شهد الخط الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل سلسلة مواجهات عنيفة بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي اليوم (الخميس) استعملت خلالها مختلف أنواع الأسلحة والقذائف المدفعية والصاروخية والمسيرات والطائرات الحربية، فيما قتل مدنيان اثنان وعنصر من حزب الله. وأكدت مصادر عسكرية لبنانية لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن طائرات إسرائيلية حربية ومسيرات نفذت حوالي 13 غارة جوية توزعت على طول الخط الحدودي ابتداء من الناقورة غربا وحتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا شرقا. وأشارت إلى أن الغارات تركزت بشكل خاص على مناطق كفرشوبا وبسطرة وحلتا وتل النحاس والطرف الغربي لمعتقل الخيام في القطاع الشرقي من جنوب لبنان. كما طالت الغارات حسب نفس المصادر، أطراف قرى مروحين وعيترون وراميا والقوزح والناقورة واللبونة ورشاف في القطاع الغربي وأدت إلى اشعال حرائق. وأشارت المصادر إلى أن المدفعية الإسرائيلية اطلقت اليوم أكثر من 225 قذيفة مدفعية طاولت أطراف وداخل أكثر من 40 بلدة جنوبية أدت إلى احراق 7 منازل واضرار متنوعة بعشرات المنازل. وتركز القصف على قرى المجيدية والفرديس وكفرشوبا وحلتا ووادي خنسا وكفركلا وحولا والعديسة وميس الجبل في القطاع الشرقي، وعلى أطراف قرى راميا وجبل بلاط ومنطقة ابو لبن وعيتا الشعب والبستان ومروحين ويارين و طير حرفا وزبقين والطفافات البحرية مقابل رأس الناقورة في القطاع الغربي من الجنوب ما أوقع أضرارا مادية. بدوره، أعلن حزب الله في بيان أصدره اليوم أن عناصره هاجموا مقر قيادة كتيبة الاحتلال في ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بمسيرتين هجوميتين محملتين بكمية كبيرة من المتفجرات واصابتا اهدافهما بدقة. كما أعلن الحزب عن إطلاق صاروخ أرض جو باتجاه مسيرة اسرائيلية كانت تحلق في أجواء المالكية وهونين بالقطاع الغربي من جنوب لبنان مما أدى إلى تحطمها. وأشار الحزب في بيانات أخرى إلى أن عناصره هاجموا المواقع الإسرائيلية في رأس الناقورة والمرج والعاصي والعباد بالأسلحة المناسبة محققين اصابات مؤكدة بداخلها وتدمير أجهزة تجسس ومراقبة. بدورها، أعلنت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس في لبنان) في بيان أنها قصفت بـ 12 صاروخا كريات شمونة في القطاع الشرقي من الخط الحدودي ردا على مجازر الاحتلال بحق أهلنا في غزة. من جهتها، أعلنت الجماعة الاسلامية في لبنان عن قيام جناحها العسكري (قوات الفجر) باطلاق عدة صواريخ باتجاه المستعمرات الإسرائيلية الشمالية محققين اصابات مباشرة. وأكدت مصادر عسكرية لبنانية لوكالة أنباء ((شينخوا)) العثور اليوم على جثتي راعيين من بلدة الوزاني في شرق جنوب لبنان كانا قتلا بنيران الجيش الاسرائيلي. وقالت المصادر إن فريقا مشتركا من الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) والصليب الأحمر اللبناني ومجموعة من أبناء البلدة وجدوا جثتين للشابين ربيع الأحمد (20 عاما) وامجد المحمد (22 عاما) بمحاذاة نهر الوزاني بعد حملة تفتيش واسعة بدأت ليل أمس واستؤنفت صباح اليوم. من جهته، نعى حزب الله اللبناني في بيان أحد عناصره. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى في الجانب اللبناني منذ 8 أكتوبر المنصرم إلى 66 قتيلا بينهم 50 عنصرا من حزب الله إضافة إلى 9 عناصر من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في لبنان و7 مدنيين بينهم مصور صحفي. وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل بشكل يومي عمليات قصف وإطلاق نار متبادل بشكل متقطع بين حزب الله وحركات فلسطينية والجيش الإسرائيلي، منذ إطلاق حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، التي ردت بإطلاق عملية "السيوف الحديدية" ضد حركة حماس في قطاع غزة وبإعلان حالة الحرب لأول مرة منذ 50 عاما.
مشاركة :