واصلت إسرائيل اليوم (الخميس) هجماتها على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى فلسطينيين، في وقت تراجعت فيه خدمات الطوارئ بشدة وأصاب الشلل عمل سيارات الإسعاف وعمال الإنقاذ، بحسب مصادر فلسطينية. وقالت المصادر إن الهجمات الإسرائيلية تركزت الليلة الماضية وفجر اليوم على أحياء في مدينة غزة وشمالها، مشيرة إلى سقوط قتلى وعشرات المصابين لم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إليهم. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان أنها لم تتمكن من الاستجابة لمئات النداءات لمساعدة وإجلاء الجرحى أو المحاصرين تحت الأنقاض بعد أن أفاد سكان في مدينة غزة وشمالها بوجود جثث ملقاة في الشوارع. وقالت الجمعية إن سيارات الإسعاف تواجه مصاعب شديدة في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية والاشتباكات الميدانية في غزة وشمالها بجانب أزمة نفاد الوقود والضعف الشديد في خدمات الاتصالات والإنترنت. وواصلت القوات الإسرائيلية، بما في ذلك الدبابات اقتحامها لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة بعد انسحابها من داخله لبعض الوقت مساء أمس، بحسب مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان. وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان الليلة الماضية إن القوات الإسرائيلية سيطرت على عدة أقسام في مجمع الشفاء، ونفذت حملة تفتيش واعتقالات طالت أكثر من 20 شخصا، بينهم صحفيون وفنيون يعملون في المستشفى. وبحسب وزارة الصحة فإن هناك مستشفى واحد فقط، هو المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة، الذي يعمل حاليا ويستقبل المرضى. وأشارت إلى أن خمسة مستشفيات، بما في ذلك مستشفى الشفاء تقدم خدمات محدودة للغاية للمرضى الذين تم إدخالهم بالفعل بسبب عدم توفر الكهرباء وافتقارها للإمدادات، مضيفة أنه لم يعد ممكنا الوصول إلى هذه المستشفيات. وفي وقت سابق ذكرت مواقع محلية نقلا عن شهود عيان أن هجوما شنته إسرائيل على مسجد في حي الصبرة جنوب مدينة غزة مساء أمس أدى إلى مقتل وإصابة العشرات خلال تواجد مصلين فيه. فيما نقلت المواقع نفسها عن شهود اخرين أن طائرات حربية إسرائيلية شنت هجمات مكثفة على منطقة السرايا وأحياء الصبرة والزيتون في مدينة غزة تزامنًا مع قصف مدفعي شمال وشرق المدينة، ما أدى الى مقتل عدد من الفلسطينيين. وقتل أكثر من 11500 فلسطيني منذ بدء الحرب، بينهم 4710 أطفال، إلى جانب قرابة 30 ألف جريح، أكثر من 70% منهم نساء وأطفال، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أن البلاغات عن مفقودين ارتفعت إلى 3640 بلاغا، من بينهم 1770 طفلا مازالوا تحت أنقاض المباني المدمرة. بموازاة ذلك، استمرت الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية المتوغلة في عدة محاور من مدينة غزة ومقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل فلسطينية أخرى، بحسب شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية. وتعمل القوات البرية الإسرائيلية على الفصل الفعلي بين مدينة غزة وشمالها وبين وسط وجنوب القطاع باستثناء الممر المؤدي إلى منطقة جنوب وادي غزة الخاضع لسيطرتها لتمكين السكان الفلسطينيين من المغادرة إلى المنطقة الجنوبية لقطاع غزة، وفق بيان للجيش الإسرائيلي.
مشاركة :