تنظيم الأسرة في الدول منخفضة الدخل «1من 2»

  • 11/6/2023
  • 23:02
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بصفتها أما شابة مشغولة لأربعة أطفال تعيش في قرية نائية في إثيوبيا، لم تتمكن أمينة من المواظبة على حضور مواعيدها في العيادة الصحية للحصول على وسيلة منع الحمل عن طريق الحقن. وعلى هذا فعندما أطلعتها سلام، العاملة الصحية في العيادة، على الخيارات المتاحة، كانت أمينة متحمسة لمعرفة مزيد عن عملية زرع طويلة المفعول يمكن عكسها ومن شأنها أن تغنيها عن الحاجة إلى زيارات منتظمة. لاحظت سلام أن أعدادا متزايدة من النساء يخترن الزرعات طويلة المفعول لأسباب مماثلة. لكن مع نقص هذه الزرعات في عيادتها، شعرت بالقلق من نفاد وسائل تنظيم الأسرة التي يعتمد عليها مرضى مثل أمينة. من المؤسف أن الوضع في عيادة سلام ليس فريدا، فالمراكز الصحية في مختلف أنحاء البلاد تناضل للتغلب على مشكلة الإمدادات. يستخدم عدد من النساء الإثيوبيات أكثر من أي وقت مضى خدمات تنظيم الأسرة، قفز معدل انتشار وسائل منع الحمل في إثيوبيا من 8 في المائة في 2000 إلى 41 في المائة في 2019. وزادت حكومتنا التمويل المخصص لخدمات تنظيم الأسرة، وركزت على توسيع نطاق الوصول إليها على المستوى المجتمعي، فوظفت 42 ألفا من العاملين في مجال الصحة عبر 18 ألف مركز، وساعدنا كل هذا على تحقيق تقدم ملحوظ. لكن الإمدادات التي تصل إلينا من وسائل منع الحمل لم تواكب هذا الطلب متزايد النمو. تواجه وزارة الصحة، التي تزود النساء من أمثال أمينة بمجموعة من خيارات منع الحمل المجانية، نقصا على مستوى البلاد، في ظل فجوة تمويلية ضخمة لمنتجات تنظيم الأسرة. الواقع أن إثيوبيا ليست وحدها. في العام الماضي، تجاوز نقص تمويل وسائل منع الحمل في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل 100 مليون دولار ـ وهي فجوة من شأنها أن تجعل مئات الملايين من النساء والفتيات عاجزات عن الوصول إلى وسائل تنظيم الأسرة. هذا يعني حتما مزيدا من حالات الحمل غير المخطط له، والإجهاض غير الآمن، والوفيات بين الأمهات. علاوة على ذلك، فإن المعوقات التي تحول دون سد هذه الفجوة التمويلية هائلة. في إثيوبيا ومختلف أنحاء العالم، يتعين على الحكومات التوفيق بين قائمة متزايدة النمو من الاحتياجات وواقع الميزانيات المحدودة. وفي الأوقات العصيبة، كثيرا ما توضع صحة النساء والفتيات، خاصة مسألة تنظيم الأسرة، في مرتبة متأخرة من الأهمية -وبسرعة شديدة- على الرغم من العواقب الوخيمة المترتبة على الاستغناء عن وسائل منع الحمل. رغم أنني على دراية تامة بالمقايضات الصعبة التي يضطر صناع السياسات إليها، إلا أنني عاينت أيضا الفوائد الهائلة التي تتحقق عندما تظل الحكومات ملتزمة بتنظيم الأسرة. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن كل دولار يستثمر في تنظيم الأسرة يدر عوائد اجتماعية اقتصادية تزيد على ثمانية دولارات. هذا لأن خفض معدل حالات الحمل غير المخطط له يؤدي إلى بقاء مزيد من الأمهات والأطفال على قيد الحياة بعد الولادة، وزيادة أعداد الفتيات والنساء اللاتي يذهبن إلى المدارس ويعملن خارج المنزل، فتصبح الأسر أقوى وأكثر صحة... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.

مشاركة :