دعا رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق البطريرك لويس ساكو إلى اتخاذ «خطوات عملية» لإنهاء الصراع السياسي في البلاد، محذراً المسحيين من الوقوع في «شرك مصالح جهات ودول بدافع الهجرة»، فيما حذر نائب مسيحي من تجاوز حقوق المسيحيين باسم الإصلاحات. وارتفعت موجات هجرة المسيحيين منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، إثر سلسلة هجمات تعرضوا لها خلال الحرب الطائفية وسيطرة تنظيم «داعش» على الموصل، والاستيلاء على أملاكهم في بغداد. وشدد ساكو في رسالة لمناسبة عيد الفصح الذي يحل الأحد المقبل على أن «الأجواء مشحونة والبلد مجزأ بعضه يحتله تنظيم الدولة الإسلامية، ونرى أن كل تحالف منقسم على نفسه بسبب صراع المصالح وطموح الزعامة، فغاب الوطن فوق الجميع وكرامة الإنسان في المقدمة»، وأوضح أن «الواقع محزن ومحبط لكن ما زال هناك أمل ونحتاج إلى خطوات عمليّة للخروج من هذا الوضع القاسي ونمنع من أن تؤدي هذه الصراعات إلى مزيد من الفرقة والاقتتال ولننظر نحن المؤمنين مسيحيين ومسلمين وصابئة وإيزيديين، نظرة إيمانية هادفة إلى مأساتنا ولنستفد منها في جعلها فرصة خصبة وقوة دافعة لاستعادة الثقة والتسامح والتلاقي من اجل تحقيق المصالحة الوطنيّة والوحدة والشراكة والسلام، وتفويت الفرصة على من يسعون إلى استثمار مشاكلنا لمصالحهم (قوى داخلية وخارجية) فالسياسة ليست لعبة مصالح، بل إحساس بالمسؤولية ومواقف شجاعة لتنفيذ ما يتطلع إليه شعبنا من إصلاحات». ودعا المسيحيين إلى «الحكمة والتروي والبقاء معاً متحدين على الأرض التي ولدنا فيها وعشنا عليها مع إخوتنا الآخرين نحو 1400 سنة وبنينا معاً حضارة مشتركة»، محذراً «من التخبّط وفسح المجال أمام أشخاص وجمعيات ودول يستغلون معاناتنا لمصالحهم ويشتتونا في أربع أقطار المعمورة». وعن التحديات التي يواجهها المسيحيون قال رئيس كتلة «الوركاء» النيابية (عن كوتا المسيحيين) النائب جوزيف صليوا لـ «الحياة»، إن المسيحي «اليوم حائر بين محاذير من لجوئه إلى السلاح، والهجرة أو الابتعاد على الانخراط في الأحزاب، وكيف به أن يحافظ على كينونته في أرض أجداده، والبلاد عموماً تواجه مآسي وخيبات أمل، ولكن الكلدان والسريان والأشوريين والأرمن آخر من يحسب له حساب على الصعد كافة»، وأردف أن «تحذير غبطة البطريرك ساكو من تعرض المسيحيين للاستغلال جاء متأخراً على رغم أهميته، وكان يفترض أن يكون للجهات ذات العلاقة قراءة دقيقة لما بين السطور، وهذا المكون أحوج ما إليه اليوم هو التكاتف بين قواه السياسية وخلق كيان جامع خاص به بدل الاتكال على الآخر في تأمين حقوقه وإدارة الموقف من الصراعات الدائرة على صعيد العملية السياسية». وفي الموقف من مشروع الإصلاحات قال إن «المسيحيين كانوا في السابق ممثلين بوزير في الحكومة، واليوم حرموا من هذا الحق، فيما نرى أن كل طرف يدافع عن مصالح طائفته، في ظل غياب تطبيق مبدأ المواطنة إلى أن وصلت الطائفية إلى النخاع»، وختم بالقول «يتهمنا الكثيرون بالمبالغة عندما نطالب بثلاث وزارات ومنصب سيادي، لكن المغزى هو أن المناصب يجب أن لا توزع وفق مبدأ الكثافة السكانية، فالعطاء أو الكفاءة لا يقاسان بالعدد، لذا نرفض أن يطعن هذا المكون من ظهره باسم الإصلاحات».
مشاركة :