شدد المشاركون في الندوة الدولية التي نظمها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بشراكة مع منظمة اليونيسف تحت عنوان "العنف في الوسط المدرسي: المعارف والسياسات والممارسات" على تعزيز الوقاية عبر تعليم مهارات التواصل الاجتماعي والعاطفي، وحل النزاعات، وتعزيز رفاهية التلامذة وزرع قيم الاحترام والتسامح، وذلك بدمج الوقاية في المنهاج وتحسين المناخ المدرسي بتعزيز الأنشطة في النوادي الثقافية، والرياضية المدرسية لتوجيه طاقتهم بشكل إيجابي وتطوير مهاراتهم الشخصية. هذا وأوصى المشاركون في الندوة التي نظمت يومي فاتح وثاني نونبر بتعزيز المواكبة الشمولية بدعم الضحايا والشاهدين ومساعدة مرتكبي العنف على تبني سلوك سلمي، وتحسين الرفاهية والصحة النفسية للأطر التربوية، من أجل تحقيق بيئة تعليمية صحية وإيجابية، وكذا تطوير آليات الرصد والاستماع والإنصات، لدعم التلامذة والأطر الذين يواجهون صعوبات، مع إنشاء وظائف لمستشاري التوجيه وعلم النفس في المؤسسات التعليمية لضمان التوجيه الوقائي والتفاعلي، والحرص على تعميمها في جميع المؤسسات في المملكة وكذا تطوير استراتيجيات التدخل الوقائي. كما دعا المشاركون إلى تخصيص موارد بشرية ومالية كافية لتنفيذ برامج الوقاية من العنف في المدارس، بما في ذلك توعية جميع الفاعلين والمجتمع، والتكوين الأساس والمستمر للأطر التربوية لتطبيق منهجية التدريس بدون عنف. وفي نفس السياق، أوصى المشاركون بتعزيز التعاون والتنسيق بين المدارس والأسر والمجتمع المدني والسلطات المحلية وجميع المتدخلين، بما فيها القطاع الرقمي بشكل وثيق لتحديد المشكلات والحلول الممكنة ودعم الأطفال والشباب، إلى جانب جمع البيانات والتقييم والتتبع لقياس لمتابعة وتقييم فعالية برامج الوقاية، واتخاذ قرارات مستنيرة لتوجيه الجهود. واقترح المشاركون الاستفادة من الخبرات والتوسع في العمليات الناجحة بتوثيق وتقديم الدروس المستفادة من الأنشطة والبرامج السابقة وتحليل البيانات وتقييم النجاحات والإخفاقات، إلى جانب ضرورة إشراك الأطفال التلامذة في الحملات التوعوية للوقاية من العنف في المدارس، وإدراج مساهماتهم في إعداد السياسات وحملات التوعية وبرامج وساطة الأقران. يشار إلى أن الندوة نظمت في إطار الأهداف الوطنية لإعمال تعميم تعليم جيّد لجميع الأطفال وتحقيق أهداف التنمية المُستدامة للأمم المُتحدة، لا سيما الهدف الرابع المُتعلّق بضمان الحق في الولوج إلى تعليم جيّد وشامل للجميع مدى الحياة.
مشاركة :