دخلت الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة شهرها الثاني وسط أرقام قياسية للخسائر بين الفلسطينيين. وهاجم سلاح الجو الإسرائيلي مناطق متفرقة من قطاع غزة خلال الساعات الماضية مستهدفا منازل ومواقع قال الجيش الإسرائيلي إنها تعود لحركة حماس فيما قال فلسطينيون إنها استهدفت منازل في رفح، ما خلف أكثر من 25 قتيلا، بحسب مصادر طبية. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن إسرائيل قصفت قطاع غزة بأكثر من 30 ألف طن من المتفجرات منذ بدء القتال في السابع من أكتوبر الماضي. -- قتال ميداني يأتي ذلك فيما استمر القتال الميداني بين عناصر حركة حماس وفصائل أخرى مع قوات الجيش الإسرائيلي الذي أعلن أن قواته المتوغلة تستعد للهجوم على الأنفاق الأرضية في شمال قطاع غزة، والتقدم لجهة العمق في مدينة غزة بعد عزل المنطقة بالقوات والدبابات. وأعلنت إسرائيل في السابع من شهر أكتوبر الماضي حالة الحرب لأول مرة منذ خمسين عاما، ردا على هجوم غير مسبوق شنته حماس على بلدات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، أودى بحياة أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي، بحسب مصادر إسرائيلية. وعلى مدار الأيام الماضية استمرت الاشتباكات بدون توقف حيث تدوي الانفجارات في عدة محاور من جنوب وشمال وغرب مدينة غزة. ويرى مراقبون أن القوات الإسرائيلية البرية تعتمد تكتيك التقدم البطيء لجهة مدينة غزة عبر المناورة ما بين التوغل والتراجع، بهدف استدراج عناصر حماس وكشف مناطق هجماتها ومن ثم تمشيط المكان عبر غارات جوية. وأعلن الجيش الإسرائيلي تطويق مدينة غزة بالكامل وفصلها عن وسط وجنوب القطاع، وسيطرة قواته على موقع تابع لحركة حماس في أطراف مدينة غزة. وذكر متحدث عسكري إسرائيلي في بيان للصحفيين أن قواته عثرت على مجمعات تابعة لحماس تستخدم لإطلاق الصواريخ ودمرتها بما في ذلك مجمع يقع داخل مسجد، مشيرا إلى العثور على أكثر من 50 صاروخا في مجمع يستخدم للأنشطة الشبابية، جاهزة للإطلاق باتجاه إسرائيل. وقال المتحدث باسم الجيش افيخاي ادرعي إن سلاح الجو الإسرائيلي قصف نحو 450 هدفا تابعا لحركة حماس في 24 ساعة الأخيرة، منها مجمعات عسكرية ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدروع وغيرها. وذكرت الإذاعة العبرية أن الجيش الإسرائيلي يضغط على معاقل حماس في قطاع غزة، ويلحق أضرارا بشبكة الأنفاق، مشيرة إلى قتل العديد من كبار المسؤولين العسكريين في الحركة. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في بيان وزع على الصحفيين "نحن في حالة حرب منذ شهر الآن، ونلحق أضرارا جسيمة بحماس وبقيادتها وندمر البنية التحتية للحركة في قطاع غزة". في المقابل أعلن الجيش مقتل جندي وإصابة آخر في القتال الدائر في غزة، لترتفع حصيلة الجنود القتلى منذ بدء التوغل البري إلى 31 جنديا. ولم يصدر أي تأكيد من حركة حماس على إعلانات الجيش الإسرائيلي، فيما أعلن جناحها العسكري كتائب القسام أنه يواصل هجماته ضد القوات الإسرائيلية. وقالت الكتائب في بيان إن مقاتليها دمروا في محاور القتال خلال الـ48 ساعة الأخيرة كليا أو جزئيا 27 آلية عسكرية، ودكوا القوات المتوغلة بعشرات قذائف الهاون، والتحموا في اشتباكات مباشرة معها وأوقعوا فيها "خسائر محققة". كما تبنت القسام إطلاق رشقات صاروخية على مدينتي تل أبيب وأسدود "ردا على استهداف المدنيين" في قطاع غزة. -- خسائر فلسطينية قياسية وانعكس القتال العنيف الدائر في غزة على حياة أكثر من 2.3 مليون نسمة يعيشون في القطاع. وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين جراء هجمات إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 10022 قتيلا من بينهم 4104 أطفال و2641 سيدة، بينما وصل عدد المصابين إلى 25408. وذكرت الوزارة أن عدد البلاغات التي تلقتها وزارة الصحة حتى اللحظة عن مفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة بلغت 2350 بلاغا، منهم 1300 طفل. فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن نحو 2%من إجمالي سكان قطاع غزة، باتوا ضحايا مباشرين جراء الحرب إما قتلى أو جرحى. وذكر أن مستشفيات قطاع غزة تستقبل في المتوسط جريحا في كل دقيقة منذ بداية الحرب و15 قتيلا في كل ساعة، فيما بلغ متوسط القتلى من الأطفال 6 في كل ساعة، ومن الإناث 5 في الساعة الواحدة. وبحسب المكتب الإعلامي، فإن 70% من سكان قطاع غزة باتوا نازحين قسرا عن منازلهم، في وقت تضررت فيه أكثر من 50% الوحدات السكنية في القطاع جراء الغارات، و10% منها هدمت كليا أو باتت غير صالحة للسكن. وأوضح المكتب أن 33% من مدارس قطاع غزة تضررت جراء هجمات إسرائيل ونحو 9% منها خرجت عن الخدمة، بينما 14% من المساجد تضررت، 5% منها هدمت بشكل كامل. -- إعادة فتح معبر رفح في هذه الأثناء استمرت الجهود الدولية الدبلوماسية بالتعاون مع مصر والأطراف الأخرى لفتح معبر رفح بشكل متقطع لإخراج حملة الجنسيات الأجنبية والعربية من قطاع غزة، ونقل جرحى للعلاج في مصر، بحسب مصدر فلسطيني مسؤول في معبر رفح. ومن المقرر أن يستمر تشغيل معبر رفح بين غزة ومصر اليوم (الثلاثاء) بعد استئناف عمله أمس إثر توقف استمر يومين، في ظل خلافات بشأن الإخلاء الآمن للمرضى من مدينة غزة وشمالها، وذلك لسفر جرحى من غزة وإجلاء الأجانب ومزدوجي الجنسية. ونقلت سيارات إسعاف نحو 30 جريحا إلى معبر رفح بمرافقة طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لسفرهم إلى مصر لتلقي العلاج أمس (الاثنين) في إطار تفاهمات جديدة رعتها القاهرة والأمم المتحدة. من جهة أخرى أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها استلمت 25 شاحنة مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح، ليصل إجمالي الشاحنات المستلمة منذ 21 من الشهر الماضي إلى 476 شاحنة، من دون أن تتضمن أي كميات من الوقود. وكان برنامج الأغذية العالمي أطلق نداء عاجلا لتوسيع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير، ووصول الإمدادات الغذائية الحيوية إلى مستويات منخفضة بشكل خطير.
مشاركة :