«إبرة».. قضايا اجتماعية تتأرجح بين الحضور والغياب

  • 10/24/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قدمت جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، عرض اليوم الثاني ضمن مهرجان دبي لمسرح الشباب، وذلك على خشبة مسرح ندوة الثقافة والفنون تحت عنوان «إبرة»، حيث مثّل نصه، الذي ألفه المسرحي حمد الظنحاني، مساحة تشكيلية ملهمة لبصمة المخرج إبراهيم القحومي، وفريق العمل، في سرد تشابكت عبره العديد من الرموز والدلالات التقنية، التي غذت نصاً تجريبياً خارج نطاق التأثير الموضوعي وابتكرت لمساره صوراً متعددة التأويلات لقضايا اجتماعية تتأرجح بين الحضور والغياب، تقع أحداثها في غرفة للعمليات الجراحية. كشفت مسرحية «إبرة» عن جراح غائرة في عمق الاستغاثة الرافضة للعديد من الممارسات المهنية والمجتمعية متتبعة الجرح الإنساني المسكوت عنه وناظرة إليه بعبثية عبر قصص مبعثرة لمتدربة في السلك الطبي، قامت بدورها الممثلة جودي النبهان، التي تقمصت باقتدار احترافي شخصية تلك المتدربة الطموحة والمتفائلة ظاهرياً، ولكنها تعيش حالة ألم خفي جراء وفاة والديها إثر خطأ طبي، وتتشابك الخيوط لتوصلنا لقصة أخرى للممرض الذي لم يستطع إنهاء دراسته للطب رغم تفوقه أثناء الجامعة، فهو أسير الشك والتردد الذي أورثه له والده الراحل وضخه جرعاته عبر سنوات طفولته ليتحول إلى شخصية انهزامية وغير قادرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وهو محور هذه المهنة الإنسانية في تيار إنقاذ الأرواح، فكان عوضاً عن ذلك يحاول فرض سيطرته مرتدياً قناعاً من الجدية والحزم في العمل كممرض مساعد للطبيب الجراح، وقام بدوره الممثل خليفة ناصر. سينوغرافيا العرض أهم ما ميز العرض المسرحي هو سيادة النحت التشكيلي في فضاءاته، على الرغم من الرفقة الحميمة بين النص الدرامي وتقنيات الاشتغال الفني المسرحي داخل غرفة العمليات وعند حضور الطبيب الجراح والذي قام بدوره الممثل عادل سبيت، والمريض على طاولة العمليات والذي قام بدوره الممثل أيمن الخديم، عبر نص يحتفي بطاقات أدائية على صعيد الأنساق السمعية والبصرية والحركية وسط سمة الإيحاء المرموز، عبر مجموعة أصوات لمعدات وأدوات متنوعة في المكان ومحيطه، إذ شكلت لغة إبداعية تضاف إلى رصيد المخرج إبراهيم القحومي. وكان لافتاً حضور تلك اللمسات التقنية وتصميم الإضاءة تحت إشراف الفنان راشد عبدالله، التي تستنطق المسكوت عنه في نصي المؤلف والمخرج على حد سواء، بغاية التعبير عن رؤيته وبث رسائل إلى المتلقي، جمالية وفكرية، عبر تراكمية من الصور المدهشة من أجل تكوين وحدة لها قيمة أكبر من مجرد تجميع هذه العناصر، بما فيها الظل والضوء. والتوازن، لتحقيق الوضع الجمالي الذي يخدم اللغة الدرامية بدأ من دخول المريض الذي نكتشف أنه تم إدخاله إلى غرفة العمليات وتخديره بدلاً عن المريض الذي يعاني من الزائدة الدودية، بعد أن شرع الطبيب الجراح في العملية، ومن ثم استيقاظ المريض المفاجئ بعد عبور مشرط الجراح في جسده، وتصاعد حالة الارتباك والفزع بين الطاقم الطبي. ومع تصاعد الأحداث وانقطاع التيار الكهربائي في غرفة العمليات ووسط أجواء مشحونة بالغضب تارة، والسرد المطول تارة أخرى، أمام المريض الذي يصرخ من الألم والجراح النازف إثر خطأ طبي أدى إلى جلبه للعملية بينما هو مرافق المريض الذي ارتكب خطأً عفوياً تمثل بنومه في سرير المريض صديقه، وهو ما قاده إلى حتفه على يد طبيب عجز عن إكمال مهمته ومتدربة متهمة بتدبير حبكة الأمر الواقع معتقدة أنها تساعد هذا المريض العاجز عن دفع تكلفة العلاج واستئصال الأورام السرطانية التي اكتشفها الطبيب والممرض المساعد خلال العملية. والجدير بالذكر أن المخرج إبراهيم القحومي ركز على عناصر السينوغرافيا المختلفة من تقنيات بصرية وسمعية بإيقاع محسوب دون وجود فواصل للنهوض بالنص الذي جانب الملل في كثير من فصوله، ما أخل نوعاً ما بإيقاع وفكرة العمل التي جاءت مجتزأة، وغير متصلة، لتجربة قد نتعاطف معها دون تأثير ملموس. Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :