اعتاد الجمهور أن يجد في أيام الشارقة المسرحية برنامجاً منوعاً بين العروض المسرحية والملتقيات والندوات الفكرية والورش، التي تشغل صباحات ومساءات المهرجان، وتقدم المعلومة الفكرية والرؤية النقدية والتدريب للمنتسبين للمسرح، ما يجعلها احتفالية ثقافية غنية بكل ما يتعلق بالمسرح، وقد درجت الأيام على أن تتحف جمهورها في كل عام بالجديد المفيد الذي يضيف إليه ويدعم ثقافته المسرحية، وتأتي دورة هذا العام بعد طرح إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة اللائحة التنظيمية الجديدة للمهرجان، التي تم إعدادها بالتشاور مع جمعية المسرحيين الإماراتيين، والتي حملت بنودها الكثير من التغييرات في مجال التنظيم، وحددت طرق التنظيم ومواعيد التقدم للمشاركة. وبهذه المناسبة تحدث أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة إلى الخليج، عن مستجدات هذه الدورة ومجمل الإجراءات التنظيمية، حيث قال إنها تتميز بمشاركة واسعة لأغلب المخرجين المخضرمين، مثل المخرج البارز ناجي الحاي الذي انقطع طويلاً عن العمل بسبب مهامه الإدارية، وسيتولى إخراج عرض مع فرقة مسرح دبي الأهلي، كما سيشارك فيها أحمد الأنصاري وحسن رجب وعلي جمال ومحمد العامري، وهم مخرجون تشهد لهم أعمالهم بالتميز، وسيشارك فيها من الشباب مرتضى جمعة وهو وجه جديد يدخل الأيام في أول تجربة له، ومن الجميل أن المسرحية التي يشارك بها دخلت المنافسة هذا العام وهي مسرحية كن صديقي لمسرح عيال زايد ومن إعداد أحمد الماجد، وسيشارك أيضا اثنان من المخرجين العرب المهمين هما كاظم نصّار وفراس المصري، أما الفنان القدير إبراهيم سالم فسوف يشارك بعرض مواز هو خلاصة الورشة التي نظمتها الدائرة وأشرف عليها إبراهيم سالم، كما أن كل الفرق المسرحية في الدولة شاركت في هذه الدورة. ويضيف بورحيمة أن البرنامج المصاحب يشهد مشاركة أغلب الفنانين المسرحيين الإماراتيين البارزين أمثال أحمد الجسمي حسن رجب ومرعي الحليان وعلاء النعيمي وعمر غباش وإبراهيم سالم، وأعتقد أن كل ذلك يجعل هذه الدورة دورة متميزة، كما سيكون هناك حضور مميز لفنانين وخبراء مسرح من الوطن العربي يثرون بأطروحاتهم النقاش القائم. وأرجع أبو رحيمة هذا التطور في التعاطي مع الأيام والإقبال الكبير إلى الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الدائرة بعد إقرار اللائحة التنظيمية التي كان قد تم الاتفاق عليها مع جمعية المسرحيين، والتي حددت تواريخ وطرق المشاركة السنوية في كل دورة، وكذلك حددت أوقاتاً لزيارة اللجان إلى الفرق المشاركة، وأضاف أن الحافز الأكبر لهذه المشاركة الواسعة هو وعي المسرحيين الإماراتيين بأن أيام الشارقة هي عرسهم الحقيقي، والجسر الإبداعي الذي يعبرون منه إلى النجاح الحقيقي، وأن استمراره والحفاظ عليه ضروري لهذه الساحة. وعن اللائحة التنظيمية الجديدة لمهرجان أيام الشارقة المسرحية قال أبو رحيمة إنها جاءت من أجل مواكبة التطورات في عالم الممارسة المسرحية، وتحسين الأوضاع الاحترافية لمسرحيينا، وهي تقوم على مبدأين، هما زيادة الاحتراف، وإتاحة الفرصة للآخرين، فهناك بنود تتعلق بفنيات العمل المقدم نصاً وعرضاً، وبطاقم العمل من كتاب ومخرجين وممثلين وفنيين من أجل الحرص على أن يكون العمل المقدم عملاً مسرحياً مستوفياً للشروط، وهناك بنود تتعلق بعدد المشاركات للمخرج والممثل من أجل إتاحة الفرصة للآخرين. وأضاف أبو رحيمة أن البرنامج المصاحب هذا العام سيكون حافلا بالندوات والورش والملتقيات، فهناك الأنشطة المعتادة مثل الملتقى الفكري وورشة أوائل المسرح والندوات التطبيقية، وهناك الندوات المنوعة الجديدة التي ستركز هذا العام على علاقة المسرح بالجمهور وكذلك علاقة المسرح بالصحافة وندوة الوفاء للراحلين وشهادات مسرحية لفنانين مسرحيين كبار. وأكد أبو رحيمة أن أحد مرتكزات العمل المسرحي الذي تقوم به إدارة المسرح في الدائرة هو التدريب وخلق الفرص للمسرحيين الشباب لدخول الساحة المسرحية من أوسع أبوابها، ولذلك تقيم الورش على مدار العام، وتتوسع بشكل دائم في المهرجانات النوعية، وتفتح الباب للمسرحيين المتميزين في تلك المهرجانات والورش للمشاركة في أيام الشارقة المسرحية، وفي هذا العام مثلاً سوف يشارك عرضان شبابيان من مهرجان المسرحيات القصيرة، هما شكسبير منتقماً وهو معد عن ثلاثة نصوص لوليم شكسبير، ومن إخراج مهند كريم وقد فاز بجائزة أفضل عرض في المهرجان، إضافة إلى عرض قضية ظل الحمار من تأليف فريدريش دروينمات وإخراج أنس عبد الله.
مشاركة :