منذ أن دوت صرخة الشعب السوري، قبل خمس سنوات، للمطالبة بالحرية والتحرر من القمع وإنهاء نظام بشار الأسد الدموي وعلى مدى 1825 يوما، من الحرب التي شنها النظام ضد المدنيين، مما أسفر عن مقتل نحو ربع مليون قتيل، وفرار نحو سبعة ملايين، وذلك حسب تقارير الأمم المتحدة. وقالت التقارير إن هذه الجرائم تسببت في تناقص عدد سكان سورية إلى نحو 17 مليونا يواجهون براميل الأسد المتفجرة وأسلحته الكيميائية، مشيرة إلى أن خسارة سورية من قواها البشرية اقتربت من ثلث عدد السكان. وأضافت التقارير أن ستة ملايين سوري هم نازحون داخل البلاد بعد اضطرارهم إلى الفرار من ديارهم للبحث عن أماكن أكثر أمنا، موضحة أن الحرب دمرت النظامين الصحي والتعليمي، بينما قدرت مصادر بحثية محلية تكلفة الحرب بـ255 مليار دولار. ارتفاع البطالة مع ارتفاع البطالة إلى ما يزيد على 50 % مقارنة بـ14 % عام 2011، تواجه الأسر السورية معاناة يومية لإيجاد قوت يومها، ويعيش نحو 70 % من السكان في فقر مدقع. ويؤكد مراقبون أن أطفال سورية لم يعرفوا أثناء فترة الحرب سوى دوي المدافع والغازات السامة والبراميل المتفجرة، بسبب براميل الأسد التي تهطل على مهاجعهم، بينما حل أزيز طائرات بوتين، محل أصوات الرعد، وقذائف حزب الله الإرهابي وملالي طهران، مكان وميض البرق. وعن المهاجرين الذين غادروا البلاد، قال المراقبون إن الناجين استبدلوا طوابير الخبز والبحث عن الماء في بلدهم، بصفوف الذل والهوان على حدود الغرب المتمدن، وهو ما يفسره البعض بأن بشار يلاحق شعبه داخليا وخارجيا. تقارير دولية أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن حوالي 3.7 ملايين طفل سوري - أي 1 من بين 3 أطفال سوريين، ولدوا منذ بدء النزاع في سورية قبل خمس سنوات، مضيفة أن هذا الرقم يشمل 306 آلاف طفل ولدوا لاجئين خلال الفترة ذاتها. ولم تختلف منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس واتش" في تقريرها للعام الحالي عن "يونيسيف"، بل أشارت إلى أن نظام الأسد أمعن في قتل شعبه، من خلال الغارات الجوية العشوائية، وإسقاط أعداد كبيرة من قنابل مصنوعة من البراميل على المدنيين، في تحد صارخ لقرار مجلس الأمن الدولي ذي الرقم 2139 الصادر في 22 فبراير 2014. وحددت المنظمة أكثر من 450 موقعا متضررا بشكل هائل جراء القصف بالبراميل المتفجرة بين فبراير 2014 ويناير 2015، الذي راح ضحيته نحو 6163 مدنيا، منهم 1892 طفلا. كما أصابت الغارات الجوية الأسواق والمدارس والمستشفيات دون تمييز، وفقا للمنظمة. التعذيب والاعتقالات أشار تقرير "رايتس ووتش" إلى استمرار الاعتقالات والإخفاء القسري للسوريين بيد قوات الأسد وإخضاعهم لسوء المعاملة والتعذيب بانتظام، إضافة إلى إخفائهم ضمن شبكة واسعة من مراكز الاحتجاز المنتشرة في جميع أنحاء البلاد. بدوره، ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في سورية التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 13.5 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة بينهم ستة ملايين طفل، مبينا في تقرير أن أكثر من نصف سكان البلاد أُجبروا على ترك منازلهم.
مشاركة :