إن لم تكن ذئبًا أكلتك الذئاب

  • 3/22/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

فيما أظن أن أغنى عائلة في العالم – إن لم يكن في التاريخ – هي عائلة (روتشيلد) ذات الأصول اليهودية الألمانية، وقبل أن أدخل في الحديث عنها، دعوني أتحدث عن أكبر كذبة أو خدعة حصلت خلال الثلاثة قرون الأخيرة، وهي كذبة الاقتصادي (ناثان روتشيلد)، وذلك عندما وقعت المعركة الشهيرة في (واترلو) بين فرنسا بقيادة (نابليون)، وإنجلترا بقيادة (ويلنغتون)، وكان الجميع على الشاطئ الإنجليزي يتحرقون شوقًا لمعرفة نتيجة المعركة، فأوعز (ناثان) الخبيث لأحد أتباعه أن يكون عينًا له في ميدان المعركة، وأن يرسل له الخبر بواسطة الحمام الزاجل من أجل السرعة ليكون أول من يعرف النتيجة. وما هي إلاّ ساعات وإذا الحمامة تصل وفيها رسالة من صاحبه يخبره فيها أن الدائرة تدور على نابليون والفرنسيين، وفرح بذلك الخبر في أعماقه، ولكنه بدلاً من أن يضع الحقيقة أمام الجميع، إذا به يقلب عاليها على سافلها، ويصرح لهم وهو يتباكى أن ويلنغتون والجيش الإنجليزي هزموا شر هزيمة، وكان وقع الخبر على الصيارفة الإنجليز وأصحاب البورصات وقع الصاعقة، وسرعان ما انهارت الأسهم والسندات والممتلكات والجنيه الإسترليني، فاستغل روتشيلد هذه الفرصة الذهبية، وأخذ يشتري بواسطة عملائه كل ما يمكن شراؤه بأسعار بخسة كأسعار التراب. وعندما وصلت الأخبار وتكشفت الحقيقة بعد يومين، وإذا بالأسعار تعود إلى سابق عهدها بل إنها تضاعفت. وهكذا بين ليلة وضحاها قفز روتشيلد بواسطة هذه الكذبة (الذهبية الجهنمية) إلى عنان السماء وسيطر على البنك الإنجليزي. عندها وفي عام (1821) ما كان من (ماجيراشيل روتشيلد) كبير العائلة، إلاّ أن يركز أولاده الخمسة في كل من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والنمسا، ليحكموا السيطرة على النظام المالي العالمي، دون أن يخلوا بتواصل وترابط الفروع، وما زالوا إلى الآن مترابطين كشبكة عنكبوتية فولاذية. ودخلوا في كل نشاط: التجارة، العقار، السمسرة، السكك الحديدية، الفحم الحجري، مصانع الأسلحة، بناء السفن، صناعة الأدوية، المشروبات الكحولية، التأمين، حتى تجارة اللهو والمتعة دخلوا فيها. كما أنهم سيطروا على أكبر شركتين تجاريتين بالعالم في ذلك الوقت وهما: شركة الهند الشرقية، وشركة الهند الغربية، وتملكوا بواسطتهما أغلب سندات البلدان الكبيرة، وأغلب البنوك العالمية. وكما أن الحرب خدعة، فكذلك هو الاقتصاد أيضًا، ومن له حيلة فليحتل، فالمبادئ والمثل العليا ليس لها مكان في هذا المجال - مع الأسف. وصدق (غوار الطوشة) عندما قال: إذا لم تكن ذئبًا أكلتك الذئاب.

مشاركة :