سألني صديقي (بخُبث) عن سبب تباين عناوين نشرات الأخبار في بعض (المحطات التليفزيونية)، عندما تُبرِز نشرة موضوعاً معيناً، وفي النشرة التي تليها في (ذات المحطة) تجد أن الصدارة والأهمية ذهبت لموضوع آخر..؟!. فأجبته (بخُبث أيضاً) السبب يكمن في (التنويع) يا صاحِ، وما هو مهم بالنسبة لك، ليس بالضرورة أن يكون مهماً لغيرك، وحتى لا يشعر المشاهد بالملل - لا سمح الله - والقيمة الخبرية لكل قصة بحسب سياسة كل محطة يا صديقي. وكدت أن أحلف له (والحمد لله أنني لم أحلف) أن المسألة لا علاقة لها بما يُقال إن (رئيس التحرير) الذي استلم الفترة الإخبارية، هو من يُشكِّل شخصية كل محطة خلال ساعات عمله، ويعدِّل على (أجندة النشرة) حسب اهتمامه أو ميوله أو مُعتقده، رغم أن معظم المحطات (الإخبارية) في العالم تعتمد سياسة بناء النشرات المُتتابعة (بأجندة ثابتة) تراعي ما يستجد من أخبار في كل ساعة، مع التوقف عند الأخبار العاجلة، رغم أنه لا توجد قواعد مُحددة لبناء نشرات الأخبار التليفزيونية، إلا أنه يتم ترتيب العناوين وفق أهمية الحدث وقيمته الخبرية، وآنية وقوعه. عاد صديقي (لخُبثه القديم) بعدما رفع (حاجبيه) هذه المرة بطريقة (بتعئد كثير)، وختم الحديث بمقولة (ولو، ما بفكرهيك أبداً)، فقلت له أصلاً (ما فيك تفكر خيو)!. مع حرية الإعلام، ودخول شبكات التواصل الاجتماعي، تعقدت مسألة بناء نشرة الأخبار في الفضاء العربي أكثر من ذي قبل، فلم تعد الشاشات التلفزيونية هي من تتحكم في الأجندة الخبرية، برأيي في منطقتنا هناك (محطتان أو ثلاث) بالأكثر تعمل بطريقة احترافية، مع مراعاة مثل هذه المُفارقات. المشاهد اليوم يُحاكم أو يصنف بعض المحطات بسبب نشراتها الإخبارية، أو نتيجة استخدامها بعض المُصطلحات في التحرير، مُعتقداً أن هذه هي سياسة المحطة ككل، وهنا يكمن الخطأ؟ وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :