مُنحت الشابة السورية فجر كسيبي، واسمها الصيني "ما لي"، لقب "مبعوثة شابة للصداقة" هذا العام، وذلك من قبل حكومة مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين تقديرا لمساهماتها في تعزيز التبادل الثقافي بين المقاطعة وسوريا، مسقط رأسها. وجاءت فجر كسيبي، البالغة من العمر 22 عاما، مع عائلتها إلى مدينة قوانغتشو بجنوبي الصين منذ أن كانت طفلة صغيرة. وفي عام 2013، انتقلت إلى مدينة دانيانغ بمقاطعة جيانغسو بعدما أسّس والدها فيها شركة تعمل في مجال تصدير منتجات الأدوات من جيانغسو إلى خارج الصين. وعلى مدى السنوات الماضية، عاشت فجر كسيبي مع والديها وإخوتها بسعادة في الصين. ومع الوقت، استطاعت هذه الشابة الماهرة اتقان اللغة الصينية والتحدث بها بطلاقة، مع تزايد اهتمامها بتاريخ الصين والثقافة الصينية التقليدية. وفي عام 2021، فازت فجر كسيبي بالجائزة الأولى في مسابقة دولية للغة الصينية تحت عنوان "حكايتي مع الرموز الصينية". وفي الدورة النهائية للمسابقة، سلّطت فجر كسيبي الضوء على فهمها للرمز الصيني "رن" (الذي يعني "الإنسانية" أو "الرحمة" باللغة الصينية)، الذي يعتبر رمزا لجوهر الفلسفة الكونفوشية ومبدأ تنفذه الصين في بناء "الحزام والطريق". وأشارت فجر كسيبي إلى أن "رن" بمثابة أهم الفضائل الخمس السامية للأخلاقيات الكونفوشية ولها مضامين وفيرة، موضحة أن أصحاب فضيلة "رن" هم أولئك الذين يلتزمون بالقوانين الأخلاقية المتمثلة في خوض نضالات بطولية، وحب الخير للآخرين، وكسب ود الجيران والتصادق معهم، إلى جانب كل ما يحمله الناس من المبادئ الأخلاقية تجاه الآخرين والحياة والعالم. وأضافت أن ما نفذته الصين في عملية البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" يظهر روح "رن"، إذ توفر مساعدات للدول الأخرى. هذا وشهدت فجر كسيبي بعينيها، عندما عادت إلى سوريا لزيارة أهاليها هذا العام، شهدت ما قدمت الشركات الصينية من مساهمات في إعادة الإعمار للبلد الذي أنهكته الحرب. وبالإضافة إلى ذلك، أرسلت جمعية الصليب الأحمر الصينية مواد طبية إلى سوريا لمساعدة المتضررين من الزلزال في مطلع العام الجاري. وأكدت فجر كسيبي أن هناك أوجه تشابه بين الصين وسوريا في الثقافة بالرغم من بعد المسافات بينهما. وفي بداية عام 2020 بعد تفشي وباء كوفيد-19، تبرعت عائلة فجر كسيبي بخمسة آلاف كمامة إلى مدينة دانيانغ، وهو ما وصفته بأنه "شيء بسيط بالمقارنة مع ما قدمته الصين لعائلتها". ومنذ العام الماضي، بدأت فجر كسيبي نشر مقاطع فيديو باللغة الصينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، تشارك فيها ما تمر به من الأحداث اليومية التي تبرز الثقافات والمفاهيم والأفكار الصينية. ولاقت هذه الفيديوهات إقبالا شديدا من قبل المشاهدين على منصتي "ويبو" و"بيليبيلي" وغيرهما من المنصات الصينية. وتأمل فجر كسيبي في تقديم المزيد من المساهمات، من خلال تصوير مقاطع الفيديو ونشرها، في تعزيز التبادلات الثقافية والاستفادة المتبادلة بين الصين والدول العربية وتعميق العلاقات والتعاونات الودية بين الشعبين الصيني والعربي. وقالت "باعتباري شابة سورية تتقن اللغات العربية والصينية والإنجليزية وعلى معرفة جيدة بالثقافة الصينية، فيجب عليّ الاضطلاع بمسؤولية دفع التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية قدماً"، مضيفة أنها ستواصل جهودها في نشر روح طريق الحرير، ولعب دورها كمبعوثة للصداقة وجسر للتبادل بين الدول العربية والصين، التي أصبحت مسقط رأسها الثاني.■
مشاركة :