'شمس الربيع' يفتتح مهرجان الفيلم بطنجة

  • 10/28/2023
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

طنجة (المغرب) - انطلقت بفضاء "برج دار البارود" بمدينة طنجة فعاليات الدورة الثالثة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم التي ينظمها المركز السينمائي المغربي وتستمر إلى غاية الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وعرض على هامش افتتاح المهرجان فيلم "شمس الربيع" الذي عرض لأول مرة في العام 1969 للمخرج لطيف لحلو ومن تأليف عبدالكريم غلاب، وهو من بطولة كل من حميدو بنمسعود، فاطمة الشيخ، فاطمة الركراكي، عزيز موهوب، إدريس بناني، محمد الكغاط، وآخرين. ويدور الفيلم في 86 دقيقة حول قصة موظف يقرر السفر إلى الدار البيضاء قادما من الريف وذلك من أجل العثور على وظيفة مناسبة أفضل من التي يعمل بها، لم يتمكن من الانسجام مع نمط حياة المدينة، يسعى إلى أن تتغير ظروفه، ولكن كل محاولاته تبوء بالإحباط، يرجع ثانية إلى قريته، ويعود إلى وظيفته، ويبقى هناك، حيث يشعر أن الحياة البسيطة في القرية أفضل من بذخ المدينة. وشهد حفل الافتتاح حضور وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد وعددا من المسؤولين من الحقل السياسي والثقافي، إلى جانب ثلة من مشاهير الفن السابع المعروفين في الساحة الفنية الوطنية، وسط أجواء احتفالية حماسية تفاعل معها جمهور طنجة من عشاق ومحبي السينما الذين رحبوا بضيوف المهرجان تحت أضواء الكاميرات وعدسات المصورين. وأكد محمد المهدي بنسعيد أن السينما المغربية تشهد تميزا كبيرا على الصعيد الدولي بالنظر إلى أن عددا من الأعمال السينمائية أصبحت تتوج في مهرجانات ذات صيت عالمي، مبرزا أن تنظيم هذا المهرجان يأتي في إطار التزام الوزارة بمواكبة هذا المسار التصاعدي، للتجاوب مع انتظارات الفنانين المغاربة. وأضاف أن الوزارة تسعى لتفعيل مفهوم الصناعة الثقافية والسينمائية، مشيدا بالشركات والمستثمرين السينمائيين المنخرطين في هذا المشروع، مركزا على مسألة العقد النموذجي المرتبط بقانون الفنان والذي من شأنه أن يساعد في تحسين وضعية الفنان المغربي. كما سلط الوزير الضوء على مشروع 150 قاعة سينمائية، الذي لقي دينامية إيجابية لدى المستثمرين الذين "أبدوا عن رغبتهم في الاستثمار والانخراط فيه"، مع الإشارة إلى أن الشق الأول لهذا المشروع سينطلق في الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ووفق وكالة المغرب العربي للأنباء، فإنه أبرز أن الأفق هو خلق قاعات سينمائية في مختلف المدن المغربية الصغرى والمتوسطة في إطار تقريب السينما من المواطن، مشددا على ضرورة خفض ثمن تذكرة السينما، لتعزيز الولوج إلى القاعات السينمائية لدى فئة الشباب. وتخلل افتتاح الدورة تقديم أعضاء لجان تحكيم المسابقات الرسمية الأربع، وهي مسابقة الفيلم الروائي الطويل، مسابقة الفيلم القصير، مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، ومسابقة "فيلم المدارس". وسيكون جمهور المهرجان إضافة إلى عرض أفلام المسابقات الأربع، على موعد مع عروض أفلام "بانوراما" الفيلم المغربي الذي سيعرف عرض أفلام روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، إلى جانب تنظيم موائد مستديرة حول مواضيع تهم السينما المغربية، وأنشطة موازية أخرى. وكان المركز السينمائي المغربي كشف في وقت سابق عن قائمة الأفلام التي تم انتقاؤها للمشاركة في المسابقات الرسمية الثلاث للدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الفيلم بطنجة، وهي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام الروائية القصيرة، والأفلام الوثائقية. وتشمل مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 15 فيلما وهي "عبدلينو" لهشام عيوش، و"آل دي لا" لعثمان الناصيري، و"الطابع" لرشيد الوالي، و"حميدة الجايح" للمخرج مصطفى الدرقاوي، و"جلال الدين" لحسن بنجلون، و"أيام الصيف" لفوزي بنسعيدي، و"أزرق القفطان" لمريم التوزاني، و"طعم الصداقة" لنوفل براوي، و"المحكور ما كيبكيش" لفيصل بوليفة، و"العبد" لعبدالإله الجواهري، و"أبي لم يمت" لعادل الفاضلي، و"واحة المياه المتجمدة" لمحمد رؤوف الصباحي، و"ملكات" لياسمين بنكيران، و"صوت البربري" لطارق الإدريسي، و"صيف في بجعد" لعمر مول الدويرة. وبخصوص مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، فقد انتقت اللجنة الخاصة بها عقب اجتماعها يوم 31 أغسطس/آب الماضي 15 فيلما هي: "على قبر أبي" لجواهين زنتار، و"الصحراء حبيبتي" للطيفة أحرار، و"ديبريس" لأيمن بنسليمان، و"نشيد الخطيئة" لخالد معدور، و"نو كاي" لوليد مسناوي، و"أم المهرج" لمنال غوا، و"مدام بيبي" لفؤاد صويبة، و"الحيوانات المنوية" لكريم سويسي، و"الموجة الأخيرة" لمصطفى فرماتي، و"فون بريكر" لحمزة عاطفي، و"البيت القديم" لأشرف المتوكل، و"أميرة" لرشيدة السعدي، و"ساوولس" لياسين المجاهد، و"هاري آب" لكريم تاجواوت، و"ظل والدي" لسارة رخا. وضمت لجنة انتقاء هذه المسابقة كلا من المخرج محمد مفتكر رئيسا، والمخرجة والناقدة السينمائية والجامعية جميلة عناب ورئيس مهرجان الفيلم بالداخلة زين العابدين شرف الدين أعضاء. وبالنسبة إلى المسابقة الخاصة بالأفلام الوثائقية الطويلة، بحسب البلاغ، فقد انتقت لجنتها التي ترأستها مديرة مهرجان السينما وحقوق الإنسان فدوى مروب وضمت كلا من مديرة المعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري بالرباط أسماء العلوي ومدير المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة الحبيب الناصري 15 فيلما وثائقيا. ويتعلق الأمر بأفلام "بيت الحجبة" لجميلة عناب، و"بروكين دريملاند" (أرض الأحلام المكسورة) للمخرجين خالد لبودي وهانو بيكا فيتيكينن، و"تحدي النساء" للبنى اليونسي، و"فام ميليتونت أون مارج" لعزالعرب العلوي، و"شظايا السماء" لعدنان بركة، و"غرافير روبيستر بيبا" لغزلان أسيف، و"لفارو" لفاتن خلخال، و"المنجم الأخير" لفاطمة أكلاز، و"المغرب والحركات التحررية في أفريقيا" لحسن البهروتي، و"حراس الذاكرة" لسعيد بلي، و"مسيرة" لأسماء المدير، و"ميموريا دي لا باز" لأحمد زركان ويونس بوحمالة، و"مرايا منكسرة" لعثمان السعدوني، و"الرحلة" لسعيد زريبيع، و"تاغزايت" لمحمد زغو. وجرى خلال حفل الافتتاح تكريم المخرج وكاتب السيناريو عبدالقادر لقطع (الدار البيضاء-1948) خريج مدرسة الوطنية العليا للسينما ببولونيا سنة 1975 الذي أخرج العديد من الأعمال السينمائية والبرامج التلفزيونية، منها "الصمت والكلمة" (1980)، "ربيع والفن التجريدي" (1984)، فيلم "حب في الدار البيضاء" الذي خرج في القاعات السينمائية (1992)، "بيضاوة" (1999)، وغيرها. كما تم تكريم الصحفية وكاتبة السيناريو والممثلة فاطمة لوكيلي التي سبق أن اشتغلت كصحافية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قبل أن تنتقل إلى إذاعة ميدي 1، ثم إلى القناة الثانية 2M، كما اشتغلت ككاتبة سيناريوهات وحوارات في مجموعة من الأفلام التلفزيونية، مثل "نساء ونساء"، "عطش"، "الإسلام يا سلام"، وغيرها. يذكر أن المهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي انطلق في العام 1982 يعتبر تظاهرة سينمائية وطنية تكتسي طابعا فنيا وثقافيا وترويجيا تهدف إلى التعريف بالسينما المغربية وتطويرها من خلال عرض آخر الإنتاجات السينمائية المغربية ومناقشتها من طرف النقاد والمهنيين والمهتمين بالشأن السينمائي في المغرب. ويعد المهرجان كذلك فضاء للقاء والحوار والتفاعل وتبادل الآراء بين المؤسسات الحكومية والمنظمات المهنية ومنتجي السينما وكافة المتدخلين في الشأن السينمائي بالمغرب من أجل تشخيص واقعها والبحث عن كيفيات تطويرها بغية مواكبتها للتطورات الوطنية والدولية في المجال. ويواصل المركز السينمائي المغربي بمعية شركائه تنظيم وتطوير هذه التظاهرة من أجل الرفع من جودتها باعتبارها خدمة عمومية تساهم في حفظ الذاكرة الجماعية.

مشاركة :