الصور التي أظهرها لنا شهر رمضان المبارك الحالي لتطوع العديد من الشبان والفتيات في المجتمع السعودي في أعمال الخير، تُجدد المُطالبة بقيام هيئة عامة، أوبرنامج وطني شامل لتنظيم وتأطير ودعم العمل (التطوعي والنفعي) في المجتمع السعودي؟!. هذه الهيئة تستطيع وضع الشروط والتعليمات للمتطوع، عبر تدريبه وتأهيله وتصنيفه، من أجل بناء قاعدة بيانات وطنية، تقود هذا العمل النبيل لتحقيق أهدافه، وتمنح كل متطوع بطاقة تعريفية في برنامجه وتخصصه تسهل العقبات التي قد يواجهها تحفظ حقوقه، وتبين واجباته والتزاماته، وتبتعد بالعمل عن العشوائية، أوالحماس الذي سرعان ما ينتهي وينتج عنه تشتت للجهود، وضياع للأهداف، خصوصاً مع تنامي الجمعيات وكثرة البرامج!. في أمريكا وحدها يقال: إن هناك أكثر من مليون ونصف المليون جمعية خيرية وتطوعية، على اعتبار أن ذلك مفهوم إنساني وأخلاقي وعلى ذات النهج تمارس مئات الآلاف من الجمعيات والبرامج التطوعية في الغرب أعمالها، مايميز كل هذه الجمعيات أن لديها برامج تكاملية، وتعمل بشكل احترافي، ضمن أطر ومفاهيم اتفق عليها المجتمع، ووضعها المُشرع، حيث يشترط على المتطوع الجدية والإيمان بالرسالة والأهم هو التأهيل قبل البدء، ويندر أن تتقاطع أو تختلف المصالح بين كل هذه الجمعيات والبرامج، حتى إنه يُعتقد بأن أي حادث يقع في المجتمع تقوم على إثره جمعية للمتطوعين والمتعاطفين، بل إن بعض الدول تعتبر هذا العمل (إلزاميا) لمن لا ينطبق عليه نظام التجنيد فكيف هو الحال عندنا؟!. ديننا يحثنا قبلهم ويأمرنا بالتطوع وفعل الخير في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، كما تدعم ذلك أخلاق العرب، وثقافتهم الاجتماعية (الشهمة) في نجدة المكلوم، و(الفزعة) للمضيوم أو المنكوب والمحتاج، إلا أنه ينقصنا الفهم الكامل والاحترافي لهذ العمل، فمازال مفهوم التطوع لدينا عشوائيا، وربما فهم بعضهم أنه (اكسسوار أخلاقي) تضمنه سيرته الذاتية، أو يستغله بعض النافذين والمشاهيركغطاء يُجمِّلون به صورتهم! اليوم هو أفضل وقت نفكر فيه بقيام مثل هذه الهيئة أو البرنامج السعودي المُحفز والمنظم للعمل التطوعي؟! وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :