أكدت الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، رئيس الشعبة البرلمانية للمجلس، إن الإمارات تستشرف مستقبلها بخطى ثابتة واثقة مع إعلاء سياسة التسامح والسعادة والتنمية المستدامة والابتكار والطاقة المتجددة، وتمكين الشباب والمرأة، وفق أسس علمية تتعاطى بكفاءة عالية مع المتغيرات المتسارعة المحيطة بها. وأشارت إلى أن الدولة نجحت برؤية قيادتها والتزام حكومتها والعمل الجاد لأبنائها في تقديم نموذج يحتذى به في التفاهم والتسامح والعيش المشترك والانفتاح على الآخر والتناغم مع حضارات وثقافات العالم كافة، باعتبار أن ذلك هو الطريق لمستقبل السعادة البشرية وأنه تطبيقاً لهذه المبادئ أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة وزارة معنية بالتسامح والسعادة والمستقبل إدراكاً منها لما يجب أن يكون عليه عالم الغد من سياسات ورؤى وطموحات. جاء ذلك خلال إلقائها لكلمة الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي، أمس، في الاجتماع 134 للاتحاد البرلماني الدولي الذي انعقد في لوساكا بجمهورية زامبيا برئاسة صابر شودري، رئيس الاتحاد ورئيس الجمعية الوطنية لزامبيا ومشاركة كل من علي جاسم، رئيس مجموعة المجلس الوطني، في الاتحاد البرلماني الدولي، وحمد الغفلي والدكتورة نضال الطنيجي، وعفراء البسطي، وسعيد الرميثي، أعضاء المجلس والدكتور محمد المزروعي الأمين العام للمجلس وعبدالرحمن الشامسي الأمين العام المساعد للشؤون التشريعية والبرلمانية. وقالت القبيسي خلال الكلمة إن هذه الدورة للاتحاد البرلماني الدولي تنعقد في ظل تحديات وأزمات تتصاعد يوماً تلو الآخر في البيئة الدولية مما يستوجب مضاعفة جهود برلمانات العالم وتنسيق رؤاهم للإسهام الفاعل والمؤثر في منع اختلالات البيئات الدولية والإقليمية والوطنية. وأضافت أن الإرهاب البغيض أصبح سرطاناً مستشرياً في قارات العالم كافة، ويهدد الحضارات والإنسانية ويدمر التنمية العالمية ويقوض الأمن والاستقرار، إضافة إلى التأثيرات السلبية نتيجة ما يحدث من تفجيرات وانبعاثات للغازات الدفيئة وما تسببه من تغيرات مناخية تهدد الإنجازات البشرية وكذلك تدني مستويات النمو والإنجاز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أكثر من نصف دول العالم ما أدى إلى زيادة الفقر والجوع والبطالة والتصحر وتدني الخدمات الإنسانية وجعل أكثر من ثلثي سكان العالم يعيشون في اقتصاديات مهددة بخطر الانهيار. وأشارت القبيسي إلى أن هذه الأزمات والتحديات العالمية تتطلب من البرلمانات إعادة النظر في دور الدبلوماسية البرلمانية والاتحاد البرلماني الدولي حيث يتوجب على البرلمانيين مسؤولية التنسيق مع بعضهم بما يكفل الوصول إلى فهم أعمق يضمن معالجة التحديات الاستراتيجية المشتركة التي تواجه العالم أجمع وإشراك المجتمعات والشعوب في التصدي لها. منوهة إلى أنه على البرلمانيين العمل على تلبية آمال الشعوب وتطلعاتنا المشتركة. وقالت نحن لا نمثل الشعوب فقط بل إن دورنا يتضمن كذلك تعزيز العلاقات التي تربط الشعوب وتمتين الروابط الإنسانية التي تجردنا من الاختلافات وتجمعنا في المصير وتوظف طاقات العالم أجمع لضمان مستقبل أفضل للبشرية وعلينا أن نجعل برلماناتنا منصة حقيقية للمستقبل هذا المستقبل الذي يتمثل في الشباب فالشباب هم جزء أساسي من حاضرنا، وكل مستقبلنا وهم الرافعة الاستراتيجية التي لا غنى عنها لبناء أوطاننا التي نصبو إليها ونحلم بها. وأكدت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي في كلمتها على أهمية إعادة النظر في استراتيجية الاتحاد البرلماني الدولي 2017-2021 بحيث يكون غرضها الأساسي تفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية وتمكين الشباب بما تتضمنه من الاتحاد البرلماني الدولي أو الاتحادات البرلمانية الإقليمية أو البرلمانات الوطنية للتأثير في دوائر صنع القرار السياسي الدولي والإقليمي، وأن تتضمن برامج ومشروعات عمل محددة في شأن تفعيل قرارات الاتحاد ووضعها في موضع التنفيذ من قبل الحكومات وصياغة مبادرات دولية مشتركة تهدف إلى تحقيق أهدافنا المستقبلية جميعاً. وقالت الدكتورة أمل القبيسي لقد شهدنا خلال الفترة القصيرة الماضية تحولاً كبيراً في جهود دول العالم للتصدي لخطر الإرهاب حيث إن الجهود الدولية في سوريا لمكافحة داعش الإرهابي إضافة إلى تكوين التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة التطرف يمثل جهداً مهماً للتصدي لمحاولات استغلال الإسلام لانتهاك حقوق البشر وشرعية الدول والجهود الدولية في ذلك الصدد شاملة. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي تقوم دول مجلس التعاون الخليجي بإظهار عزمها على التصدي للإرهاب عسكرياً فإنها تظهر أيضاً عزمها على التصدي للفكر المتطرف من خلال برامج دولية مثل المركز الدولي لمكافحة التطرف العنيف هداية الذي يعتبر أول مركز دولي أنشأته دولة الإمارات العربية المتحدة لمكافحة التطرف، ويكرس أعماله للحوار والتدريب والتعاون والبحوث لمكافحة التطرف العنيف.. منوهة إلى أنه في ذات الإطار كان للإمارات دورها الرائد في إنشاء مركز صواب لتفنيد الادعاءات الباطلة للمنظمات الإرهابية وعلى رأسها داعش وكذلك من خلال مبادرات إعادة الأمل والجهود الكبيرة التي تبذل للتنمية وإعادة الإعمار، إعمار البشر و البنية التحتية وخدماتها كافة، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية بكل صورها للاجئين. وقالت القبيسي إن الشعبة البرلمانية الإماراتية تؤكد على مبدأ احترام القانون الدولي واحترام سيادة واستقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فمبدأ حسن الجوار هو الكفيل بتحقيق التعاون بين الأمم فالأزمات الدائرة في بعض دول الشرق الأوسط تتطلب الالتزام بمبادئ حسن الجوار وضرورة التعايش السلمي واحترام مبدأ السيادة الوطنية. وتابعت: وفي هذا الإطار فإننا نجدد موقفنا الثابت والرافض للاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ونطالب باستعادة السيادة الكاملة لدولتنا على جزرنا الثلاث وندعوكم إلى حث إيران على التجاوب مع الدعوات السلمية الصادقة والمتكررة لحل هذه القضية إما عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. (وام)
مشاركة :