نحن نحب لبنان ونعشقه.. ونضعهم في مرتبة متقدمة داخل عقولنا.. ومشاعرنا.. •• ولا أظن أن سعودياً واحداً لم يذهب إلى لبنان.. ويجد فيه ما لا يجد في أي مكان من هذا العالم.. •• وإذا كان هناك قدر من الحنين إلى بلد حُرمنا من زيارته.. والتمتع بجماله.. واجوائه منذ فترة طويلة.. فهو "لبنان الغالي".. •• وانا اعرف الكثيرين.. لو خُيِّر الواحد فيهم بين ان يقيم.. أو يستثمر.. أو يسيح في لبنان.. او في اميريكا.. او فرنسا.. أو اسبانيا.. أو سويسرا.. لفضل لبنان على أي مكان آخر في الدنيا.. •• أما الأخوة اللبنانيون.. فان لهم في قلوبنا مكانة خاصة وحميمية.. •• لكن ما يؤلمنا.. ويحز في نفوسنا.. هو.. تحويل أجمل وأرق بلد في العالم إلى مغارة خانقة.. وسجن كبير.. وبيئة طاردة لكل من هو.. وما هو عربي.. بفعل تسلط "حزب الله" على مقدراته.. وإثارة "الشحناء" حتى بين أبنائه.. •• فكيف لا نخاف على انفسنا.. واستثماراتنا من الأخطار المحدقة بنا وبها؟! •• ان لبنان الحياة.. ولبنان الجمال.. ولبنان الذوق.. ولبنان الصفاء.. والوفاء.. والمحبة.. والروقان.. باتت حاله غصة.. في حلوقنا.. وهزة وجدانية كبيرة في قلوبنا.. وجراحا مفتوحة في عقولنا.. كلما تذكرناه.. وتألمنا عليه.. •• فهو.. لا يستحق كل هذا الشقاء الذي أودعه فيه "حسن نصر الله".. ولا ذلك البؤس الذي اصبح يخيم عليه.. ولا تلك الشكوك والمخاوف التي تضج بها صدور ابنائه من مغبة المستقبل الذي يقوده إليه "الحزب". •• ان كل مواطن في هذه البلاد.. بل وفي كل بلد عربي آخر وإن تألم لما يحدث في بلدان شقيقة أخرى.. إلا انه يشعر بكل ألم الدنيا مما يجري في هذا البلد الغالي.. ولابنائه.. ومحبيه.. بعد ان لوثت.. "الطائفية" المقيتة سماءه.. ونزعت حالة الأمان والطمأنينة فيه من كل قلب يعيش فيه.. أو يحن إليه.. •• كما يشعر بالكثير من الرعب وهو يرى المصير الذي يدفعه إليه بعض ابنائه سواء من اتباع هذا الحزب وانصاره.. او من الممالئين له عن خوف.. وترقب.. ومصالح.. او من الساكتين على ما يجري.. دون ان تُحرك فيهم دواعي الوطنية.. وبُعد البصيرة ساكناً لوقايته مما قد يُدفع إليه من مصير مؤلم بعد ان "تغوَّل" في ارجائه ومفاصله الإيرانيون.. واصبح يدار بسلطة ولاية الفقيه.. •• فكيف لا نحزن.. بل كيف لا نخاف على لبنان؟! •• ثم كيف لا نتخذ المزيد من الاجراءات التي تحمينا من شرور الأشرار المهينة عليه.. أو المصدرة إلينا منه؟! •• إننا نرفع أكف الضراعة إلى خالق السماء بأن يخلص لبنان من هذه الغمة.. ليعود إلينا.. بلداً حبيباً.. وغالياً وراقياً.. كما كان في الماضي.. واحة حب.. وأمان.. وسعادة.. وثراء.. وحرية.. وتنوع وشموخ.. •• فلقد اشتقنا إليه.. •• ولا اتصور اننا نستطيع كبشر.. وكأمة.. •• العيش بدونه.. وبعيداً عنه.. •• لأن لبنان.. يعيش فينا.. •• ويسري في عروقنا.. •• ولا يمكن ان نستغني عنه.. في يوم من الأيام. ضمير مستتر: •• العاشق.. لا يمكن أن يتخلى عن معشوقته.. حتى وإن خطفها منه اللصوص والمجرمون في لحظات الغفلة..
مشاركة :