تعرف زوار مهرجان النهام الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية في الواجهة البحرية بالدمام على أبرز الحرف التقليدية، التي تمتاز بها المنطقة الشرقية، وذلك من خلال وقوفهم بشكل مباشر على تفاصيل صناعتها بأيدي الحرفيين الذين توارثوا مهنهم أباً عن جد، وذلك كجزء من هوية المهرجان التي تتمحور حول الفنون الأدائية البحرية بشكل عام، وما يرتبط بها من أنشطة ومهن ثقافية ترتبط بساحل الخليج العربي بشكل خاص. ومن أقدم تلك المهن التي تواجدت في المهرجان، هي صناعة الاقفاص الخاصة بصيد الأسماك، والتي تعرف محلياً بـ”القراقير”، حيث كانت عنصراً رئيسياً على متن قوارب صيد السمك والتي لا يستغني عنها الصياد، حيث يمكن لها أن توفر له الصيد الوفير نظراً لطريقة تصميمها الذكي، الذي يعتمد على جذب الأسماك من خلال الطُعم الموضوع داخلها ثم حصرها ومنعها من الخروج”. من جهته أوضح القفاص إبراهيم العيسى المسيري بأن الأقفاص تُصنع من خوص النخيل او من اسلاك الحديد، وتُترك بعد وضع الطعم داخلها في البحر لعدة أيام، لتتيح للأسماك الدخول لها بحثاً عن الغذاء، ولا تستطيع الخروج بعدها، فيما تلعب خبرة الصياد دوراً مهماً في كمية الصيد من خلال اختياره للمكان والوقت المناسب لرمي القفص في البحر. وقال: “ورثت هذه الحرفة من والدي، حيث تعلمت صناعة القراقير في البداية باستخدام الخوص، ولكن تحولنا بعدها لاستخدام الاسلاك الحديدية عوضاً عن الخوص، نظراً لسهولة تشكيلها، ولكونها مرغوبة من الصيادين بشكل أكبر، نظرا لقوتها وصلابتها”. وشدد المسيري على أن القراقير يجب أن تصنع بعناية من مواد عالية الجودة، نظراً لأنها قد تبقى في البحر لمدة تزيد عن 8 أشهر إلى سنة كحد أقصى، فيما تحولت الاقفاص المصنوعة من الخوص لمجرد سلال للزينة أكثر من استخدامها للصيد، مشيراً لاهتمام محبي المقتنيات التراثية بتزيين بيوتهم بها. يذكر بأن مهرجان النّهام الذي يستمر حتى الثاني من نوفمبر القادم يأتي ضمن جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية في تنشيط الفنون الأدائية المُختلفة وتعزيز حضورها في المهرجانات والفعاليات الوطنية والعالمية المقامة في المملكة، حيث يحتفي المهرجان بالحياة البحرية بشكل عام، وفن النهمة بشكل خاص، كما يقوي حضور الفنون الأدائية الوطنية في الذاكرة الوطنية ويسهل من نقلها للأجيال الناشئة وذلك ضمن الجهود الرامية للوصول للمجتمع الحيوي ضمن المستهدفات الأساسية لرؤية السعودية 2030.
مشاركة :