مقالة خاصة: سائقو غزة يستخدمون زيت الطهي بديلا عن الوقود لتشغيل سياراتهم

  • 11/16/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

استبدل السائق الفلسطيني راضي إبراهيم من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة السولار بزيت الطهي لتشغيل سيارته في ظل أزمة نفاد الوقود في خضم حرب إسرائيل المستمرة للشهر الثاني. ولجأ إبراهيم (42 عاما) إلى استخدام زيت الطهي بعد إضافة مادة ثانية اسمها التنر - تستخدم في الدهانات والمذيبات- لتشغيل سيارته حتى يتمكن من مواصلة عمله وجني بعض المال لتوفير احتياجات عائلته النازحة منذ بداية اندلاع حرب إسرائيل على قطاع غزة. ويقول إبراهيم وهو أب لستة أطفال لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أعمل سائق منذ أكثر من 20 عاما، واعتمد على عملي اليومي بشكل أساسي لإعالة أسرتي التي كانت تعاني أساسا من الفقر". ويضيف " في ظل الحرب زادت أعبائي اليومية خاصة وأنني نزحت مع عائلتي إلى بيت أقاربي والمصاريف أصبحت مضاعفة". ويشتكي السائق من أن المؤسسات الدولية المانحة بالكاد تستطيع أن توفر الاحتياجات الضرورية للنازحين في المدارس والمستشفيات في حين أن النازحين لدى أقاربهم ليس لديهم أي أمكانيات لمواجهة أعباء الحياة. لذلك، يشرح السائق، أنه قرر أخذ زمام المبادرة بنفسه لتوفير المال لعائلته وأقاربه الذي يعتبر إعالتهم بمثابة بدل إيجار لهم على استضافتهم له ولعائلته، عبر اللجوء الى زيت الطهي لملء خزان وقود سيارته والعمل عليها في المحافظات الجنوبية للقطاع التي تعتبر بحسب ما يدعي الجيش الإسرائيلي بأنها مناطق آمنة للنازحين. ويقول "لا أستطيع أن انتظر دوري حتى يتم تقديم المساعدات الغذائية لعائلتي التي تتضور جوعا بسبب نقص الغذاء في غزة، لذلك لجأت إلى زيت الطهي لاستخدامه كبديل عن الوقود على الرغم من مخاطره الصحية على السكان في المستقبل القريب، لكن ليس باليد حيلة". ومع ذلك، لم تكن مهمة السائق الأربعيني سهلة خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني على حد تعبيره، حيث وصل سعر اللتر الواحد من زيت الطهي على ما يزيد عن 7 دولارات أمريكية وهذا ما أدى إلى ارتفاع أسعار إيجار الركاب أيضا. ويضيف "الوضع مأساوي للغاية، بالكاد أستطيع أن أجني في اليوم 20 دولارا أمريكيا بعد تعب يوم طويل في التنقل بين المحافظات الجنوبية وسط استمرار القصف الاسرائيلي، هذا المبلغ بالكاد يكفي لإعالة أسرتي دون أقاربي". ويتابع "نحن نموت هنا في غزة فلا مأوى آمن لنا ولا وسيلة تنقل متوفرة ولا حتى يمكننا التعامل مع أساسيات الحياة اليومية مثل توفير الطعام والشراب والملابس التي يحتاجها أطفالنا في الشتاء الذي سيشتد يوما بعد يوم". الحال ذاته يعيشه جلال الصفدي، سائق من مدينة غزة، بعد نزوحه إلى رفح جنوب القطاع. ويقول الصفدي إن كافة السبل تقطعت أمامه في توفير لقمة العيش لأطفاله الثمانية الذين يعيشون في خيمة أقامها في أرض فارغة تعود لأحد سكان المدينة. ويضيف "على الرغم من أن زيت الطهي يساعدنا حاليا على الوقوف على أقدامنا في ظل هذه الظروف الصعبة إلا أن أضراره ستكون وخيمة على مولدات السيارات، ناهيك عن الاضرار الصحية التي تسببها انبعاثات الغازات التي تطلقها السيارات أثناء السير والتي تسبب أمراضا صدرية وسرطانية للسكان". ويؤكد أن "الوضع كارثي للغاية، ولا أحد فينا يستطيع التأقلم مع الظروف الصعبة التي نعيشها لذلك لم نجد أي بديل آخر كي نتمكن من البقاء على الأقل أحياء حتى انتهاء الحرب الحالية". وفي 13 اكتوبر الماضي، قررت إسرائيل قطع إمدادات الكهرباء والوقود عن قطاع غزة كإجراء عقابي لحركة حماس التي شنت هجوما غير مسبوق على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع. وهذا ما دفع السكان المحليين إلى ركوب العربات التي تجرها حيوانات مثل الحمير والأحصنة للتنقل في المناطق الجنوبية للقطاع. وتقول هنية أبو العيش (|35 عاما) من مدينة دير البلح وهي أم لأربعة أبناء تشتكي من ارتفاع أسعار ركوب الحمير فهي تضطر أحيانا لدفع دولار أمريكي مقابل نقلها لمسافة لا تزيد عن كيلو متر واحد فقط. وتضيف فيما بدى على وجهها ملامح الغضب "بسبب الحرب، لقد أصبح للحمار سعر باهظ في غزة وبدلا من التخلي عنه أصبح يتخلى عنا أصحابه في حال لم ندفع ما يطلبونه منا". ومنذ 40 يوما، يعيش سكان قطاع غزة في ظل حرب مستعرة بين حركة حماس والجيش الاسرائيلي الذي يعلن مرارا وتكرارا بأنه يحارب من أجل القضاء على حماس. وحذرت منظمات أممية عاملة في القطاع من تفشي المجاعة بسبب نفاد السلع والمواد الغذائية من الأسواق في القطاع، وتفشي الأوبئة والأمراض بسبب التكدس والازدحام الذي يعيش فيه النازحون وسط أوضاع حياتية صعبة. ودخلت في وقت سابق اليوم أول شاحنة محملة بالوقود من معبر رفح الحدودي المصري إلى قطاع غزة منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل في القطاع المحاصر قبل أكثر من شهر. وقالت مصادر أمنية مصرية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن أول شاحنة وقود دخلت من معبر رفح الحدودي إلى قطاع غزة، لصالح وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمساعداتها على استكمال مهامها في توزيع المساعدات جنوب وغرب قطاع غزة. وأضافت المصادر أن الشاحنة التي دخلت إلى القطاع المحاصر لأول مرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، تحمل نحو 25 ألف لتر من السولار. وأكد المتحدث باسم الأونروا عدنان أبو حسنة في اتصال هاتفي مع ((شينخوا)) وصول أول شاحنة وقود إلى القطاع عبر معبر رفح، لافتا إلى أن هناك شاحنتين أخريين تنتظران الدخول بعد الشاحنة الأولى. وأشار إلى أن الوقود سيخصص لتزويد آليات الأونروا التي تنقل المساعدات إلى قطاع غزة بالوقود بعد نفاده لديها، ما هدد بوقف كافة عملياتها الإنسانية.

مشاركة :