وللأسف أصبحت بيئة التحكيم بيئة طاردة ربما أنقذها محبة هؤلاء الحكام لمهنتهم». وزاد الجروان: «لن تكون هناك حلول مهما بلغت حماسة من يبحث عنها ما لم يكن هناك اتحاد لكرة القدم قوي قادر على حماية حكامه ورد اعتبارهم ووضعهم في المنزلة التقديرية التي يستحقونها من خلال وضع قوانين صارمة تضع الجميع مهما كانت مراتبهم تحت خط واحد من المساواة في اتخاذها»، مختتما حديثه: «باختصار لا ينتظر أحد من هذا الاتحاد تحقيق تلك المطالب، فاتحاد عجز أن يحفظ كرامته لن يكون قادرا على حفظ كرامة حكامه». ويوافق الحكم الدولي مطرف القحطاني كل ما جاء في حديث الجروان من تطاول على الحكام ولجنتهم والذي كان نتيجة طبيعية لضعفها وعدم قدرتها على حماية حكامها، وقال: «قبل أن نبحث عن الحلول لحماية الحكام ووضع حصانة لهم ترد اعتبارهم يجب أن يكون رئيس اللجنة قويا على الجميع بالدرجة التي يكون فيها قادرا على حماية نفسه ولجنته والذي سيمتد ليمنح الحكام قوتهم ووجودهم الذي يحفظ لهم الكرامة ويضع كل من تسول له نفسه بتوجيه الاتهامات والسب والقذف لهم أو لعوائلهم تحت طائلة العقاب الصارم». في المقابل، لا يمانع المحلل التحكيمي محمد فودة من النقد الذي يفترض أن يكون موضوعيا وقائما على البحث عن التطوير الذي يفيد حاضر الحكام ومستقبلهم دون أن يمتد ذلك إلى الشتم لأشخاصهم أو عوائلهم والدخول في النوايا، فهذا مرفوض تماما ويجب أن يتم التصدي له بكل قوة، لأن من يرتكب تلك الحماقة جاهل وليس له قيمة. وأضاف الفودة: «قبل أن نطالب جهة بحماية الحكام يجب عليهم العمل على حماية أنفسهم بقراراتهم وعطائهم داخل المستطيل الأخضر، وحينها لن يستطيع كائن من كان أن يجد طريقا إليهم». ومنذ أن عاد الدوري بنظامه الجديد – نظام النقاط – في الموسم 2008 والتنافس دائما ما ينحصر بين متصدر ووصيف إلى أن ينتهي المطاف بتتويج أحدهما، الأمر الذي دائما ما يقف عائقا أمام حضور المتعة والإثارة واقتصار المنافسة في مواسم عديدة حتى رسخ لدى الكثيرين بأن الدوري السعودي لا يحتمل المنافسة عليه لأكثر من ناديين أو كما يطلق عليه (ثنائي القطبية)، خاصة بعد انقضاء الدور الأول والدخول في معترك الدور الثاني. وفي هذا العام كسر فريق الاتحاد هذه القاعدة وفاجأ الجميع بدخوله المنافسة كطرف ثالث اتفق الجميع على وصفه بالأمر المثري لحماس السباق على خطف اللقب، إلا أن هذا لم يدم طويلا فسرعان ما وقفت الظروف في وجه العميد وأبى إلا أن لا تكون ثلاثية التنافس حاضرة. موسم تحكيمي استبشر الوسط الرياضي في هذا الموسم خيرا بجلب الخبير الإنجليزي هاورد ويب بغية تطوير التحكيم السعودي، إلا أن البشائر قوبلت بالإحباط، فالموسم باعتراف رؤساء الأندية والعاملين فيها اعتبر الأسوأ منذ عقود، إذ أن رؤساء 10 أندية هي: القادسية، الهلال، الاتحاد، التعاون، الرائد، الخليج، النصر، الأهلي، نجران، والوحدة تنافسوا على الضرب بقسوة على لجنة التحكيم وحكامها، كان آخرها تصريح رئيس الاتحاد الذي شكر فيه عمر المهنا والحكام كنوع من أنواع السخرية. مأزق ويب بخلاف التصاريح لم تتوان ستة أندية عن إصدار بياناتها الصحفية والتي عبرت من خلالها عن استيائها من تحكيم هذا الموسم لا سيما أن الأخطاء لم تقتصر في تأثيرها على سير المنافسة في المراكز المتقدمة بل امتد إلى التأثير على صراع أندية القاع للهروب من الهبوط الأمر الذي وضع اللجنة وخبيرها ويب في مأزق أمام الجميع، خاصة أن الهجوم في هذا الموسم على التحكيم قد تجاوز رؤساء الأندية ليصل إلى المدربين والإداريين واللاعبين على حد سواء.

مشاركة :