كنت قد تناولت في الجزء الأول من المقال - نشر في 13 يوليو 2023م- أهمية استخدام كلمات تتماشى مع رغبتنا المُلحة في الظفر بشيء ما، ووضحت وجهة نظري في ذلك، ودعوت إلى تبني وجهة النظر تلك التي قد تكون فرضيتي مع عدم علمي حقيقة هل تسمى فرضية أو لا. وختمت المقال بقولي: «أدعو كل واحد منكم إلى تبني مقولة قررت الفوز بكذا أو قررت نيل شهادة كذا... ولي عودة لكم بعد نيلي الجائزة بإذن الله». وبناءً على وعدي ها أنا ذا أكتب هذا المقال. كنت في منتصف نوفمبر الحالي في أبوظبي، لحضور إعلان فوزي بجائزة اتحاد وكالات الأنباء العربية «فانا» لأحسن تقرير لعام 2023 - بتوفيق من الله- ولا أكتمكم سرًّا أن هذا المقال كان سيُكتب بغض النظر عن نتيجة فوزي بالجائزة من عدمه، والسبب في ذلك أن مضمون وجوهر المقال هو استخدام كلمات قوية تدلل على رغبتنا في الفوز، وبذل أقصى ما نستطيع لأجل ذلك، عندها نكون قد أعطينا الأمر حقه بأفعالنا وأقوالنا. وهذا ما أدعو إليه: أفعال جادة وإعطاء الأمر حقه + أقوال قوية = النتيجة ستكون مرضية لأبعد درجة، ولو حققنا النتيجة المرجوة بظفرنا بشيء معين أيًّا كان، فبها ونعمت، وإن لم نحقق ذلك، فقد بذلنا جلّ ما نستطيع ولا يبقى شيء للندم. وأوجز أبرز الدروس التي أخذتها من هذه التجربة فيما يلي: * رغبتي المُلحة في الفوز بالجائزة تزامن معها فعل قوي يتماشى مع تلك الرغبة، وذلك بعد بذلي كل ما أستطيع للفوز بها. * لا بد أن تتسلح بمهارات عالية في مجالك أيًّا كان، ودائمًا استفد من الآخرين، وكن على استعداد للتعلم، فلا كبير على العلم والتعلم. * التوكل على الله سبب قوي للنجاح، لكن اعقلها وتوكل، أي ابذل الأسباب المؤدية للنتيجة التي تريد، ومن ثم استعن بالله. * النتيجة ليست مضمونة دائمًا؛ لكن وتذكر كلامي، ستكون سعيدًا في نهاية المنافسة، وبغض النظر عن النتيجة، شرط تنفيذ أركان المعادلة: (أفعال جادة وإعطاء الأمر حقه + أقوال قوية). * في نهاية المنافسة سواء فزت بها أو لا؛ فلتكن هذه التجربة خاضعة للنقد والتقييم من قبلك، واخرج منها بدروس مفيدة، تستفيد منها في منافسات قادمة. وأخيرًا، احتف بنفسك وأكرمها فهي تستحق، نظير تعبها وجهدها، وهذا قدر النفوس العظيمة. وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ
مشاركة :