«زرياب» يرثي وتره الخامس و«ليلة» حب يناهض الحرب

  • 3/22/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بين موسيقى وإيقاعات زرياب ورثائه لوتره الخامس، وليلة التي ناهضت الحرب بمشاعر الحب، توزع جمهور أيام الشارقة المسرحية، أول من أمس، في قاعتين فاضت جنباتهما بالجمهور، الذي تابع بعضاً من بريق الموندراما والمسرح الثنائي، ليتوجوا مرعي الحليان وبدور، بطلي ليلة ملكان على الخشبة، وليعبروا عن فرحهم بما قدمه عبدالله مسعود من 5 شخصيات في مرثية الوتر الخامس، ليأتي العرضان متوائمان مع نظرة نقادهما في الندوات التطبيقية، حيث حازا على الإشادة، رغم وقوع زرياب في الخطاب المباشر، ووجود بعض الهنات في ليلة التي خلصت إلى من يحارب من؟. في مرثية الوتر الخامس حاول المؤلف مفلح العدوان مناهضة العنف والأفكار الظلامية، عبر استدعائه لشخصية زرياب من العصر العباسي، حيث عاش في بلاد الرافدين، لتقف على الخشبة بالشارقة، ليقدم لنا سيرته، بصوته العذب، وبإيقاعاته الموسيقية. في هذا العمل، يعود زرياب ليذكر بأبجديات الحياة، بعد أن علا ضجيج آليات الحرب، فوق أنات الوتر، وخيمت الأفكار الظلامية لتحجب الأمل. مسك الافتتاح ثلة من النقاد الذين اجتمعوا في الندوة التطبيقية التي أدارها مجدي التل، وصفوا مرثية الوتر الخامس بأنها مسك الافتتاح، واتفقوا على أنه قدم معزوفة جميلة، استحضرت الموروث العربي، وقامة زرياب الموسيقية، التي عزفت على الوتر الخامس باقتدار، مشيرين إلى الجهد الذي بذله الممثل عبد الله مسعود، بتقمصه على الخشبة 5 شخصيات مختلفة، مؤكدين أن السينوغرافيا، بدت بطلة ثانية على الخشبة، من حيث توزيعها واستغلالها الجيد. وقوع مرثية الوتر الخامس في المباشرة، كان أبرز الهفوات التي أشار إليها النقاد قائلين إن العرض كان يحتاج للغة شاعرية، وأنه يكفي أن يقدم المخرج والمؤلف فناً موسيقياً من ذلك الذي قدمه زرياب، حتى يقتنع الجمهور بمناهضته للغة الظلامية، مشيرين إلى أن مساحة الصمت التي بدأ بها العرض، كانت بـالواسعة وأنه كان من الأفضل لو بدأ العرض واختتم بإيقاع موسيقي. لحظة حب على الطرف الآخر، لم تكن ليلة نواز (مرعي الحليان) وميساء (بدور) وحبهما، عادية وسط أصوات المدافع والرصاص، فنواز ضابط متقاعد، يرتبط مع ميساء بعلاقة حب، يلتقيان في أحد الأزقة، ويحاولان معاً الهرب نحو مكان آمن يقضيان فيه ليلتهما الأخيرة، والتي تشهد إعلان زواجهما، ليحاولا الاحتفال به، متجاهلين ما يجري حولهما، فما أن يهربا إلى البحر، حتى تفاجئهم البوارج الحربية، لينتقلا إلى أنفاق أرضية، على أمل اقتناص لحظة حب، تنتهي بفراقهما بعد تعرضهما للقذائف. عرض ليلة لمسرح خورفكان للفنون، توج الحليان وبدور ملكين على الخشبة، بحسب اتفاق النقاد في الندوة التطبيقية التي أدارها عبد الإله عبد القادر، والذي افتتح الندوة بقوله إن الخلاصة تتمثل في من يحارب من، ليأتي قول د. عبد الكريم جواد، مشيداً، حيث قال: شاهدت عرضاً رائعاً فكرياً وجمالياً، ممثليه امتلكوا الخشبة، وكانوا ملوكاً عليها، وأبدعوا في حركتهم. وأضاف: استطاع المؤلف والمخرج استنطاق برمزيته ما نعيشه في حاضرنا. أما الفنان غانم السليطي، فأشار إلى أن العرض ورغم ما يحمله من ألم، كان يجب أن يكون كوميديا سوداء، معتبراً انه من مناطق الألم تنبع الكوميديا. وأضاف: لغة العرض الشاعرية كان من الأفضل أن تتحول للغة كوميدية، بحيث تجعلنا نضحك من الحرب. السهل الممتنع ووصف يحيى الحاج العرض بالسهل الممتنع، قائلاً إنه استطاع استفزازه كثيراً، لكمية المسائل الشائكة التي يطرقها، معرجاً في حديثه على الانسجام الذي ساد بين بطلي العمل، ليأتي تعبير المخرج سالم مازن المرزوقي بأن العرض أضحكه وأبكاه في الوقت ذاته، فيما علق د. عبد الناصر خلاف بالقول إن ليلة سيصنع تحولاً جذرياً في المسرح الإماراتي. مقاعد قاعات معهد الشارقة للفنون المسرحية، رغم اتساعها لم تكن قادرة على استيعاب الجمهور، الذي اضطر إلى تحويل الممرات لمقاعد إضافية، فيما اضطر آخرون إلى مغادرة المعهد بعد عجزهم عن إيجاد فسحة تمكنهم من متابعة العرضين.

مشاركة :