انتقلت أسواق الأسهم العالمية الأسبوع الماضي من حالة الترقب والحذر إلى تعزيز الثقة والاستقرار انطلاقاً نحو انتعاش قد يطول بدفع من مواقف البنوك المركزية فيما يتعلق ببرامج تحفيز الاقتصاد ومن مؤشرات قوة جديدة ظهرت على الاقتصاد الأمريكي. وسجلت المؤشرات الأمريكية قفزة بنهاية الأسبوع إلى اللون الأخضر على أساس سنوي لأول مرة منذ بداية العام الحالي وسط مخاوف من أن تكون سياسات البنوك المركزية الكبرى في العالم اعتمدت سراً خطة إضعاف الدولار لمنح أسواق الأسهم المزيد من الزخم. أنهت معظم المؤشرات الرئيسية في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة أسبوعها على مكاسب كانت لافتة في مؤشر شنغهاي الذي تسبب منذ بداية العام بالكثير من الوهن من خلال أدائه المخيب للآمال، في حين تراجع مؤشر نيكي ليعكس قوة الين والضعف الذي اعترى بيانات الواردات والصادرات اليابانية لشهر فبراير /شباط. وكانت أسهم آسيا بدأت تداولات الأسبوع الاثنين على صعود مستفيدة من زخم الأسبوع الذي سبقه والذي شهد إطلاق البنك المركزي الأوروبي آخر قذائف التيسير الكمي. وبلغت مكاسب مؤشر نيكي 1.75% ومؤشر هانغ سينغ 1.25%. ولم تمنع تراجعات أسعار النفط بعد الظهر نتيجة استبعاد إيران احتمالات عقد اجتماع للمنتجين، الأسهم الأوروبية من حصد مكاسب هي الأخرى عكسها مؤشر يورو ستوكس 600 بنسبة بلغت 0.6%. أما مؤشرات وول ستريت فكان أداؤها محدوداً بسبب النفط انتظاراً لما يسفر عنه اجتماع لجنة الأسواق المفتوحة. واستأنفت آسيا التداولات الثلاثاء على وقع الأداء المخيب للآمال في وول ستريت الاثنين وسط مخاوف بنيت على توقعات المحللين بأن النشاط الذي تشهده الأسهم قد يكون بلغ مداه الأقصى. وجاء أداء قطاع الموارد الطبيعية الضعيف الذي تراجع بنسبة 4.6%، ليعزز من عناد الأسهم الأوروبية التي أنهت على تراجع بحدود واحد%. وهكذا فعل قطاع الرعاية الصحية بالأسهم الأمريكية لتنهي هي الأخرى على تراجع في ظل ثاني أسوأ أداء على أساس يومي منذ بداية العام. واستمرت وتيرة الأداء الضعيف الأربعاء في كل من المؤشرات الآسيوية والأوروبية. أما الأسهم الأمريكية فقد انتعشت بدفع من تحسن أسعار النفط ومن بيان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي كان حمائمياً أكثر من التوقعات بإعلانه عن احتمال رفع متين لأسعار الفائدة هذا العام فقط. وقد أضاف مؤشر داو جونز 127 نقطة وكان أداء بعض الأسهم لافتاً خاصة شركة شيفرون وكاتربللر. وبعد أن اطمأن المستثمرون على موقف الاحتياطي الفيدرالي شهدت تداولات آسيا الخميس انتعاشاً قوياً عززته أسعار النفط التي استمرت في الارتفاع، إلا أن الأسهم اليابانية لم تلحق بركب المكاسب بسبب استمرار قوة العملة المحلية. واستمر زخم الأسواق الجمعة بتأثير نفس العوامل خاصة وأن النفط سجل أعلى مستوى له بعد أن تجاوز الخام الأمريكي الخفيف حاجز 40 دولاراً، لتسجل المؤشرات الآسيوية مستويات غير مسبوقة من المكاسب بلغت 1.72% في مؤشر شنغهاي، أما مؤشر نيكي الذي تراجع بضغوط من الين القوي فقد أنهى على تراجع بنسبة 0.84%. وانتقلت العدوى للأسهم الأوروبية التي تجاوزت مخاوف أداء بعض الأسهم واحتمالات تراجع أسعار المواد الأولية. وكذلك استمر زخم مؤشرات وول ستريت منذ بيان الاحتياطي الفيدرالي وتجاوزت مكاسبها الوسطية الجمعة 1%. إلا أن الأداء الأسبوعي كان صينياً بامتياز حيث تقدم مؤشر شنغهاي المركب قائمة الرابحين لأول مرة منذ بداية العام حاصداً 5.15% لينهي عند 2955.15 نقطة تلاه مؤشر داو جونز الذي أنهى على 17602.30 نقطة بمكاسب بلغت 2.28%. وانفرد مؤشر نيكي باللون الأحمر تحت ضغوط الين لينهي على 16724.81 نقطة بخسائر أسبوعية بلغت 1.26%. تراجع الطلب على السندات أسفر إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن خفض عدد مرات رفع أسعار الفائدة لهذا العام والعام الذي يليه إلى مرتين فقط وتثبيت أسعار الفائدة عند 25 نقطة أساس عن دفع الدولار هبوطاً ليبلغ مؤشر قياسه مقابل سلة العملات الرئيسية أدنى مستوى له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وقد انتهى الأسبوع بمكاسب لليورو والين حيث بلغ سعر الأول مقابل الدولار 1.13 دولار وهو أعلى رقم يسجله منذ خمسة أسابيع. وكذلك كانت حال سندات الخزانة الأمريكية التي ارتفع العائد على فئة السنتين منها إلى 1% قبيل صدور بيان المجلس قبل أن يعاود الهبوط إلى 0.84% فاقداً 12 نقطة على أساس أسبوعي. أما فئة السنوات العشر فقد استقر العائد عليها عند 1.88% فاقدة 10 نقاط على مدار الأيام الخمسة. ولم يستفد الذهب كثيراً من تراجع الدولار والطلب على سندات الخزانة رغم أن سعر الأونصة قفز 30 دولاراً فور صدور بيان المجلس إلا أنه تراجع ليحتفظ بمكاسب لم تتجاوز دولارين على مدار الأسبوع منهياً عند 1250 دولاراً. وكان النفط أكبر المستفيدين من الأخبار التي تلقفتها الأسواق خاصة ما تعلق باتفاق المنتجين على عقد اجتماع لخفض حصص الإنتاج. وقد حلق الخام الأمريكي الخفيف فوق 40 دولاراً لأول مرة منذ 3 أشهر قبل أن يتراجع يوم الجمعة مستقراً عند 39.73 دولار للبرميل بمكاسب أسبوعية بلغت 3.2 %. أما خام برنت الذي استقر عند 41.30 بنهاية الأسبوع فقد أضاف 2.3% إلى مكاسبه على مدار الأسبوع ليصل إلى مستوى أعلى من أدنى نقطة بلغها في يناير/كانون الثاني بنحو 50%.
مشاركة :