في ظل الأوضاع الملتهبة وغير المستقرة سياسياً وعسكرياً التي عاشتها ولازالت تعيشها منطقتنا العربية خلال مرحلة ما يسمى بالربيع العربي ،ظلت دول مجلس التعاون الخليجي تنعم بالاستقرار السياسي والعسكري والاقتصادي في ظل حنكة قياداتها الرشيدة وعقلانية شعوبها الواعية وثرواتها الوافرة ،ولعل تلك الحالة من الأمن والاستقرار لم ترُق لبعض الدول الطامعة في النيل من تلك الثروات والحاقدة على شعوبها وقياداتها ،مما دفع بتلك الدول الى حياكة الخطط بعيدة ومتوسطة وقريبة المدى لضعضعة الأمن والاستقرار داخل تلك البلدان ،فقامت بالكثير من المحاولات البائسة إما بصورة مباشرة كما فعلت إيران من خلال القيام ببعض الممارسات الإرهابية كتجنيد بعض المتطرفين ليعملوا على إثارة القلاقل وتهييج المجتمع وكحماية بعض الارهابيين وتمويلهم ودعمهم للقيام بنفس الدور وكذلك دعم الحركات الارهابية بكل ماتريده من الأسلحة والعتاد والمال والرجال كما هو الحال في اليمن مع الحوثيين وفي لبنان مع حزب الله ومحاولة استثمار شعائر الحج والعمرة وتحويلها الى أعمال تخريب متعدد الصور . وفي جانب آخر نجد أن بعض الدول الكبرى استثمرت تلك الحالة غير المستقرة فحاكت الخطط متعددة الأوجه لزعزعة الأمن داخل الأوطان الخليجية في محاولة منها لاستنزافها . ولكن في ظل تلك الحالة البالغة الصعوبة استطاعت القيادات الخليجية بقيادة المملكة العربية السعودية رعاهم الله جميعاً أن تقلب الطاولة عليهم جميعاً فحولت كل تلك الخطط الخبيثة المحبوكة بعناية من قبل الأعداء الى نجاحات باهرة أذهلتهم وأفشلت خططهم ،فعلى سبيل المثال لا الحصر في جنوب المملكة استطاعت القيادة السعودية أن تكوِّن تحالفاً عربياً قوياً تمثَّل في عاصفة الحزم فاستطاعت من خلاله كبح جماح ايران ومن يتبع لها من الحوثيين والمخلوع صالح فأعادت الحكومة الشرعية الى حكم اليمن وحجَّمت القوى الايرانية الداعمة لهم وها هي على وشك أن تعيد كافة الأمور الى نصابها وأن تقتلع ذلك الخطر الذي كان يهدد البلاد من جنوبها . ولم يقف الأمر عند ذلك التحالف العربي بل استطاعت أن تنشئ تحالفاً آخر أكثر قوة وهيبة كان محط أنظار العالم ودهشته وهو تشكيل تحالف إسلامي عربي عسكري جديد ضد الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره وهو تحالف يتكون من أربع وثلاثين دولة عربية واسلامية توج بإقامة مناورة « رعد الشمال « التي أرعبت كل حاقد وطامع وأفضت برسالة واضحة المعالم لكل من تسول له نفسه العبث بأمن دول الخليج العربي أو إحدى دول التحالف إما عن طريق الممارسات الارهابية بمختلف صورها أو عن طريق الاعتداء المباشر على إحدى دول التحالف . وهنا يمكن القول إن قيادتنا الرشيدة رعاها الله استطاعت أن ترد الكيد في نحر الكائدين ،فنسأل الله لهم التوفيق والرعاية .
مشاركة :