«الأيام».. موسوعة المسرح الإماراتي

  • 3/21/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ذكرت قبل أيام أن مهرجان أيام الشارقة المسرحية منذ انطلاقه قبل حوالي ربع قرن من الزمن هو موسوعة المسرح في الإمارات، والمهرجان أو (الأيام) حقيقة مختبر ومدرسة ومشغل مفتوح لأي اجتهاد مسرحي ثقافي ليس على المستوى المحلي فقط، بل، وعلى المستوى العربي.. ما يدل على رحابة (الأيام) وانفتاحها الثقافي الحقيقي على أدب وثقافة وأخلاق فن المسرح. ماذا يعني أن أيام الشارقة المسرحية هي (موسوعة) المسرح في الإمارات..؟ أجتهد وأقول إن تاريخ هذا الفن وذاكرته، وإن كان من نقطة سريعة يمكن الإشارة إليها بهذا المعنى (الموسوعي)، فإنه آن الأوان لمسرحي أو مجموعة من المسرحيين أو مؤسسة أو جهة ثقافية مسؤولة القيام بالتأريخ للمسرح في الإمارات بأقلام باحثين متخصصين، ونقاد مسرح، وعناصر مسرحية مهنية، وبأقلام إعلاميين وصحفيين واكبوا أكثر من خمسة وعشرين عاماً من عمر المسرح في الإمارات.. منذ سلطان الشاعر، وما قبله ممن صنعوا خشبة للفرجة، وأصبحت هذه الخشبة واحدة من أرفع وأرقى فضاءات المسرح اليوم، على المستوى العربي باشتغال متواصل، وبعناصر مسرحية تحب الفن، وتخلص له لقربه من الناس في تعبيراتهم الأدبية والاجتماعية، ولأنه، أي المسرح.. هو المحبة، والمسرح الصداقة، والمسرح الروح الجماعية في العمل الفني الإبداعي، والمسرح هو الذكاء والفطنة والجرأة على الوقوف أمام الجمهور، والمسرح هو (العائلة).. بالمعنى الثقافي الجماعي مرة ثانية.. عائلة ممثلين، وكتاب، ومخرجين، والمسرح فن البساطة، واللقاء والمصافحة، والمسرح، أيضاً.. (دمعة وابتسامة).. المسرح إنسانية ومحبة وسلام وأخلاق وتربية. إذا كان لنا أن نتعلم، فلنتعلم من أهل الدار والشارقة دار المسرح وعنوانه وبيته ومنزله ومنزلته، والشارقة مكان المسرح ومكانته.. يقول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في رسالة اليوم العالمي للمسرح في 27 مارس 2007 في باريس.. .. ومن خلال قراءاتي في المسرح منذ عهد الإغريق حتى يومنا هذا أدركت السحر الكامن في عوالم المسرح في سبر أغوار النفس البشرية ومكنوناتها وفتح المغاليق التي تحتويها، مما رسخ لدي قناعة واسعة أن المسرح بوصفه هذا يشكل عامل توحد إنساني يستطيع من خلاله الإنسان أن يغلف العالم بالمحبة والسلام، ويفتح آفاق حوارات بين مختلف الأجناس والأعراق والألوان على اختلاف معتقداتهم الإيمانية.. كلمة صاحب السمو حاكم الشارقة، وسموه رجل مسرح، ورجل فكر مسرحي إنساني تنويري.. هي بوصلتنا نحو وعي أكثر اقتراباً من أبي الفنون إنه باب الحوار بين الشعوب، والمسرح سفر في النفس البشرية، وعتبة أدبية لمعرفة أعماق هذه النفس. في ضوء هذا المفهوم الحضاري والإنساني لرسالة المسرح، يباشر المسرحيون الإماراتيون عملهم ورؤاهم وتجاربهم الخلاقة من مرحلة إلى مراحل عدة شكلت معاً هوية محلية عالمية لفن المسرح الإماراتي. يوسف أبو لوز

مشاركة :