إعداد:بنيمين زرزور صمدت مؤشرات الأسهم العالمية خلال الأسبوع الماضي في وجه تصاعد موجة تفشي كوفيد-19 مستفيدة من عاملين هما بشائر بلوغ الوباء ذروة انتشاره والتلويح بفتح الاقتصاد الأمريكي قريباً، واستمرار موجة ضخ الدعم المالي.ولم تفلح تقارير نتائج الشركات التي ظهرت حتى الآن في تحقيق تغيير يذكر في مسار المؤشرات وسط تغيير مستمر في توقعات أرباحها نحو الأدنى، وما كشفت عنه تقارير الأسبوع الأول من نتائج محبطة قدمت مجموعة «مورجان ستانلي» النموذج الواضح لما ستكون عليه.تتابعت تقارير الأداء الاقتصادي لتصب خلال الأسبوع في غير صالح دعم الصمود العنيد للأسهم التي أنهت الأسبوع على اللون الأخضر. وعرقلت تلك التقارير، بدءاً من تقرير إعانات البطالة الأمريكي الأسبوعي الذي كشف عن فقدان 5.2 مليون أمريكي وظائفهم في مؤشر على استمرار ضرب الفيروس القطاعات الرئيسية للاقتصاد، وانتهاء بتقرير الناتج الإجمالي المحلي الصيني الذي تراجع بنسبة 6.8% للربع الأول، لأول مرة منذ أربعة عقود، فرص استمرار الزخم الذي وفرته الأخبار المشجعة على الجبهة الصحية.ومنح أداء أسهم شركات التقنية وانتعاش مبيعات شركة «بروكتر أند جامبل» بنسبة 10%، الأسهم فرصة إضافية لتعزيز صمودها يوم الجمعة، لكن أخبار إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي هي التي منحت مؤشرات وول ستريت ميزة إضافية عند آخر ساعة تداول، لتنهي أسبوعها متقدمة بفارق واضح على مؤشرات آسيا وأوروبا، حيث تصدر مؤشر ناسداك قائمة الرابحين بمكاسب بلغت 6.09% منهياً على 8650.14 نقطة، تلاه مؤشر «إس أند بي 500» الذي بلغت مكاسبه الأسبوعية 3.02% وأنهى على 2874.56 نقطة، كما ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 2.21% وأغلق يوم الجمعة على 24,242.49 نقطة.وتراجع مؤشر فاينانشال تايمز في لندن تحت وطأة استمرار المخاوف من انتشار الفيروس في القارة التي سجلت بعض دولها خاصة إيطاليا، أرقاماً قياسية في الإصابات، وسط غياب تحرك منسق على صعيد منطقة اليورو لمواجهة الوباء.وقد فقد المؤشر 0.33% وأنهى على اللون الأحمر، بينما نجح مؤشر داكس الألماني في الإفلات من الخسائر مستفيداً من البيئة الإيجابية التي فرضتها نجاحات الحكومة الألمانية في حصار كوفيد-19. وأنهى المؤشر أسبوعه على ارتفاع بنسبة 0.58% منهيا على 10625.78 نقطة.ولم يكن وضع المؤشرات الآسيوية مريحاً في ظل تكرار التقارير الاقتصادية السلبية وفي مقدمتها تقرير تراجع الناتج الإجمالي الصيني، يضاف إليه ظهور مؤشرات على انتكاسة في الوضع الصحي في سنغافورة التي كانت الأفضل أداء في مواجهة الوباء. ووسط تخبط في المواجهة تعاني منه بعض دول القارة مثل الهند، واجهت الأسهم صعوبات في الإفلات من اللون الأحمر عدا مؤشر نيكاي الذي كان أداؤه موازياً لأداء داو جونز، حيث ارتفع فوق 2% ليستقر عند 19897.26 نقطة، بينما فقد مؤشر هونج كونج 0.33% واستقر عند 24380.00 نقطة.وانتعشت معدلات العائد على سندات الخزانة الأمريكية يوم الجمعة بعد إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن تقليص مشترياته منها بحيث لا تتجاوز 15 مليار دولار يومياً بدلاً من 30 مليار دولار. وقد استقر العائد على فئة السنوات العشر عند 0.64% بزيادة أربع نقاط، بينما استقر العائد على فئة الثلاثين سنة عند 1.24%.وشهد النفط أسبوعاً صعباً يضاف إلى الأسابيع الصعبة الستة التي عاشها منذ فشل أوبك بلس في التوصل إلى اتفاق حول خفض الانتاج، إلا أن التراجع في أسعار البرميل التي وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 18 عاماً، نتج هذه المرة عن تقارير الاقتصاد خاصة الناتج الإجمالي المحلي الصيني، ولم تنفع معها بشائر ترامب بفتح الاقتصاد، وقد تراجع الخام الأمريكي في عقود مايو / أيار بنسبة 8% ليصل إلى 18.27 دولار للبرميل.ورغم تراجع الذهب يوم الجمعة بنسبة 1.5% وسط بشائر فتح الاقتصاد إلا أنه خلال الأسبوع سجل خسائر بنحو 3.1% أو ما يعادل 54 دولاراً.
مشاركة :