نظم منتدى الجياد للثقافة والتنمية بالتعاون مع بيت عرار الثقافي أمسية شعرية حملت عنوان: "فلسطين عربية وغزة النصر" شارك فيها الشعراء: إيمان العمري، سعيد يعقوب، وعلي الفاعوري، وأدار مفرداتها الكاتب جروان المعاني الذي قدم الشعراء بنصوص نثرية عاينت قضايا الأمة فكانت "هنا غزة"، حضر الأمسية حشد من المثقفين والأدباء والمهتمين. القراءة الأولى استهلتها الشاعرة إيمان العمري التي قرأت غير قصيدة عبرت من خلالها وتجهش بالبكاء على الدم النازف على تراب غزة البطولة والحياة، قصائدها مبللة بالدمع – دمع مغموس بالدمع والذي يفضي لمعنى النصر ومعنى الحياة. من قصيدتها "رسالة جنين من بطن أمِّه" نقتطف منها: "أقامنا الله في زمن/يبكي الجنين على جدار الرحم/لا يريد ولادة/أماه يا ثكلى/وجع المخاض يوجعني/وعندي من الأوجاع/فنٌ وريادة/أماه يا ثكلى/ ألم الحصار والدمار/والفسفور والجدار/يجري في حبلي السري/ينحني /كانحناءات العرب للقيادة/أماه يا ثكلى/أو ما استفتيتي في سقط الجنين؟؟/فقد يكون السقط في هذا الزمان عبادة!/أماه يا ثكلى/غرف الولادة/تعج بالموت/بالدخان". أما الشاعر سعيد يعقوب صاحب ديوان "غزة تنتصر" قرأ أكثر من مقطوعة شعرية استطاع من خلالها أن يؤرخ وينتصر للمقاوم الفلسطيني في غزة هاشم، شاعر يملك الحسّ الإنساني واللغة القريبة من المتلقي حيث تفاعل معها. نختار مما قرأ من"طُوفَانُ الأَقْصى" حيث يقول فيها: "بِأَبِي وَأُمِّي.. الفَارِسَ الصِّنْدِيدا/ مَنْ يَسْتَحِقُّ المَدْحَ وَالتَّمْجِيدا/ مَنْ طَوَّعَ الصَّخْرَ الأَصَمَّ بِبَأْسِهِ/ وَأَلَانَ بِالعَزْمِ الحَدِيدِ.. حَدِيدا/مَنْ مَزَّقَ الصُحُفَ القَدِيمَةَ كُلَّهَا/لِيَخُطَّ سِفْرًا لِلزَّمَانِ جَدِيدا/مَنْ ثَارَ طُوفَانًا بِوَجْهِ عَدُوِّهِ/وَأَبَى عَنِ الثَّأْرِ القَدِيمِ قُعُودا". ومن قصيدة أخرى يقول: "اصْبُبْ عَلَيْهِمْ نَارَ غَيْظِكَ صَبَّا/ وَامَلَأْ قُلُوبَ ذَوِي الضَّلَالَةِ رُعْبا/وَانْزِلْ عَلَيْهِمْ كَالصَّوَاعِقِ وَانْتَقِمْ/ لَيْسَ الحُقُوقُ تُنَالُ إِلَّا غَصْبا/إِنْ أَعْلَنُوا حَرْبًا عَلَيْكَ فَطَالَمَا/ قَدْ أَعْلَنُوا حَرْبًا عَلَيْكَ وَحَرْبا/فَاجْعَلْ لُحُومَ الغَاصِبِينَ طَعَامَهَا/ وَاجْعَلْ دِمَاءَ الظَّالِمِينَ الشُّرْبا". وأختتم القراءات الشاعر علي الفاعوري الذي قرأ قصيدة أسماها "رسالة خجولة إلى أبطال غزّة" قصيدة قرأت الواقع العربي من خلال الصمت الذي يخيّم عليه أمام الدم الذي ما زال ساخنا يقام آلة القمع الصهيونية، قصيدة موجعة ومؤلمة، شاعر تأمل جراحات وعذابات الإنسان الفلسطيني في غزة وفلسطين. يقول في قصيدته: "لَكُمُ العُلا والمَجدُ والإكبارُ ولنا- ونحنُ الصّامتونَ – العارُ الأرض في صَلواتِكُم تزهو بها والأرضُ في سَهَراتِنا أشعارُ الأرضُ يا الله تَنْزِفُ دَمْعَها والنّائِمونَ على الخَنا ما غاروا فكأنَّ تلك العاديات تَحنَّطتْ وعَلا سُروجَ الفاتحينَ غُبارُ لا تَبحَثوا عنّا فإنّا أمّةٌ تاريخُها التَّنْديدُ والإنكارُ لو أنّهُم نَمْلٌ على هذا الثّرى لاسْتَرجعوا الأوطانَ لو هُم ثاروا لكنّهم زَبَدٌ فلا تَتَرقّبي يا أرضُ أن تُستَنطَقَ الأحجارُ يا أيُّها الأبطالُ هذا يومُكُم نحنُ الظّلامُ وأنتمُ الأقمارُ أنتُم على وجهِ الكَرامةِ شامَةٌ وعلى جَبينِ العالمينَ فَخارُ أنتُم وقودُ الانتصارِ سلاحُكُم أرواحُكُم وسلاحُنا مِزمارُ". وفي نهاية الأمسية تم تكريم الشعراء بشهادات تقديرية لمساهمتهم في نجاح هذه الأمسية التي انتصرت لغزة.
مشاركة :