الحوادث المرورية تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية

  • 3/19/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الشيخ أحمد محمد البوعينين أن حوادث المرور أصبحت تمثل بشكل كبير هاجساً وقلقاً لكافة أفراد المجتمع، معترفاً بأنها أصبحت واحدة من أهم المشكلات التي تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية، وتسحق المجتمعات في أهم مقوّمات الحياة وهو العنصر البشري، إضافة إلى ما تكبّده من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية ضخمة. وطالب في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، بجامع صهيب الرومي بالوكرة، بإيجاد الحلول والاقتراحات ووضعها موضع التنفيذ للحدّ من خطورة الحوادث على أقل تقدير معالجة أسبابها والتخفيف من آثارها السلبية. أسباب الحوادث وأشار البوعينين إلى أن أبرز أسباب الحوادث يتمثل في تعب وإرهاق السائق، وانشغاله عن القيادة إما بجهاز الجوال أو الالتفاف للخلف أو مع الراديو، وكذلك عدم التقيّد بأنظمة المرور، بالإضافة إلى عدم صيانة المركبة، فضلاً عن التهوّر في القيادة. وأوضح أن من أسباب الحوادث المرورية أيضاً أحوال الطريق (أعمال طرق - منحنيات - عدم وجود عوامل السلامة - أحوال الطقس). وذكر خطيب مسجد صهيب الرومي أن نسبة كبيرة من الحوادث تقع مسؤوليتها على السائق، مبيناً أن أكثر العوامل التي تؤدّي إلى الحوادث المرورية، تتمثل في: تجاوز السرعة المسموح بها، نقص كفاءة السائق، قلة الانتباه والتركيز، القيادة في حالة نفسية أو انفعالية قوية. وأشار إلى دراسة لمنظمة الصحة العالمية، تذكر أن 200 مليون شخص يموتون سنوياً نتيجة الحوادث بمعدل (3287 يومياً) أي أن كل دقيقة يموت شخصان في العالم، وتبيّن أن عدد ضحايا الحوادث أكثر من ضحايا الحروب وتتراوح أعمارهم من (10-24 سنة)، وأن حوادث المرور السبب الثالث للموت، وتشير إلى أن خسائر الحوادث في العالم تبلغ 500 مليار دولار سنوياً. الحوادث المرورية ولفت البوعينين إلى أن أكثر ضحايا الحوادث المرورية في قطر هم من الشباب من أعمار (11-40) سنة، مبيناً أن نسبة الوفيات بلغت نسبة عالية خاصة في السنوات الأخيرة، وباتت تتطلب تضافر الجهود لكافة المجتمع للحدّ من الحوادث. وثمن جهود إدارة المرور التي تبذل جهوداً متواصلة من أجل تنظيم السير وتطبيق الأنظمة والتعليمات المتعلقة بسلامة المركبة وتوفر شروط السلامة للسيارة، ورصد المخالفات المروية وعدم التهاون بشأنها. واعترف بأن جهود المرور وحدها لا تكفي ما لم تتضافر الجهود الإعلامية والتربوية لنشر الوعي وتعزيز المعرفة بالقوانين والأنظمة والتقيّد التام بشرط الأمان ومراعاة قواعد السلامة في قيادة المركبة والطريق، لافتاً إلى من أسباب وقوع الحوادث، سير الشاحنات في الطرق الداخلية ما يسبّب حدوث حفريات في الطرق، مضيفاً إن من أسباب الحوادث قلة الإنارة، وضيق مساحة بعض الطرق، ذات الحارة الواحدة ما يؤدّي إلى الحوادث. الإشارات الرقمية وأشار إلى أن قطر تشهد هذه الأيام تحويل الدوارات إلى إشارات وتركيب إشارات على الدوارات، مطالباً بوضع إشارات مشاة على شارع الوكرة، شاكياً من وقوع حوادث دهس بالشارع، ومنتقداً عدم الاستجابة للطلب، كما طالب بتركيب الإشارات الرقمية على الإشارات. وطرح البوعينين عدّة أسئلة منها: هل الطرق وتخطيط الطرق يؤدّي إلى تسهيل حركة المرور؟ وهل شوارعنا سعتها وإنارتها والعلامات الإرشادية كافية مع عدد السيارات الآن ؟ وهل لدى السائقين ثقافة السيارة ؟ وما هو دور الأسرة في تثقيف أبنائهم ؟ ودعا للإجابة عن التساؤلات التي طرحها. وعرض لموقف الإسلام من حوادث المرور، مؤكداً أن الشريعة الإسلامية، تشدّد على حفظ النفس والاهتمام بها، وتعتبرها ضرورة من الضرورات الخمس وتنصح بعدم تعريضها للمخاطر. واعتبر أن تجاوز السائق للسرعة المحدّدة، قد يدخل في التهوّر وقتل النفس، لأن إدارة المرور حددت لكل شارع سرعة محددة، ناصحاً الجميع بالالتزام بالسرعة المحدّدة للحفاظ على النفس التي أمرنا الله بالمحافظة عليها. الرقابة الذاتية ودعا خطيب جامع صهيب للرقابة الذاتية من جانب السائقين، مبدياً استغرابه لأن بعض السائقين عندما يرى شرطي المرور أو الرادار، يلتزمون بحزام الأمان والسرعة المحدّدة، وعدم التحدّث في الهاتف الجوال، مؤكداً أهمية الرقابة الذاتية والالتزام بها، ضارباً المثل ببعض الدول الأوروبية التي لا يوجد فيها شرطي مرور ولا رادارات ولكنّ هناك نظاماً ووعياً. وأشاد بدور الدولة متمثلة في إدارة المرور، حيث وضعت التشريعات والقوانين للحدّ من الحوادث. وجعلت في أكثر شوارع الدوحة رادارات وعلامات تحديد السرعة ووجود شرطي المرور على الإشارات والطرق لتخفيف الحوادث. وأقرّ بأن التشريعات والقوانين وحدها غير كافية، مشدداً على زيادة الوعي والإدراك من السائقين، ومنع السيارات الكبيرة من الدخول في المناطق السكنية، وزيادة التعاون بين السائقين بعضهم البعض واحترام علامات المرور وعدم التجاوز من جهة اليمين. برامج تلفزيونية وطالب بإذاعة برامج تلفزيونية وإذاعية للتوعية والحدّ من الحوادث وعمل لقاءات مع المصابين الذين ينامون على أسرة مستشفى الرميلة. وقال: أعرف رجلاً في مستشفى الرميلة، مصاباً منذ أكثر من 15 سنة، ونائماً على سرير المستشفى، نتيجة إصابته بحادث سير، حيث كان يسير في الشارع في شهر رمضان وصدمه سائق سيارة، قطع إشارة حمراء، وأصابه بشلل وما زال على فراش المستشفى. واعتبر البوعينين قطع الإشارة الحمراء من أخطر الحوادث، مبيناً أنها تدخل في قتل النفس، والله تبارك وتعالى يقول "مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ". واعتبر هذا الحادث قتل خطأ، واعتبر من يتعمّد قطع الإشارة الحمراء يدخل في عداد القتل العمد، مؤكداً أن الدين الإسلامي أوصانا بالحفاظ على الضرورات الخمس منها (المال والنفس)، ومبيناً أن السيارة هي المال والسائق هي النفس. المحافظة على النفس ونصح الشباب بأن يحافظوا على أنفسهم وليعلموا أن الوالدين والوطن بحاجة إليهم. وأشاد بالمبادرات الشبابية مثل: (تحمل بعمرك). وتمنّى من أصحاب القرار في دول مجلس التعاون الخليجي، أن يكون أسبوع المرور "سنة مرور" تشمل معارض ومحاضرات وندوات وتمنّى أن تكون هذه المعارض معارض دائمة تتضمن كل أنواع التوعية، وطالب بتنظيم أسبوع مرور متنقل بين دول مجلس التعاون، مقترحاً تنظيم أسبوع خلال شهر يناير في دولة خليجية، وأسبوع آخر خلال شهر فبراير في دولة خليجية ثانية، وأسبوع ثالث خلال شهر مارس في دولة ثالثة، وهكذا حتى تستمرّ التوعية المرورية على مدار السنة.

مشاركة :